الأولى

ابو جرة سلطاني و المهمة الجديدة في صناعة بديل للإسلاميين

يخطط لجولات وطنية للترويج لمشروعه

استفاد أبوجرة سلطاني من تجربته في صفوف التيار الاخواني منذ التحاقه به في نهاية الثمانينيات، و قبلها تجربته الطويلة في صفوف الإسلاميين طيلة التسعينيات حيث كان الرجل يصول و يجول بين مدن الشرق الجزائري.


ترك الرجل بصمتة واضحة في صفوف جيلين من الإسلاميين بمختلف طبعاتهم من إخوان و سلفيين وهو صاحب واحد من أكثر التآليف تداولا :الطريق إلى الله” الذي رسخه كرمز قيادي.

بعد مشوار طويل من المحطات السياسية المختلفة تمكن الرجل في فترة حساسة من اعتماد مراجعات كبيرة في قناعاته ،و صار أكثر انفتاحا على الحساسيات الفكرية فقلل من المسافة بينه و بين التيارات الفكرية بات يتواصل معها و يحضر ندواتها ولا يجد حرجا في ذلك أمام انتقادات طالته من المحاضن الفكرية التي واكبته في الثمانينيات.

في ظروف يعرفها الجميع نجح سلطاني في خلافة شيخه محفوظ نحناح لكن انفتاحه الزائد على السلطة و رجالها أفقده مكانته داخل الحركة كقيادي ففقد الرئاسة لصالح منافسه اللدود الدكتور عبد الرزاق مقري و لم يجد الرجل بدا من التمسك بمقعده في مجلس الشورى الوطني متمسكا بخطابه المناقض لجماعة مقري التي محت آثار الرجل على الخطاب السياسي للحركة ،و تمكنت من تأثيثه بمفردات جديدة مؤكدة قدرتها على تجاوز المنجز السياسي لصاحب كتاب “جذور الصراع في الجزائر”.

كثيرون اختلفوا مع الرجل من مختلف الأجيال لكنه أبقى على علاقة قوية مع بعض قدامى المؤسسين مثل جماعة البليدة ،و على رأسهم عبد الرحمان سعيدي الأمر الذي مكنه من البقاء على رأس جيوب المقاومة داخل مؤسسات الحركة ،غير أن التحولات العميقة التي شهدتها حركة حمس جعلت الرجل يقلص من حجم تحركاته تحت غطاء الحركة و كان لزاما عليه البحث عن غطاء أكثر رحابة يحافظ بواسطته على مكانته تحت الضوء ،و قد أبن في هذا السياق عن قدرة كبيرة و فنيات متميزة جعلته يبقي الأضواء تبقى مسلطة على الرجل.

إلى غاية الأسبوع الماضي كان أبوجرة سلطاني يؤكد للمتصلين به أنه صائم عن الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام لكنه اختار خلال الساعات الماضية العودة للدلاء بتصريحات إعلامية عبر قناة وطنية واسعة الانتشارو عبر صفحة كاملة في يومية وطنية إخبارية معروفة

قبل فترة الصوم المشار إليها قام أبوجرة سلطاني بتأسيس فضاء إعلامي و ثقافي أطلق عليه اسم فضاء الوسطية و الاعتدال و قام بعرض الفكرة علة عدد من السياسيين و الكتاب و زار لأجل ذلك مقر اتحاد الكتاب و لم يجد حرجا في دعوة الروائي رشيد بوجدرة للالتحاق بالمنتدى.

هذا التحرك قال بشأنه إطار سابق في صفوف حمس في اتصال مع الوسط أن السياق الأمثل الذي يجب أن تقرأ فيه مساعي أبوجرة أن هذا الأخير يمكن أن يتحول إلى بديل مثالي لجزء كبير من التيار الإسلامي عبر تسويق طرحه و ما يراه فهما متلائما مع العصر،مستفيدا من نكسات الإسلاميين و هذا يمر حتما عبر إعادة تلميع صورة أبوجرة كداعية لاستقطاب أفراد جديد و استيعابهم في مسعاه الجديد.

لا تبدو مهمة الرجل سهلة لكنها لا تبدو صعبة في ظل تردد أخبار عن اعتزام الرجل في تدشين حملة من الزيارات إلى مختلف الولايات تحت غطاء محاضرات و فعاليات ثقافية يلتقي فيها جزءا من قواعد الحركة و عددا من الإطارات التي فظلت الانسحاب بعيد رحيل الشيخ المؤسس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى