أقلام

إلى أين؟ ‪ ‬‬ خطاب الكراهية والتطرف الصهيوني

إن الفكر الصهيوني المبلور بمفاهيم إرهابية ظلامية لا ترى نور الحقيقة ولا تريد مناقشته والاعتراف به بالرغم من أنه دامغ, والذي يجسد الاستيطان كحل أساسي فوق كل الاعتبارات ويدعو إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم ويشوش على المقترحات الإنسانية في غزة وكل المساعي الإنسانية الداعمة للقضية الفلسطينية وحتى تلك الداعية لحل الدولتين, هو فكر اليمين المتطرف الذي طغى عليه الحقد الأعمى والانتقام المفتوح والذي يروج لضرب غزة بالقنبلة النووية, وقد تبنى هذا التصريح الذي ينم على شراسة الكراهية وزير التراث الصهيوني عميحاي إلياهو, كما تجسدت هذه الكراهية في مشروع خطير يهدد حياة الفلسطينيين في حياتهم وأرزاقهم وأراضيهم الزراعية التي يعيشون من خيراتها, مما قد يدفعهم للتهجير القسري وإخراجهم من دورهم, وهو وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير, الذي أنشأ ميليشيات مسلحة بدأت بالتوسع ليصبح الكيان الصهيوني بأكمله مجتمعا مسلحا, وبالتالي يصبح هذا المشروع فتيلا قابلا للاشتعال في أي لحظة يحول حياة الفلسطينيين إلى جحيم, كما إن هذا اليمين المتطرف في الحكومة تدور في فلكه كل التيارات المتطرفة الأخرى التي تستند إلى الإيديولوجية التوراتية المتطرفة, زيادة على “حركة كاخ” المصنفة كتنظيم إرهابي, والتي من أولوياتها تهجير الفلسطينيين.
ومن المتطرفين الكبار وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش الذي يدعو إلى تهجير الفلسطينيين وتفريغ غزة من سكانها مع الإبقاء على 200 ألف فلسطيني وتهجير الباقي إلى دول عدة, وهذا التصريح يمثل ما وصل إليه التطرف الصهيوني من كراهية تجاه الفلسطينيين خاصة والعرب عامة, وحسب القناة 12 العبرية التي تكلمت عن خبر خطير له أبعاد جيو إستراتيجية مفاده أن الكيان الصهيوني ينوي توظيف وزير الحكومة البريطاني الأسبق توني بلير لديها لإقناع دول غربية لاستقبال الفلسطينيين المهجرين قسرا لديها, وبالرغم من تكذيب الخبر من عدة وسائل إعلامية صهيونية, إلا أن الظاهر من تسريح 5 ألوية من غزة وما يكتنف مصير مجلس الحرب المصغر من تصدع وانشقاق, ومطالبة نتنياهو بالاستقالة والتلويح ببدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة حسب الإملاءات الأمريكية, كل هذا يوحي أن الخبر صحيح, زيادة على أن الرئاسة الفلسطينية أعلنت رفضها لأي محاولات لتكليف توني بلير أو غيره بالعمل من أجل تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة, كما جاء في بيان الرئاسة ” سنطالب حكومة بريطانيا بعدم السماح بهذا العبث في مستقبل الشعب الفلسطيني ومصيره”.
ومن هنا نستشف أن مشروع الكراهية بدأ يتجسد على الورق وفقط, لأن الشعب الفلسطيني المجاهد الطالب للشهادة أصيل ولن يفرط في أرضه مهما كانت الفواجع والأضرار, لأن أصل الجهاد نصر أو استشهاد, هكذا تعلم إما أن ينتصر وهو مرفوع الهامة أو يستشهد ويدفن في أرضه ليخلده التاريخ, كما أن ماضي توني بلير يعتبر كمجرم حرب يداه ملطختان بدماء الأبرياء العراقيين من الأطفال والنساء, ورغم أسفه وتأكيده على تحمل المسؤولية الكاملة قائلا “أنا أتحمل كامل المسؤولية وأعبر عن ألمي وأسفي و أقدم اعتذاراتي”, لانضمام بريطانيا لغزو العراق سنة 2003 تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية, إلا أنه يبقى مجرم حرب يجب متابعته ومحاكمته على جرائم الحرب المرتكبة في حق العراقيين‪.‬‬
إن خطاب الكراهية الصهيوني والغربي الممارس ضد الشعب الفلسطيني وكل ما هو عربي أصبح سياسة تمارس في السر والعلن, وهذا ما يفسر تصرفات البيت الأبيض والخارجية الأمريكية الذي ترك الحبل على الغارب وأعطى مزيدا من الهوامش للتحرك الصهيوني وارتكابه مزيدا من المجازر المروعة ضد الفلسطينيين وترويعهم واستهداف كل شيء متحرك, كل هذا يحدث وسلاسل التطبيع الصهيوني مع المطبعين العرب ما تزال متينة, إنها مهازل الشتات العربي الذي لا يريد أن يتعظ ويتعلم من دروس الحياة المجانية.

بلخيري محمد الناصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى