الجزائر

أطفال في الجزائر يسقطون ضحايا لجرائم قتل بشعة بإسم الضغوطات النفسية

يرحلون في عمر الزهور .. والظروف الإجتماعية المتهم رقم واحد

– ميول عدوانية ناتجة عن الظروف البيئية وراء استفحال الظاهرة

عانت الأسر الجزائرية في ظل السنوات الماضية من كابوس رهيب لا تزال اثاره تسكن نفوس الجزائريين الذين لم يستطيعوا بعد تجاوزه ألا وهو جرائم قتل الأطفال في الجزائر هذه الظاهرة ليست وليدة الأمس، ولم يكن ضحيتها الطفل ريان فقط، الذي رحل في عمر الزهور عن عالمنا، بعد أن ارتكبت في حقه أبشع الجرائم في حق الإنسانية والطفولة على وجه الخصوص، ومع أن المحللين النفسانيين أرجعوها لضغوطات نفسية ناجمة عن الظروف الإجتماعية الصعبة التي يعاني منها المواطن الجزائري، إلا أن ذلك لا يبرر إرتكاب الجاني لفعلته عند المواطن العاقل.

إعداد: م.ثيزيري


ونأخذ كأول مثال عن مقالنا هذا الجريمة الشنعاء التي ارتكبت في حق الطفل “ريان” الذي ارتكبت في حقه جريمة القتل بالتنكيل بالمصطلح القانوني، بعد أن وجهت له عدة طعنات بالخنجر ومن ثم ذبحع من الوريد إلى الوريد لينتهي المجرمان بالمباشرة في التنكيل بجثته بهدف طمس آثار الجريمة..

حيث صدر في جريدة الوسط بالأمس مقال يروي حادثة القتل التي سقط ضحيتها الطفل ريان والتي جاءت كالآتي: تحول فناء منزل بأحد الأحياء القصديرية على مستوى حي بوسيجور القصديري ببوزريعة أمس، لبركة دماء قاصر يبلغ من العمر 12 سنة، هذا الأخير الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد عدة طعنات خنجر تلقاها من قبل كهل في العقد الرابع من العمر المدعو”س”، هذا الأخير الذي استدرج المجني عليه لمكان ارتكاب الجريمة ومن ثم قام بذبحه من الوريد إلى الوريد، وعن سبب إرتكاب الجاني لهذه الجريمة الشنعاء فأسرت لنا مصادرنا أنه ارتكب هذه الجريمة انتقاما لإبنه البالغ من العمر 8 سنوات، على خلفية خلاف قام بينه وبين المجني عليه، وبعد التبليغ عن الجريمة قامت قوات الأمن بإلقاء القبض على المتهم، حيث تمت مباشرة التحقيقات معه، في انتظار سماعه من قبل وكيل الجمهورية من قبل محكمة الإختصاص.

وهاهي حالة أخرى لمقتل طفل قبيل عيد الأضحى، والتي أسالت حبرا كثيرا في الجرائد اليومية الجزائرية خاصة بعد أن طالب أهل الضحية وأحبابه بالقصاص للجناة.

 

زوجة عمّ “نصر الدين” تنحره وتقطـّعه كالشاة عشية العيد:

حيثيات القضية تعود إلى تاريخ اختفاء الطفل نصر الدين من أمام منزله بحي الحيرش، حيث دخل أفراد العائلة وجميع السكان، بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية ورجال الأمن في رحلة بحث عن الطفل، ليقضي جميع السكان ليلة الخميس إلى الجمعة، ليلة بيضاء ملؤها الحزن على اختفاء الطفل والخوف من المصير الذي لقاه الضحية، شوهدت المشتبه فيها ويتعلق الأمر، بزوجة عم الضحية، تبلغ من العمر 26 عاما، تنحدر من بلدية الهرية بن باديس الواقعة بقسنطينة، وهي تقوم بإخراج كيس خاص بالقمح، لونه أبيض، من بيتها وتضعه أمام منزل الضحية الذي لا يبعد عن منزلها إلاّ ببضع خطوات، أين اتجه الجميع إلى الكيس، وبعد فتحه تفاجؤوا بوجود جثة الصغير وهي منزوعة الأحشاء، لتدخل في حينها العائلة بأكملها في حالة هلع وتتعالى الصيحات التي دوت المدينة نعيا ورثاء للضحية.

 مصالح أمن دائرة عين فكرون تنقلت في حينها إلى مكان الحادث وقامت بتوقيف المشتبه فيها وإخراجها من المنزل تحت تطويق أمني مشدد، حيث تم نقلها إلى مقر أمن دائرة عين فكرون ومن ثم تم تحويلها إلى مقر أمن الولاية لمباشرة التحقيقات الأمنية، النتائج الأولية للتحقيق، كشفت أن المشتبه فيها قامت باستدراج الضحية إلى منزلها وقامت بكتم صوته وطعنه على مستوى البطن بواسطة خنجر، أين قامت باستخراج أحشائه ومن ثم قامت بطعنه عديد المرات على مستوى الكتف، أين سقط الضحية قتيلا. لتقوم بعدها المشتبه بها بحمل الجثة ووضعها داخل آلة غسل الملابس لتتخلص من كمية الدم السائل من جثة الضحية.

 وبعد إخراج الجثة من الغسالة قامت بوضع كميات من مادة الملح على الجثة لمنع انبعاث الرائحة، وقامت بعدها بوضعها داخل الكيس، في انتظار الوقت المناسب لرميها خارج البيت. رجال الأمن وبعد توقيف المشتبه فيها قاموا بحجز أداة الجريمة وكذا الجبة التي كانت ترتديها زوجة العم والتي كانت ملطخة بدماء الضحية.المشتبه فيها قد اعترفت بالجريمة خلال التحقيقات الأولية معها لدى رجال الضبطية القضائية، وخرج عقب الحادثة وتحديدا عقب صلاة الجمعة، المئات من سكان مدينة عين فكرون، في مسيرة سلمية، جابوا فيها شوارع المدينة، رافعين لافتات ومرددين شعارات تدعو إلى ضرورة تطبيق حكم الإعدام في حق قاتلي الأطفال، حيث التحق بالمسيرة جمع من المصلين بعد خروجهم من المساجد، وذلك للتعبير عن مدى استيائهم من الجريمة البشعة التي قُتل فيها الطفل نصر الدم بدم بارد، عشية عيد الأضحى المبارك، وللتأكيد على المطلب الذي رفعه من قبل عشرات الضحايا والخاص بضرورة تطبيق حكم الإعدام، المسيرة شارك فيها جميع فئات المجتمع من فلاحين، تجار، أساتذة، طلبة جامعيين وحتى تلاميذ مدارس، للإشارة فقد التحق بمدينة عين فكرون، والد الضحية إبراهيم، الذي قتل رفقة صديقه هارون، بنفس الطريقة، بمدينة علي منجلي بقسنطينة، حيث اتجه مباشرة إلى مسكن الضحية تلاخت نصر الدين، في وقفة تضامنية منه مع عائلة الضحية كونه عاش المأساة ولا يزال يعانيها إلى حد الساعة، كما شارك أيضا في المسيرة السلمية قبل مغادرته المدينة.

  

المحللة النفسانية “غنية جفال” لـ “الوسط”

“الزوجان يعانيان من ميول عدوانية نتجت عن الظروف البيئية”

في حديث جمع المحللة النفسانية “جفال غنية” بجريدة الوسط والتي تحدثت عن ظاهرة قتل الأطفال في الجزائر وأوضحت أن الزوجان اللذان قاما بارتكاب هذه الجريمة لا بد أنهما يعانيان من اضطرابات نفسية وميول عدوانية منذ الصغر جعلتهما لم يتحملا الضغط النفسي الذي تعرضا إليه فقاما بذبح الطفل من الوريد إلى الوريد والتنكيل بجثته.

أضافت السيدة جفال أن هناك كثير من المصابين بالاضطرابات النفسية لا تظهر عليهم أي أعراض واضحة، ولكن تخلق بداخلهم عقد نقص لا يستطيعون الإفصاح عنها ومع الكتمان الشديد والضغوط النفسية التي يتعرضون إليها يصل بهم الحال إلى الرغبة في إيذاء الغير والانتقام من أجل الانتقام فقط.

وتعتقد أستاذ علم النفس، أن الكيد والغيرة والشعور بالإهانة عند هذه الشخصيات المضطربة تخلق لديهم نوع من إذهاب العقل يدفعهم للانتقام دون تفكير منطقي، كما أوضحت أن هذه الشخصيات في الغالب تندرج تحت تصنيف الشخصية التشككية، وهي التي تشعر دائمًا أن من حولها يرغبون في الانتقام منها، وإيذائها والإضرار بها، فضلًا عن الشعور بالنقص والشعور الدائم بالحرمان العاطفي، فذلك كله يخلق لديها غيرة مرضية تجعلها تسعى للانتقام، حتى وإن كان من طفل لم يبلغ السابعة من عمره، كما أوضحت أن الغالبية العظمى من جرائم قتل الأطفال تحدث نتيجة للانتقام أو الغضب بين معارفه أو كنتيجة تناول المخدرات، وتتعلق أيضا بالمشكلات النفسية الشخصية أو الظروف البيئية.

ما العمل للتخلص من هذه الظاهرة؟

للحد من هذه الظاهرة يتوجب على جميع الجهات التأهب و الوقوف جنبا لجنب ضدها فعلى الوزارات و خاصة الاعلام توعية الناس و تحسيسهم بخطر هذه الظاهرة من خلال اجراء حملات توعوية و تحسيسية، و على الإباء الانتباه اكثر لأبنائهم و تحذيرهم و عدم تركهم يجوبون الشوارع الخطرة لوحدهم ، اما المدارس فيستحسن مضاعفة الحراسة بزيادة عدد الحراس و لما لا تزويد المخارج بكاميرات مراقبة في أوقات الدراسة .

 البارحة عند الجار اليوم عندك ، لابد من التعاون و التلاحم ليسود السلام و الطمأنينة كلفة التراب الجزائري و يعيش الناس في امن و وئام و استقرار.

 
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى