الجزائر

أسواق “الزواولة” تغري الأغنياء!

• الهروب من شبح البطالة
• تقنين عملية البيع والشراء

إعداد : س.يوبي

تعد الأسواق الشعبية فضاء من الفضاءات التجارية القديمة في الجزائر، والتي لا تزال قائمة بذاتها الى غاية اليوم بالرغم من كثرة المراكز التجارية في جميع أنحاء الوطن والانتشار الواسع لظاهرة التسوق الالكتروني عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي ،غير أن هذا النوع من الأسواق القديمة المعروفة بسوق “الدلالة” ،فرضت خارطتها التجارية وأبت الزوال ،حيث يتردد على هذه الأسواق عشرات المواطنين من مختلف الفئات العمرية ومن شتى الطبقات في المجتمع .

• “واد كنيس” من أشهر الأسواق

قامت يومية الوسط ، الثلاثاء ، بجولة استطلاعية إلى “واد كنيس” بالعناصر بالجزائر العاصمة واحد من أقدم الأسواق الشعبية المعروفة عبر الوطن للوقوف على مدى اقبال المواطنين عليه ، والبرغم من صعوبة العمل في هذا النوع من الأسواق وخصوصيته بسبب غياب الأمن والرقابة غير أن هناك من هو بحاجة إلى هذا النوع من الأسواق سيما في ظل الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي دفعت الكثيرين إلى التردد الى هذا الفضاء التجاري من أجل البحث على لقمة العيش ، وما لفت انتباهنا أن السوق لا يقتصر على البطالين فقط فهناك عمال محدودي الدخل يمارسون هذا النشاط للبحث عن مداخيل إضافية تمكنهم من تلبية حاجياتهم اليومية .

• سوق “الدلالة” يجمع الفقير والثري

حيث يعرض البائعون والتجار مختلف السلع والبضائع من أجهزة قديمة هواتف وأثاث ملابس وساعات وحتى أدوات السيارات وغيرها من الأشياء بأسعار جد منخفضة يستحيل أن تجدها في محلات ومراكز تجارية أخرى بهدف جلب أكبر عدد من الزبائن .

وحسب تصريحات واحد من أقدم البائعين لميكروفون الوسط فان “سوق واد كنيس” تقصده جميع طبقات المجتمع ولا يقتصر على ذوي الدخل البسيط فقط حسب ما يعتقده البعض قائلا :”هذا السوق تلقى فيه الزوالي كيما تلقى فيه جماعة بومليار ” ، مؤكدا أن أسعار السلع بالسوق جد متدنية ما يجعلها تجذب عدد هائل من الزبائن منهم من يشتري هذه السلع من أجل الاقتناء فقط ومنهم من يعيد بيعها بأسعار مضاعفة ، مشيرا إلى وجود أشياء ثمينة ونادرة لا يمكن أن تباع في محلات أخرى بهذه الأسعار المنخفضة .

من جهة أخرى ،أشار المتحدث الى توفر الأمن والنظافة بالسوق على عكس ما كان في السابق ،مؤكدا حرص البائعين والتجار على فرض النظام والتعاون فيما بينهم من أجل المحافظة على الجو العام وابقاءه خاليا من أعمال الشغب .

• الهروب من شبح البطالة

وبما أن العمل مطلبا ضروريا في الحياة اليومية، فبالنسبة للعديد من الشباب البطالين والشباب الذي لا يملك مستوى تعليمي أو شهادة تمكنه من الحصول على وظيفة أو عمل بالمؤسسات ، فان هذا الفضاء التجاري الخالي من القيود فرصة لهم لتوفير لقمة العيش ،إلى جانب ذلك فان هناك من اختار هذه الأسواق رغم أنه متحصل على شهادة جامعية بحكم أنه لم يسعفه الحظ في الحصول على وظيفة حكومية أو في المؤسسات الخاصة .

وفي هذا الصدد ، قال الشاب المدعو “موكا” أن الشباب الجزائري يعاني من مشكلة البطالة سيما في ظل انتشار الوساطة والمحسوبية والبيروقراطية في عملية التوظيف التي باتت اليوم حلما شبه مستحيل لذلك فان هنالك عدد كبير من الشباب يتردد على سوق “واد كنيس” من أجل كسب قوته وحفظ كرامته .

وشاركه صديقه المتحصل على خمس شهادات الرأي في قضية المحسوبية في عملية التوظيف التي دفعت به هو الأخير إلى التردد على السوق من أجل الاسترزاق الحلال مشيرا إلى الأجور المتدنية التي تقدمها الشركات للموظفين التي لا تلبي مطالبهم ومطالب أولادهم حيث قال :” عندي 5 شهادات والخدمة مكاش” ، داعيا بالمناسبة السلطات المحلية إلى النظر لحالتهم من خلال العمل على تنظيم هذا السوق الذي أصبح يمتص عدد كبير من فئة الشباب البطال وذلك عبر استغلال المساحات الشاغرة وتقنين عملية البيع والشراء تبعا للقانون وهذا ما سيعود _يضيف محدثنا _ بالفائدة للبلدية بالدرجة الأولى ولأبناء البلدية وشبابها بالدرجة الثانية .

• أسعار مغرية
من جانب آخر ،يقصد عشرات من المواطنين سوق “اواد كنيس “ومن مختلف الطبقات خاصة منهم ذوي الدخل المحدود لاقتناء مختلف الألبسة والأواني والأدوات نظرا للأسعار المقبولة والمنخفضة مقارنة بالأسعار الموجودة داخل المحلات .
حيث أجمع بعض المواطنين في تصريحات لـ “ميكروفون الوسط ” على أهمية سوق “واد كنيس” أو سوق الدلالة ، معتبرين أنه لا يوجد سوق شعبي منافس لهذا السوق بالجزائر ،اذ يجد هؤلاء كل اللوازم التي هم بحاجة إليها بأسعار خيالية تناسب قدرتهم الشرائية وتلبي كل رغباتهم قائلين : “نلقاو في واد كنيس واش منلقاوش في أسواق كبيرة أخرى..” وقدم بعضهم أمثلة أخرى عن بعض من أسواق الدلالة في مختلف دول العالم ، مؤكدين أن “واد كنيس” من أشهرها ويقصده العديد من الأجانب .

• تقنين عملية البيع والشراء

أمام الاهتمام الكبير للمواطنين بسوق “واد كنيس” وأمام مطالب نشطاء السوق بتنظيمه وتقنين عملية الشراء والبيع فيه ليعود بفائدة كبيرة على البلدية ولضمان مستقبل شباب المنطقة من ناحية التأمين وكذا من أجل حمايتهم من شبح البطالة، لم يبق على السلطات المحلية سوى النظر في وضعية السوق و التدخل العاجل للاستماع لانشغالات هؤلاء الشباب الطموح والعمل على إيجاد حلول عملية لسوق “واد كنيس” ليصبح مكسبا مهما للبلدية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى