الأولىالجزائر

إدريس عطية: الجزائر محصنة ولا يمكن اختراقها

يرى المحلل السياسي البروفيسور إدريس عطية المتخصص في الدراسات الاستراتيجية والأمنية والشؤون الإفريقية والعربية في تصريح خص به يومية” الوسط ” أن التطبيع بالنسبة لهاته الدول سيخدم الجزائر لأن البلدان المطبعة ستصبح مكشوفة ومفضوحة أمام شعوبها ،وبالتالي هذا الشيء الذي سيولد رغبة الشعوب في الانقلاب على هاته الأنظمة السياسية التي ارتبطت بالكيان الصهيوني من خلال فتحها له الفضاءات من أجل التغلغل داخل الأوساط الوطنية أو المغاربية أو الإفريقية ككل، سواء عندما نتحدث عن تطبيع المملكة المغربية أو تطبيع السودان الذي ارتبط بفترة زمنية معينة والمتمثلة في صفقة خاصة تتعلق برفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب أو حتى التقارب التشادي الصهيوني، فكل هذه الأمور لا تخدم هاته الأنظمة السياسية ولا هؤلاء القادة السياسيين، وهذا ما سيدفع الشعوب دائما بالتحرك ضد تواجد الكيان الصهيوني من خلال الانقلاب على أنظمتها وربما يخلق مشاكل كبيرة جدا في أوساط إفريقيا مما سيؤدي إلى قيام حروب بين هاته الأنظمة القبلية لأنها حزم أساسية مرتبطة دينيا وروحيا بالدين الإسلامي وبالطرق الصوفية الميالة إلى الاعتدال والرافضة لتواجد الكيان الصهيوني، وأنظمة سياسية قد تكون مرتبطة بالخارج وهذا الأمر لا يخدم دائما الوحدة الإفريقية أو التعاون الإفريقي، وبالتالي سوف يخلق مجالات مهمة جدا لتحرك الشعوب ضد هذه الأنظمة السياسية المطبعة والمرتبطة بالكيان الصهيوني.
وأشارالأستاذ الجامعي عطية، إلى أنه على الصعيد الاستراتيجي الكيان الصهيوني لا يمكن له أن يؤثر على الجزائر لأنها في علاقاتها العسكرية والسياسية متواجدة في أكثر من فضاء وقادرة على الدفاع عن نفسها وحماية مصالحها ومجالها الأمني في كامل المدرات الجيواستراتيجية التي تنتمي إليها الجزائر، وبالتالي لا يمكن لأدوات الكيان الصهيوني والأذرع التي يريد إنشائها في إفريقيا أو في غيرها من المناطق أن يؤثر على الدور الجزائري، فتاريخيا لا يستطيع هذا الكيان أن يخيف الجزائر، لأن في العقيدة العسكرية والأمنية الصهيونية مدركة لمكانة الجزائر وقيمتها، ومع ذلك فالجزائر تتحرك دبلوماسيا وسياسيا في إفريقيا، ولقد نجحت في طرد الكيان الصهيوني من عضوية المراقبة التي قدمها له النظام المخزن المغربي كهدية من أجل إدراجه في الاتحاد الإفريقي، لكن الجزائر نجحت بفضل ذلك، فهي تنجح سياسيا من خلال التوجه نحو تحقيق الوحدة الفلسطينية ولم الشمل الفلسطينيين والذهاب نحو خلق مجالات تقارب بين الدول العربية، وعليه فكل هذه النقاط هي للأسف لا تخدم الكيان الصهيوني ولا تؤثر عليه، بالإضافة إلى مشاركة الجزائر في المحافل الدولية في كل المجالات سواء في مجموعة الاتصال العربية للوساطة بين روسيا وأوكرانيا، أو غيرها من الجوانب المهمة في علاقاتها مع روسيا أو مع الصين أو الولايات المتحدة الأمريكية أو مع الشركاء الأوروبيين وهذا الأمر ينظر له الكيان الصهيوني بنوع من الاحتراز، ناهيك عن التنسيق العالي المستوى بين الجزائر وبين الدول القريبة من هذا الكيان والتي تستطيع أن تؤثر عليه بشكل مباشر.

حكيم مالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى