
المعروف في كل القيم الإنسانية، “أن الأمم أخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”، والمعروف، أن الفضيلة صفة إنسانية غير مرتبطة بدين أو عقيدة، ولكنها الفطرة السليمة بعيدا عن أي تصنيف جغرافي أو عقائدي، لذلك فإنها وحدها القيم الإنسانية من تحدد الإطار العام لأفعل ثقافي أو اجتماعي أو سياسي، ومن هذا المنوال، فإن الضجة الإعلامية التي صنعتها رواية “الهوارية”، والفائزة بجائزة آسيا جبار الوطنية لا يمكن إخراجها عن ذلك السياق الذي تحدثنا عنه سابقا ..
الجدل الثقافي والإعلامي الذي أحدثته رواية “الهوارية” لا علاقة له بمصادرة الحرية ولكن لما حوته تلك الرواية من “تحرر” أخلاقي، حين جعلت من الكلام السوقي المبتذل والخادش للحياء، مادة أدبية وإبداعية وذلك بدعوى حرية الإبداع، التي تعني في حالة رواية الهوارية حرية المسخ والتحرر من كل قيمة ومقام أخلاقي..
الغريب في موجة وعادة الطعن في المقدسات والثوابت من قيم، أن تلك الموجة، أصبحت مقترنة من طرف “نخبة” مسلوبة، بالجرأة على كسر الطابوهات الأخلاقية والتقاليد الراسخة، لذلك فالانحلال بمفهوم بعض النخب تحول للإبداع، وتلكم قمة المسخ، فلا معنى لروايات الملاهي الليلة وعلب الليل، حتى وإن فازت بأعلى الجوائز الدولية الثقافية، فالأصل في الأدب أدب وليس قلة أدب.
ا