الدكتور السعيد دهيمي: نقترح برنامجا وطنيا للأمن الطاقوي
الإستراتيجية المعتمدة حاليا تسعى إلى تطوير الطاقات البديلة
ضرورة استحداث وزارة للاستشراف والتخطيط
اقترح الدكتور السعيد دهيمي الباحث في مركز البحث في التكنولوجيات الصناعية مجموعة من الحلول الاستعجالية لإيقاف النزيف الحاد في استهلاك الطاقات التقليدية “الفعالية الطاقوية” عن طريق التوعية بالاستهلاك العقلاني للطاقة، مشددا على ضرورة مواكبة الثورة الصناعية الرابعة المبنية على الذكاء الاصطناعي.
لابد من تخفيض فاتورة الغاز إلى الثلث
دعا الباحث دهيمي خلال استضافته في منتدى الأسبوعي ليومية “الوسط ” إلى تعميم استعمال المصابيح ذات الاستهلاك المنخفض للطاقة وكذلك استخدام تقنية العزل الحراري للمباني والتطبيق الفوري لأنظمة تسيير الطاقة بفعالية مثل نظام ضبط تشغيل الأجهزة التدفئة المركزية في مؤسسات الدولة للوصول إلى نتيجة 50 ساعة عمل في الأسبوع بدل 168 ساعة، كما هي الآن اقتصاد ثلثي ما نستهلكه الآن من الغاز وتخفيض فاتورة الغاز إلى الثلث، وتخفيض نسبة ثاني أكسيد الكربون من هذه لمؤسسات إلى الثلث، إطالة عمر أجهزة التسخين ثلاثة أضعاف أعمارها، إطالة عمر تصدير الغاز والحصول على عملة صعبة لسنوات أخرى نكون فيها قد طورنا طاقتنا الجديدة والمتجددة واسترجاع طاقات المداخن المختلفة خاصة محطات إنتاج الكهرباء بالتوربينات الغازية وكذلك المصانع ذات انبعاثات غازية بدرجة حرارة كبيرة باستخدام توربينات البخار لرفع كفاءة الإنتاج.
علينا استحداث وزارة للاستشراف والتخطيط
اقترح السعيد دهيمي عضو الأمانة الوطنية لحزب طلائع الحريات، ضرورة استحداث وزارة للاستشراف والتخطيط من أجل تسطير برنامج وطني في كل من الأمن الطاقوي والغذائي والصحي مبني على النمو الديمغرافي ومقومات البلد والاستعانة بالخبراء الجزائريين الأكفاء النزهاء سواء من داخل الوطن أو خارجه من أجل المساهمة في عملية التخطيط والاستشراف للبرامج الطموحة في كل المجالات وتثبيت الإرادة السياسية عن طريق وضع الآليات والميكانيزمات والكفاءات اللازمة للقضاء على كل المعرقلين في مجال الطاقات المتجددة والبحث عن التمويل الخارجي النقي لتمويل مشاريع الطاقات المتجددة باعتبار الجزائر عضو في العديد من البنوك على غرار البنك العالمي والإفريقي وكذلك الصناديق العربية تشجيع الاستثمارات في الطاقات المتجددة المحلية منها وخاصة الأجنبية بتوفير المناخ المحفز والمتمثل في الرقمنة وتطوير النظام المصرفي والجمركي واستحداث بنوك للأخطار نظرا لان تمويل المشاريع في الطاقات المتجددة يكون مكلفا جدا، وعلى المدى الطويل، بالإضافة إلى التنسيق مع كل الهيئات والقطاعات الوزارية على غرار(وزارة الطاقة، الصناعة، التجارة الضرائب والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني) لأن نجاح عملية الانتقال الطاقوي هي مسؤولية مشتركة وتتطلب تضافر الجهود عن طريق التنسيق مع الجميع لإنشاء معاهد للهندسة المالية والتقنية لأن الجزائر تعاني من نقص كبير في هذا الإطار مقارنة بالمشاريع الطموحة المسطرة، مشيرا إلى أنه لابد أن تقوم الحوكمة على التقييم والمتابعة والتنفيذ الجاد للبرامج المسطرة، وعلينا أيضا زيادة عدد الباحثين في هذا المجال والتركيز على البحث العلمي التطبيقي وتثمين نتائج البحث العلمي ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة المبنية على الذكاء الاصطناعي وتكوين اليد العاملة المؤهلة اللازمة من مهندسين وتقنيين مما يتناسب مع البرنامج الطموح وتحفيز المصانع ذات الاستهلاك الطاقوي الكبير بالوصول إلى 25 بالمائة من الكهرباء بالطاقات المتجددة بخفض تسعيرة الكهرباء لباقي الاستهلاك تهيئة سوق التصدير وهو الدور الذي تلعبه الدبلوماسية الاقتصادية وذلك بالانفتاح نحو أسواق العمق الإفريقي بتصدير فائض الإنتاج من الكهرباء لقرب المسافة و زيادة في عدد المصانع المنتجة للألواح الشمسية لتلبية حاجيات ومتطلبات المشاريع المسطرة.
الإستراتيجية المعتمدة حاليا تسعى إلى تطوير الطاقات البديلة
كشف ضيف فوروم “الوسط” خلال حديثه عن الانتقال الطاقوي بين التحديات والآفاق إلى أن الإستراتيجية المعتمدة حاليا تسعى إلى دعم وتطوير الطاقات البديلة المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية مذكرا بما تحقق حتى الآن من إنتاج ما يقارب 507 ميغاواط من الكهرﺑﺎء المتجددة في 2023 أي نسبة 2.3 بالمائة من إنتاج 22000 ميغاواط المتوقع إنتاجها في غضون عام 2030 ، مبرزا دهيمي مقومات الطاقة المتجددة في الجزائر التي تضم على حد قوله الطاقة الشمسية، حيث أن حقول الطاقة الشمسية في الجزائر الأهم في العالم مع فترة تشميس تتراوح بين 2500 إلى 3500 ساعة/سنة وقد تصل إلى 3900 ساعة/سنة في الهضاب العليا والصحراء، تتلقى مساحة سطح أفقي بواحد متر مربع كمية من الطاقة تصل إلى 5 كيلو واط ساعي/م2/يوم في شمال البلاد وقد تتجاوز 6.5 كيلو واط ساعي/م2/يوم في الجنوب الكبير، وفيما يخص طاقة الرياح يمكن أن تصل إلى 7 إلى 8 متر في الثانية في بعض المناطق الجنوبية، لا سيما في ولايات الجنوب مثل تندوف وأدرار وعين صالح، وفيما يخص الطاقة الحرارية الجوفية، تم جرد ما بين 240 إلى 280 مصدرا للطاقة الحرارية موزعة عبر الوطن وتتركز معظم الينابيع الحارة في الجزائر في المنطقة الشمالية من البلاد حوالي 200 منبع حار والثلث منها تتجاوز حرارته 45 درجة مئوية و قد يصل بعضها إلى 118 درجة مئوية في منطقة بسكرة، أما طاقة الكتلة الحيوية فهي الطاقة الناتجة عن تحلل المواد العضوية لتوليد الطاقة الكهربائية حيث ينتج الغاز الحيوي من تحلل هذه المواد في وسط لاهوائي عديم الأكسجين وتستخدم هذه التقنية في مراكز الردم التقني الموزعة عبر كامل التراب الوطني بإجمالي 141 مركز ردم لكن للأسف لا تستعمل هذه الأخيرة إلا للتخلص من النفايات .
حكيم مالك