
في الأوقات العصيبة، وخاصة في ظل التآمر الخارجي، يبرز الإعلام كجبهة لا تقل أهمية عن جبهة السلاح. فالجيوش تحمي الأرض، والإعلام يحمي الوعي والعقول من الاختراق، عبر توعية الجماهير وتجنيدها للدفاع عن الوطن. والسؤال هنا: هل إعلامنا مؤهّل فعلاً لهذه المهمة؟
ما نراه اليوم من برامج الإثارة والتنويم تحت لافتة الإعلام، خاصة في بعض القنوات الخاصة، لا يمتّ بصلة لدور الإعلام الرسالي، بل يشبه عروضًا في الهواء الطلق. نعيش تمييعًا ممنهجًا للمشهد الإعلامي، يُغرق المتابع في الضجيج ويغفل عن القضايا المصيرية.
حين تتحول صفات مثل “محلل” و”مختص” إلى ألقاب جاهزة لكل من يملأ الكرسي في البلاطوه، نفهم سبب الانحدار. بل إن صفحات فايسبوكية بسيطة باتت أكثر تأثيرًا من قنوات معتمدة.
الجزائر، في ظل التحديات والمؤامرات التي تحيط بها، بحاجة إلى إعلام جاد ومسؤول، يفرّق بين الإثارة والرسالة، ويحمل وعيًا حقيقيًا بمعنى الذود عن الوطن.