أقلامالأولى

أدونيــس لا يعرف ماذا يجري في سوريـا؟ا

بقلم: جمال نصرالله

العقدة التي ظلت تلازم أدونيس هو أنه لايحب الإسلاميين المتطرفين حتى ولوكانوا على حق .وينزع منهم صفة الثوريين؟ا وهذا بحجة أنه  ينكر فكرة اقحام الدين في السياسة ، وهذا ما أراد قوله  حينما  ظل يكرر عبارة لانريد تغييرا يخرج من المساجد.وهذه إشارة واضحة من عقدة الرجل التي ظلت تلازمه من الدين.

بل في رأيه لابد من أبعاد الدين عن كل مناحي الثورات سواء الفكرية  أو الاجتماعية أوالسياسية الثقافية، هذا الشاعر السوري بقي وفي أكثر من حوار له متذبذبا في آراءه. يتهرب من الإجابات الدقيقة والصريحة، فلاهو مع نظام الأسد كموقف واضح منه ومن جهة ليس مع تقوم به المعارضة، إنما هو مع التغيير لكنه تغييرا يعلم هو خباياه لوحده وليس عما ينادي به ثوار سوريا الحاليين على مختلف فصائلهم. والغريب بعد كل هذا أي منذ أزيد من عشر سنوات من انطلاق الأزمة السوريا بدرعا2011 يقول أدونيس بأنه لا يعلم مالذي يجري بالضبط في سوريا.أيمكن لعاقل أن يصدق هذا بعد الزخم الإعلامي الرهيب واليوميات المأسوية…هل هو زهايمر ثقافي يا ترى أم خرف أصاب هذا الرجل الذي جاوز ال90سنة؟ا

وقد يتساءل سائل ماهي مشكلة أدونيس مع الدين،ولماذا يريد أن ينزع هذه الصفة الموجودة عند كل البشر في العالم ولو بدرجات وتنوعات،فهل هي اللائكية بمفهومها الإبستمولوجي.

أم أن الرجل لايطبق هذا الخطاب إلاع لى المأزق السوري فقط؟ا بحجة أنه يعاني من مشكلة عويصة مع الإسلاميين الذين يرى فيهم الخطر الأكبر؟أو يهددون مستقبله كمثقف ـ وأي مستقبل 

وعندما يقول بأنه لايعرف مايدور في بلده الأم ثم يجيب عن سؤال ما إن سيحكم الثوار سوريا مستقبلا أم لا ، فيجيب بالنفي ؟ا فهذا في حد ذاته قمة التناقض.لأنه بصراحة يريد تطبيق العلمانية بمفهومها الغربي وليس العربي ؟ا مع التسليم بوجود اختلاف وتباين بين الإثنين.

فمع العلم بأن الثورة في سوريا هي في الجوهر ذات مطالب اجتماعية قامت عليها.تبتغي  تغيير سدة الحكم…لكن ذلك لم يحدث لحد اللحظة بحكم حسابات إقليمية أخرى لا شأن في الحديث عنها .بل ها هو الأسد يفوز بالعهدة الرابعة بـ95بالمئة من مجموع أصوات الـ22مليون.

 

أدونيس هذا الاسم الكبير بلا شك خيّب ظن الكثير من المثقفين العرب.وما تصريحاته حول أزمة بلده إلا الورقة التي عرت كامل جسد هذا  النوع من المثقفين. والذين مع التطورات الحاصلة كانوا قد أبانوا عن أحجامهم الحقيقية،وكانت الأحداث السياسية الأخيرة في كامل الوطن العربي بمثابة جهاز السكانير الذي كشف الجمل بما حمل كما يقال؟ا

فلطالما كانت كثير من الأسماء في نظر غالبية المواطنين تتمتع بمكانات مرموقة وقداسات على أساس أنها مضطهدة وتدافع عن حق الفرد في العيش الكريم  سرعان ما تهاوت نتيجة مواقفها السياسية،والتي أثبتت بأنهم مجرد متلاعبين بالألفاظ يوم كانوا ينادون بالتغيير والديمقراطيات الشعبوية في كتاباتهم ، وحين حانت ساعة الحسم على أيدي شباب الفايسبوك عادوا إلى جحورهم كالجرذان التي تخشى المطر ؟أوكأنها بنواصي نُزعت منهم أوقل مجموعة من الإمتيازات كانت تحصنهم. فتملكهم الخوف الجوهري في أن يفقدوا أبراجهم العالية،ليكتشف الكل بأنهم زمرة من المتكلمين والمخادعين؟أومرتزقة آراء كانوا يختبئون خلف الستار.

أسماء كثير لا يتسع المقام لذكرها أظهرت لنا الحجم والوزن الحقيقي لها أثناء وبعد الأحداث التي مست كثيرا من الدول العربية.وأن مناداتهم بضرورة وجود المثقف العضوي والفعال على أرض الواقع على حد غرامشي؟ا كانت مجرد أقاويل سحرية وبالونات انتفخت في السماء حتى جاءت ساعة انفجارها وتبيان مدى تعجرفها؟ا

أدونيس لاتهمه نتائج الثورات إنما هو ضد نوع الثورات وايديولوجية من يفعّلها أو قل بتعبير آخر يهمه نوعية الحطب الذي تزدهي به النار.ولا يهمه ما تفعله النار .أو أين تسترسل .إذا الحقيقة التي لامراء فيها هو أنه نقول شكرا للتاريخ الذي هو قدرما أسقط عدة رموز مثّلت الديكتاتوريات.أسقط كذلك الدكتاتورية الثقافية والفكرية للعديد من الأسماء  التي عششت في مخيال الإنسان العربي ولم تكن إلا دمى مدججة بالأصباغ والدهون.ورغم ذلك لازالت تصر على الغموض في مواقفها وتتهرب من الشفافية.لأن الأضواء دائما تقمع الخفافيش ولا تقبل بوجودها أصلا في الفضاء العام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى