شرع وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جون ايف لودريان منذ أمس في زيارة عمل إلى الجزائر، وهي الزيارة التي وصفت بزيارة عمل وتقييم للعلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا ،هذه الزيارة حسب العديد من المتابعين للشأن السياسي من طرف رئيس الديبلوماسية الفرنسي لودريان، والمعروف بعلاقاته الطيبة مع الجزائر من المؤكد أنها لن تخرج عن محاولة إذابة الجليد على محور باريس الجزائر، بعد كما عرفته في الآونة الأخيرة من تشنجات سياسية نتيجة للتصريحات السابقة للرئيس ماكرون، والتي شكلت ردود أفعال قوية من الطرف الجزائري. كما تتزامن هذه الزيارة لجون ايف لودريان، مع المستجدات المقبلة عليها فرنسا، وهي بداية العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الفرنسية، ضف إلى ذلك مختلف الملفات السياسية والتوترات الإقليمية من جهة خاصة على محور الجزائر الرباط، إضافة إلى العديد من الملفات الاقتصادية العالقة.
زيارة لودريان الذي كما قلنا له علاقات ودية أكبر مع الجزائر، أكيد أنها ستصب في خانة محاولة إعادة بعث الروح بين العلاقات الفرنسية الجزائرية، ومحاولة فك شبه الانسداد في العلاقات بين البلدين، والذي من المؤكد أنه له العديد من الانعكاسات بين البلدين سواء من الجانب السياسي أو الاقتصادي أو ما تعلق بإيجاد حلول لمختلف الأزمات الإقليمية التي تبقى لفرنسا أيضا تدخل فيها من قريب أو من بعيد.
ومن المؤكد أنه وبالرغم من تفاقم التوتر على محور باريس الجزائر، إلا أن الرئيس الفرنسي ايمانوال ماكرون يبقى دائما يراهن على الدعم الجزائري، لاسيما في الاستحقاقات الرئاسية المقبلة، خاصة إن نظرنا إلى أن اعتلاء ماكرون كرسي الإيليزي في المرحلة السابقة، كانت للعديد من الشخصيات الجزائرية دورا كبيرا فيها.
هذه الورقة التي من غير الممكن أن يتغاضى عنها ماكرون، وهي ورقة الجزائر، والتي ما من شك أن لها تأثير بشكل أو بآخر في الانتخابات الفرنسية، في ظل العديد من المطبات التي يواجهها الرئيس الفرنسي ماكرون، تجعله غير مستغني عن أي دعم أو تأثير قد يعمل على تثبيت كرسيه على رأس الإيليزي.
يأتي هذا في ظل منافسة شرسة يشهدها ماكرون في سباق الرئاسيات المقبلة، مع منافسين تقلييدن ومنافسين جدد، أكيد أنها ساهمت في تخفيض ثقة وحظوظ ماكرون في نيل كرسي الإيليزي، أو على الأقل لن يكون بالأمر السهل مثلما كان، وأن الطريق مازال غير معبد لماكرون نحو الإيليزي فمحاولة بعث العلاقات مرة اخرى بين الجزائر وفرنسا والتي من المؤكد أن لورديان يعمل ويندرج في هذا الصدد، من المؤكد أنها نية ماكرون للتخلص من صداع الرأس والتوجه خالي الذهن إلى امتحان الرئاسيات المقبلة التي ستكون في شهر أفريل المقبل.
وزير الخارجية الفرنسي ايف لودريان، من المؤكد أنه سيجد نفسه أمام العديد من الملفات العالقة والتي من بينها الملفات الإقليمية لاسيما ما تعلق بين الجزائر والمغرب، والتي طالما كان الموقف الفرنسي له تأثير فيها.
عصام بوربيع