متابعة : الأخضر رحموني
شهدت أغلب بلديات منطقة احمر خدو ،و في أجواء بهيجة الإحتفالات الخاصة برأس السنة الأمازيغية 2972 ، حيث عرفت عدة نشاطات ثقافية و فنية ثرية ، بمبادرة من الجمعيات و بالتنسيق مع المؤسسات العمومية ، بعد أن أقرت السلطات الجزائرية منذ سنة 2018 أن يكون يوم 12 جانفي من كل عام عيدا وطنيا و عطلة مدفوعة الأجر للاحتفال بالسنة الأمازيغية التي ترتبط بالتقويم الشمسي الفلاحي، و تشبثه بالأرض و التاريخ ، في سياق جهود الدولة الرامية الى ترقية التراث و اللغة الأمازيغية .
فقد احتضنت منطقة بانيان ببلدية مشونش الحفل الولائي الرسمي الذي أشرف على افتتاح مراسيمه السيد عبد الله أبي نوار والي ولاية بسكرة بحضور السيد رئيس المجلس الشعبي الولائي و السلطات الأمنية و المدنية، حيث تم تدشين المعلم السياحي لقلعة توخريبث المنجز ضمن المخطط البلدي للتنمية ،مع زيارة أجنحة المعرض المتنوع للصناعات التقليدية والمنتوجات المحلية ،و قدمت عروض باللباس التقليدي و أخرى فلكلورية لفرق الرحابة و الخيالة و البارود و المزود تعكس أصالة و تنوع تراث المنطقة ،مع استعراضات للنوادي الرياضية . بالإضافة الى تقديم مسرحية من طرف تلاميذ مدرسة حسين عبد الباقي أبرزت تعلق الناشئة بالموروث الحضاري للأمة . و امسية شعرية بمشاركة عمر هيمسونين و يحيى باي فاطمة و عيسى براهيمي و يماس ن واوراس .
و في المساء خرجت النساء الى منطقة ميوري و مشكال كعادة الأجداد من أجل رمي الأحجار القديمة ،و جلب الأحجار الجديدة للموقد الطيني ،و الاواني الفخارية استبشارا بسنة جديدة مليئة بالخير والبركة و الخصوبة ،و وفرة في المحاصيل و المياه .
أما في بلدية غسيرة ،فقد نظمت ندوة تاريخية بمناسبة الذكرى 66 لمعركة إيفري البلح أقيمت بالقاعة متعددة النشاطات ببلدة كاف لعروس ،حيث قدمت الدكتورة جمعة بن زروال مداخلة حول تاريخ و أعراش منطقة غسيرة معتمدة على الوثائق و المخطوطات. كما توقفت عند معركة إيفري البلح التي شارك فيها الشهيد مصطفى بن بولعيد صباح يوم 13 جاتنفي 1956 ..و قدم المجاهد بشير زاغز مداخلة حول مشاركة أبناء غسيرة في هجومات أول نوفمبر 1954 بمدينة بسكرة ،و استمتع الحضور بقراءات شعرية بالأمازيغية قدمها الإعلامي حكيم عماري و الشاعر عبد الحميد مشكوري .و انتهت بتكريم المشاركين و دعوة رئيس البلدية الى إعادة الإعتبار للثقافة و التراث و التقاليد و القيم السامية في المجتمع ،والإفتخار بهويتنا التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الثقافة الوطنية بمختلف تنوعاتها.
و في بلدة تفلفال قدمت جمعية التويزة في ساحة البريد معرضا تراثيا يشمل التاريخ المادي للبلدة ممثلة في محاضرات حول تاريخ الأغنية الشاوية من إلقاء الأستاذين فارح مسرحي ونور الدين برقادي .بالاضافة الى ألعاب تقليدية و مسرحيتين و أناشيد بالشاوية من تقديم براعم البلدة ،وعروض أخرى مثل مسابقة الطبخ التقليدي الموجهة خصيصا لربات البيوت، و سهرة شعرية بمشاركة الشاعرين محمد عماري و حكيم عماري.
الموقع السياحي شرفات غوفي شهد توافدا كبيرا للسياح ،و خاصة العائلات و التلاميذ الذين وصلوا ضمن رحلات منظمة من طرف مؤسساتهم التربوية ، و قد قدموا من أغلب مناطق الوطن ،خاصة من ولايات الشرق الجزائري، و هم يرتدون الألبسة التقليدية الرائعة التي شكلت فسيفساء للهوية الوطنية ، و التنوع الثقافي المستمد من تاريخنا العريق..و كانت الأطباق الشعبية التقليدية التي تحضر خصيصا بمناسبة احتفال يناير كالشرشم و الرفيس و الشخشوخة و الغرايف متوفرة ..بالإضافة الى المعارض المقامة لمختلف المنتوجات الحرفية اليدوية ،و كذلك جناح الكتب للإصدارات الأدبية و التاريخية بالحرف الأمازيغي .دون نسيان الوصلات الغنائية المميزة التي قدمها حكيم الأغنية الشاوية الفنان الميهوب عبد السلام ،و قد تجاوب معها الشباب برقصاتهم و التصفيق .
و بدار الثقافة أحمد رضا حوحو ببسكرة نظمت جمعية كباش للثقافة و إحياء التراث لبلدية مزيرعة عدة نشاطات منها معرض متنوع خصص لقلعة كباش للتعريف بها للجمهور ،و آخر للحلي ،مع جناح للصور الفوتوغرافية أبرز عناصر التراث المادي و اللامادي الذي تزخر به المنطقة من إلتقاط المصور الهاوي أسامة جيمي ، و البيع بالتوقيع للإصدارات الجديدة الصادرة عن دار ساجد للنشر و التوزيع للكاتبين عبد الحميد سنايحي و بشير باردو .
كما قدم المسرح الجهوي شباح المكي مسرحية ( تشنطيث )، و كان الأطفال على موعد مع موسم الحكاية في حلقة تحاكي الموروث و الهوية الفنية و الثقافية الأمازيغية.
و تواصلت الاحتفالات برأس السنة الامازيغية في أجواء الفرح و العودة بالذاكرة الجماعية الى تاريخ الأجداد في بلديات تكوت و غسيرة و عين زعطوط و إينوغيسن أيام الخميس و الجمعة .أما يوم السبت فقد برمجت بلدية مزيرعة حملة تطوعية لعملية التشجير بموقع جمينة الأثري و السياحي التي كانت حصنا لملك الأوراس بيداس في مقاومته الباسلة للاحتلال البيزنطي منذ سنة 539 م ، و غابة مزبال التي تعد إحدى أكبر غابات الجزائر بهدف إعادة الإعتبار للمناطق المحروقة في السنوات الماضية ،و بعث روح المواطنة بين السكان ،و ذلك بإدراج الأشجار المحمية لغرس حوالي ألفي شجرة دفعة واحدة مثل الفستق الأطلسي و الصنوبر الحلبي و الخروب و البطم ،مع غرس رمزي لأشجار الأرز الأطلسي .