الأولىثقافة

آمنة بلعلى ترصد حيثيات العقل النقدي المعاصر

صدرت مؤخرا طبعة جديدة من كتاب” العقل النقدي المعاصر :إمكانات الاختلاف ومشروعية الاستئناف” للكاتبة والناقدة الجزائرية البروفيسور آمنة بلعلى عن دار ميم للنشر بالجزائر،وبالتالي فمن المنتظر أن تشارك أيقونة النقد في الجزائر بهذا المؤلف القيم في فعاليات الصالون الدولي للكتاب بالجزائر سيلا 26 الذي سيقام بقصر المعارض الصنوبر البحري من الفترة الممتدة من 25 أكتوبر إلى 04 نوفمبر 2023 والذي سيكون عرسا حقيقيا سيخصص للاحتفاء بخير جليس وهو الكتاب .

معاينة حركة النقد المعاصر تدريسا وتطبيقا
ويعد هذا الكتاب حسب المؤلفة جزء من مشروع معاينة حركة النقد المعاصر تدريسا وتطبيقا منذ عقود خلت ،تحضر فيه مفاهيم أساسية مثل البينية والشعرية المتجاوزة والخطاب والتأويل،وهي كلها ركائز أساسية ،لما يندرج في نقد ما بعد الحداثة،وما يمكن أن يشكل أهم أدوات العقل النقدي المعاصر الذي يطرح سؤالا يتعلق بطبيعة القاعدة الإبستمولوجية التي لا ترتبط آليا بمصطلح العقل النقدي لدى مدرسة فرانكفورت، إلا بما له علاقة بالتصور الكلي،وتجاوز الجزئية والأداتية التي ارتبطت بالممارسة النقدية الموجهة للنصوص الأدبية ،وأكدت عدم الاكتفاء بالنص،والبحث في ظروف إنتاجه والموجهات التي أسهمت في صياغة التصورات العامة للنقاد،في ظل التوجه الفكري العام الذي يرتبط بما أطلق عليه المسيري العقل النقدي المتجاوز الذي يقوم على جهد فكري تتأكد فيه العلاقة بين الذات القارئة والظاهرة والمدروسة،وهو ما نعتقد أنه على حد قولها يتجسد في النقد ما بعد البنيوي،والنقد الثقافي وما يدخل فيما انتهى إليه النقد في صيغته المركبة والمتعددة التي تفرضها منظومة التعقيد والتحاقل المعرفي ،وما يدخل في الدراسات البينية،التي تجاوزت المناهج البنيوية المحايثة، سواء لدى الغرب أو في النقد العربي المعاصر .

الاتساع داخل المنظومة التنظيرية والعلمية

وأشارت بلعلى، إلى أن النقد المعاصر وبالصيغة البينية التي إليها اليوم، استطاع أن يتطور ويتسع داخل المنظومة التنظيرية والعلمية التي أنتجت نظريات وعلوما خاصة بالأدب وبالتأويل ،أعطى لنا الشرعية العلمية والتاريخية التي أوصلتنا إلى البداهة المعرفية المرتبطة بإدراك طبيعية العلاقة التي تسير العقل النقدي المعاصر،وهو ما يبعدنا عن أي فرضية وأي إشكال ابستمولوجي،يرتبط بالدور السلبي للدراسات البينية ،وتفرعاتها التي تكتسح خطابات الفلاسفة والمفكرين والنقاد ،ومنهجياتهم في التعامل مع الظواهر، وتتمثل هذه البداهة في أن كلا من مفاهيم الخطاب والتأويل والبينية هي نتاج سيرورة فكرية وثقافية غريبة،وقيامها على التعدد في الفهم والتأويل يضاهي التعدد في أساليب التخاطب وأنواع الخطابات التي تنتج وهذا التعدد المشترك هو الذي يزيح وجود مفهوم واحد للحقيقة ويضعنا وجها لوجه أمام مقولة نيتشه الشهيرة :”لاتوجد حقائق هناك فقط تأويلات”.

رصيد علمي غزير لأيقونة النقد في الجزائر

ونجد عند آمنة بلعلى أستاذة تحليل الخطاب ،ونظرية الأدب والسيميائيات والتداولية بقسم اللغة العربية، جامعة مولود معمري بتيزي وزو منذ 1988 الحاصلة على شهادة الليسانس، جامعة الجزائر 1985 ، وشهادة الماجستير ،جامعة الجزائر 1988 ،بعنوان “الرمز الديني عند رواد الشعر العربي الحديث: السياب،عبد الصبور، خليل حاوي،أدونيس بدرجة مشرف جدا مع التهنئة ،شهادة الدكتوراه، جامعة الجزائر 2000 “الحركة التواصلية في الخطاب الصوفي من القرن الثالث حتى القرن السابع الهجري .بدرجة مشرف جدا مع التهيئة،أستاذة التعليم العالي منذ جويلية 2006 رصيدا معتبرا من المؤلفات العلمية ويتعلق الأمر بكتاب ” أبجدية القراءة النقدية، دراسة تطبيقية في الشعر العربي المعاصر السياب/ عبد الصبور / خليل حاوي/ أدونيس، وصدر عن ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1995ضمن سلسلة الدروس الجامعية (أداب ) ، وكتاب ” مشروع البعث والانكسار في الشعر العربي المعاصر، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1995 ،”أثر الرمز في بنية القصيدة المعاصرة “،ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1996،أسئلة المنهجية العلمية في اللغة والأدب ” ،منشورات دار الأمل، الجزائر 2005،و كتاب “المتخيل في الرواية الجزائرية من المتماثل إلى المختلف،صدر عن منشورات دار الأمل في 2005،خطاب الأنساق ،الشعر العربي في مطلع الألفية الثالثة” صدر عن دار الانتشار ببيروت ومتحصل على جائزة نادي الباحة الأدبي سنة 2014، سيمياء الأنساق ،تشكلات المعنى في الخطابات التراثية طبع في دار النهضة العربية بلبنان سنة 2013،ولها دراسة تحت عنوان “الحركية التواصلية في الخطاب الصوفي من القرن الثالث إلى القرن السابع الهجريين،”تحليل الخطاب الصوفي في ضوء المناهج النقدية المعاصرة صدر عن منشورات الاختلاف الجزائرية بالاشتراك مع الدار العربية للعلوم ناشرون اللبنانية ،وصدر لها عن ديوان المطبوعات الجامعية ضمن سلسلة الدروس الجامعية (أداب ) كتاب معنون ب “أبجدية القراءة النقدية(دراسة تطبيقية في الشعر العربي المعاصر )،ولها جملة من الكتب المشتركة والمتمثلة في كتاب “الطريق إلى القصيدة “،منشورات دار الانتشار بيروت 2014 ، الاستثمار في اللغة العربية ،عن منشورات مركز الملك عبد الله لخدمة اللغة الغربية 2015،كتاب “آفاق الشعرية ،تحولات النظرية والإجراء،كتاب مشترك، منشورات دار نيبور للنشر والتوزيع ،العراق 2016،الرواية الجزائرية والسينما ، منشورات دار الأمل 2015 ،وقامت بترجمة رواية ” القديس أوغسطين في الجزائر لعمي كبير من الفرنسية إلى العربية ،منشورات ألفا الجزائر 2008،كتاب المشترك ” المرأة والثورةوالحركة والإبداع منشورات محافظة المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي قسنطينة 2014 ، نشرت في مجالات علمية وطنية كمجلة التبيين،اللغة والأدب ،بحوث سينمائية، الخطاب،ونشرت أيضا في مجالات دولية وشاركت في ملتقيات داخل الوطن وخارجه في الدول العربية كمصر ولبنان وسوريا والأردن .
حكيم مالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى