
دعا لتشكيل مندوبية للسلامة المرورية، مرسلي عمراني:
أكد الباحث وعضو الجمعية الدولية للسلامة المرورية مرسلي عمراني، أمس، خلال حلوله ضيفا على منتدى جريدة “الوسط”، على ضرورة وضع استراتيجية وطنية خاصة في هذا المجال متبوعة تشكيل مندوبية وطنية للسلامة المرورية تشرف مدعومة بواسطة صندوق خاص للسلامة المرورية من أجل التكفل بدعم وتنفيذ هذه الاستراتيجية ومختلف محاورها على المستوى الوطني، مؤكدا على نقطة أولوية الإرادة على التكنولوجيا لأن التكنولوجيا تأتي من أجل تفعيل دور الخطط المبرمجة أما إن كانت هذه الأخيرة ضعيفة فالتكنولوجيا لن يكون لها دور سوى إطالة عمر الأزمة.
وركز عراني على دور الطرق المزدوجة، مؤكدا أن معظم الطرق الوطنية التي حولت من طرق أحادية إلى طرق مزدوجة خلال السنوات الـ3 الأخيرة عرفت انخفاضا في عدد الحوادث على رأسها الجلفة والأغواط وهو الخط الذي عرف في وقت سابق حوادث مميتة، موضحا أن البحث عن هكذا حلول أهم من التركيز على الردع والعقوبات نظريا للتحايل الذي يغلب عليها وكذلك طول أمد إرسائها، مشددا على أهمية تغيير شبكة الطرقات.
5 من 20 عقوبة يتم تطبيقها فقط
وانتقد ضيف “الوسط” عامل الفساد الذي ينخر السلامة المرورية على رأسها: الفساد في إنجاز الطرق والفساد في الردع وفي التكوين والرخصة والأهم في عامل المحسوبية، محددا ما يقارب معدل الـ1/4 من عمليات الردع هي التي تصل للعقوبة في حين يتم تدارك البقية عن طريق المحسوبية بدل معاقبة المتجاوزين. ولتفادي هذه التجاوزات ركز الباحث على طول مدة الحوار على ضرورة انشاء المندوبية مع شرط جعل الهيئة تابعة لهيئة عليا تمنحها الاستقلالية لتجاوز المحسوبية السائدة حاليا.
كما انتقد المتحدث واقع التأمينات في مجال السلامة المرورية واصفا إياها بأنها لا تلعب الدور المنوط بها مقابل كم الاستفادة التي تحصدها من الحوادث، بالإضافة إلى غياب وزارة الصحة تماما من المجال رغم أنها من تتحمل مسؤولية الوفيات وبدرجة أكبر جرحى وضحايا الحوادث رغم أنها بالدول الكبرى هي من تقدم للهيئة عدد الوفيات ووضعية المصابين، بالإضافة إلى دور مؤسسات أخرى كالتربية التي دق جرس الخطر في ظل استمرار غيابها عن هكذا مجال حساس في التوعية، متسائلا كيف يبقى الطفل على مدار كل سنوات الأطوار الثلاثة دون تكوين أو توعية وتحسيس في مجال السلامة المرورية.
واعتبر عمراني أن الجزائر تواصل التعامل مع حوادث المرور بنفس الطريقة سنويا، عبر حملات موسمية عبر التلفزة وفي أحسن الأحوال عبر المطويات، في حين أن الأمر لم يأت أكلها، وهو ما يستدعي التدارك والتجديد، متداركا أننا لسنا بعيدين لدرجة رؤية الصورة بنظرة سوداوية لكن لابد من الاستدراك والتغيير، مستشهدا بعينات الحلول التي لجأت إليها الدول المتطورة، والتي مكنت 17 دولة أوروبية من تسجيل 0 حوادث مؤخرا.
سارة بومعزة