· تنصيب لجنة ولائية للتحضير لليوم الدولي للغة الأم ببلدية إقلي ببني عباس
قام الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، بزيارة عمل إلى ولاية بني عباس، لتثمين التراث اللامادي للمنطقة ،أين أعلن عن إصدار ألبوم فني وشعري باللغة المحلية ” الكورونجي”، فضلا عن تنصيب لجنة ولائية للتحضير لليوم الدولي للغة الأم المزمع تنظيمه يوم 21 فيفري المقبل ببلدية “إقلي” ببني عباس ، كما عرفت هذه الزيارة حضور كل من والي الولاية ساعد شناف ونواب البرلمان بغرفتيه، وأعضاء اللجنة الأمنية لولاية بني عباس والمدراء التنفيذيون وإطارات الولاية وممثلي المجتمع المدني والحركة الجمعوية.
العمل على ترقية وتطوير اللغة والثقافة الأمازيغية محليا
وقال ذات المتحدث إن زيارة ولاية بني عباس أردناها أن تكون فرصة مواتية للوقوف على مختلف المستجدات المتعلقة بإعادة الاعتبار للموروث الثقافي وترقية وتطوير اللغة والثقافة الأمازيغية محليا، في سياق منظور وطني شامل وجامع، وببرنامج مخصص لمنطقة معنية كذلك بهذا المسار التطوري الذي كرسه الدستور كمقوم من مقومات الهوية الوطنية مع المباشرة في أول نشاط مؤسساتي تمهيدا للتحضير لفعاليات الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم التي سوف تحتضنها بني عباس في شهر فيفري من السنة المقبلة، خاصة وأنها تشهد تطورا مهماً في مسارها الإداري عبر انتقالها، خلال هذه السنة، من مستوى مقاطعة إدارية إلى مصاف ولاية كاملة الصلاحيات، ولقد تم تنصيب اللجنة الولائية المشتركة المكلفة بتحضير هذا الموعد الذي سوف يعكس الصورة الجميلة لولاية مؤهلة لكي تكون قطبا سياحيا وتراثيا بامتياز.
التكفل بالتراث اللغوي المحلي المهدد بالاندثار المعروف بـ “كورانجي”
وأشار الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية ، إلى أن هذا اللقاء يندرج ضمن التواصل الذي نسعى لربطه وتعزيز أواصره مع كافة الفعاليات والإدارات الوطنية المخلصة التي تتقاطع طموحاتها واهتماماتها مع المهام المخولة للمحافظة السامية للأمازيغية، كهيئة رئاسية تعمل على حماية وصون الرصيد المشترك الذي يتقاسمه كل الجزائريين مع إبراز مميزاته في كل منطقة، وهذا ما يلقي على كاهلنا مسؤولية جماعية في الحفاظ عليه وضرورة تثمينه، وتأتي هذه الزيارة استجابة لنداء مجموعة من مواطني منطقة “تبلبالة” الذين ناشدونا أثناء زيارتنا لولاية بشار في شهر فيفري الماضي بضرورة دعم و التكفل بما تبقى من تراثهم اللغوي المحلي المهدد بالاندثار و المعروف بــ “كورانجي”، حيث طالبوا مرافقة مؤسستنا في عملية التدوين والترويج لذات الموروث الجدير بالتثمين، وانطلاقا من مبدأ الوفاء للالتزام الذي قطعناه بحضور المعنيين، فما كان من جانبنا إلا أن شرعنا بكل افتخار وبلا تردد في تنفيذ المرحلة الأولى من عملية الانتقاء والتدقيق في النصوص الشعرية، لتليها مرحلة التسجيل الصوتي والموسيقي على مستوى أستوديو محترف بالجزائر العاصمة.
جمع معطيات المتغير اللساني الأمازيغي
كما أكد سي الهاشمي عصاد أن هذا الإنجاز المجسد اليوم على شكل ألبوم فني سوف يساهم لا محالة في إثراء الشبكة البرامجية للإذاعة الوطنية بما فيها الإذاعة المحلية، فضلا عن المكتبات الجامعية ليكون موضوع اهتمام الأكاديميين كخطوة ثانية لجمع معطيات هذا المتغير اللساني الأمازيغي الذي هو كذلك مزيج من مفردات مستمدة من اللغة العربية، والـ”سونغاي”، وهي لغة لها عمق في الفضاء الساحل وإفريقيا الغربية وعليه فهذه المبادرة لا تنحصر فقط في هذا العمل الفني، بالقدر ماهي خطوة مؤسسة للشروع في عملية الجرد التي تهدف إلى تحقيق تصنيفها كعنصر من التراث اللامادي الوطني والذي يشكل في الحقيقة المهام التي تنتظر المسؤول الأول على قطاع الثقافة في ذات الولاية ، معتبرا أن مثل هذه الخطوات تحمل مدلولا قويا في ظل مستجدات الوضعية القانونية الجديدة للأمازيغية المحصنة نهائيا في الدستور وهي تندرج كذلك في إطار استكمال المنظومة المؤسساتية الجديدة التي شرع في تنفيذها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في ظل إسراء أسس متينة لجزائر جديدة لا يقصى فيها أحد بل تجمع كل أطياف المجتمع الأصيل والمتجذر في عمق التاريخ.
إبراز الحجم الحقيقي للموروث الأمازيغي
وأوضح عصاد بأن المحافظة السامية للأمازيغية تسعى وفقا لمهامها إلى إبراز الحجم الحقيقي للموروث الأمازيغي كرصيد مشترك بين كل الجزائريين، مع التركز على كل الفضاء الوطني الواحد الموحد الذي تتفاعل فيه جل العناصر الهوياتية في البلاد، مما يكتسي أهمية بالغة في الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز التماسك الاجتماعي، موضحا أن الأمازيغية ليست حكرا على أحد، بل هي عنصر يتقاسمه الجميع، فضلا عن كونها عامل وحدة يغذي الحس الوطني، ولا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال عاملا للتشتت والصدام المجتمعي.
حكيم مالك