إفتتاحية

أهو الخواء أم العجز؟‪!‬‬

يستغرب الملاحظ للساحة السياسية في الجزائر، ذلك الخواء والفراغ الذي تعيشه الطبقة السياسية، فرغم الأحداث المتسارعة داخليا وخارجيا، ورغم الزخم والتحولات التي يعيشها العالم، سواء على المستوى العربي أو الإقليمي أو الدولي إلا أن لسان الحال، أن الطبقة السياسية بالجزائر، تغط في نوم عميق إلا من بيانات التعازي والتهاني في أقصى الأحوال، كحضور محتشم، والسؤال المعلق، أين غابت الشخصيات السياسية وأي دور لها، وهل فعلا تحولت الطبقة السياسية لمجرد طبقة مناسبتية، لا يظهر لها صوت إلا في المواعيد الانتخابية؟

الحقيقة المطلقة، أن الساحة السياسية، تعيش قحطا، مقترنا بالتخبط وبالصراعات الداخلية ناهيك عن انعدام البدائل وكذا المؤسسات الاستشرافية داخل الأحزاب، لذلك، فلا غرابة، أن تكون تلك الهيئات الحزبية، مجرد صدى لردود فعل لا معنى لها، وهو التفسير الوحيد لتغييب ارادي، ناتج عن عجز حقيقي في المنظومة الحزبية بالبلاد، التي تحتاج فعلا، لجيل جديد من الشخصيات التي يمكنها صانعة الحدث بدلا من مسايرة الأحداث‪..‬‬

والمهم، هنا، أن الغياب الحزبي في الجزائر ازاء مختلف قضايا الساعة، ليس إلا خواء سياسيا، سببه المباشر، عجز الطبقة السياسية، فمن الأحداث الخارجية بتحولاتها الإقليمية إلى يوميات المواطن وما يجري من تحولات، فإن الغائب الفعلي، هو القرار والحضور الحزبي، فهل عجزت الطبقة السياسية، أن تكون في مستوى الأحداث، وأين تلك الحركية التي غالبا ما ترتبط بالنضال وبالحضور الدائم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى