الأولى

أزمة الهوية تتوسع بين بن غبريط والجبهة الاجتماعية

النخبة السياسية مطالبة بالضغط على الحكومة

تتصاعد وتيرة التوترات بين غبريط ومساحة واسعة من الجبهة الاجتماعية، حول موضوع الهوية واتهامها بالمساس وضرب المواد التي تمسها، وسط مطالب بتوحيد الجهود وتصعيدها في صوت واحد يضغط جديا على الحكومة للتراجع.


 

يعود السجال بين وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط وبين عدة أطراف من الجبهة الاجتماعية وسط اتهامات متكررة لها بضرب والاستهداف المتتالي لمواد الهوية، وسط تضارب من في تصريحات الجانب الرسمي والتردد بين النفي، والتبرير، وبين التأكيد أن مواد الهوية لا تزال تحتل الصدارة وفقا لآخر تصريح لبن غبريط، وتعد وقفة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “الأنباف”، الأربعاء القادم أقرب المواعيد التي ضربت للرد على الوزارة بحسبهم، في حين دعا العضو السابق بالمبادرة الوطنية للدفاع عن الهوية لخضر رابحي ف تصريح لـ”الوسط”، الشركاء إلى الارتقاء بصوتهم لدرجة أعلى ليبلغ مسامع السلطات الوصية ويضغط علها بشكل جدي للرد على مطالبهم، وبشكل يسمح بإنهاء المشروع الذي يتدرج إلى الأمام في كل مرة بدل الغرق وسط سياسة الكر والفر والترقيعات من طرف الوزارة عقب كل خرجات والتبرير بالخطأ، في حين أنه يتوجب عليهم تحسيس المعنيين أكثر في الطبقة السياسية وحركات المجتمع المدني، ومختلف النخب وبلوغها كذلك مستوى البرلمان بغرفتيه: المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، في حين اعتبر أن الرهان على المواطنين يحتاج لوقت أطول لا تسمح به المرحلة.

 المبادرة الوطنية للحفاظ على الهوية تستأنف نشاطها قريبا

من جهته المنسق الوطني للتنسيقية الوطنية لأساتذة التربية الإسلامية بوجمعة شيهوب، في تصريح لـ”الوسط”، كشف عن اتصالات بين أعضاء المبادرة الوطنية التي فعلت نشاطها صائفة 2016، وتزامن مع الحديث عن توصيات تمس مواد الهوية، قائلا أن الإتصالات مع أعضاء المبادرة التي شملت نقابة الأئمة وجمعية العلماء المسلمين وأساتذة منهم جامعيون، وعدد من أفراد النخبة، في حين لم يتم الفصل بعد في خطوة موحدة فيما بنهم، موضحا أن المرحلة الحالية لا تزال قيد المناقشة وستلجأ لبيان موحد.

من جهة ثانية أكد شيهوب مساندتهم للوقفة التي يزمع تنظيمها الأنباف، الأربعاء القادم، خاصة أنه الجهة الوحيدة التي تحركت للرد، وإن فضّل لو تم الحراك بشكل موحد وعلى نطاق أوسع.
في حين أكد على التزامهم بمخرجات اجتماع مجلسهم الوطني الأخير، مستنكرين ما أكدوا أنه تمادي من طرف الوزارة في المساس بمقومات الهوية الوطنية وخاصة العلوم الإسلامية، على رأسها حذف البسملة من 26 كتابا  مدرسيا ، والمبررات الواهية المقدمة لإسقاطها، داعن إلى إصدار قرار بإعادة تثبيتها، وكذا مطالبة الوزارة برفع  الغبن الواقع على أساتذة العلوم الإسلامية جراء تقليص المناصب من حيث (الحجم الساعي الأسبوعي ، وعدد الأفواج التربوية المسندة لكل أستاذ)، والتنديد باستعمال مفردات بالدارجة في بعض كتب اللغة العربية . وكذا بخصوص الجانب التاريخي بالدعوة إلى تناول الشخصيات التاريخية، بما يظهر جهادها ضد الاستدمار الفرنسي، واستنكار طريقة تقديم بعضها على غرار الأمير عبد القادر ، والشهيد البطل العربي بن مهيدي .

وتتصاعد وتيرة حدة التهم المتبادلة بين وزارة التربية وبعض الشركاء، كان أشدها مؤخرا الخلاف في موضوع البسملة، بعد إقدام الوصاية على حذفها من الكتب المدرسية، رغم نفيها في وقت سبق للعملية، الأمر فتح الباب على مصراعيه لموجة متجددة من الانتقادات التي ضيعت وقتا ثمينا على تحسين أداء العملية التربوية من جوانب كثيرة ، جاء رد الوزيرة سريعا حيث دافعت عن نفسها في إطار تهم بمحاولة تسييس المدرسة واستغلالها عند كل مناسبة انتخابية بحسب تهم الوزيرة لمنتقديها وهو ما أيدها فيه عدة جهات، وبين من أكدوا أن الخطوة متعمدة وبخلفيات ايديولوجية لإبعاد المدرسة الجزائرية أكثر  في اتجاه إبعادها عن الهوية الوطنية، مستدلين بالمعارك السابقة بخصوص الغاء مادة التربية الإسلامية من البكالوريا في استدعاءات ثانوية الشيخ بوعمامة، وكذا توصية التعليم بالعامية التي أثارت ضجة واسعة، لكن الكثير من الأطراف انتقدت الغرق في تلك التهم بين الطرفين على حساب الإشكالات الحقيقية من إصلاح للمؤسسة التربوية ومن ضعف الإمكانيات التي تواجه قطاع التربية السنة الجارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى