
تفوق 39 مليار دولار في 4 سنوات
زيادة قدرات الحقول والمكامن البترولية والغازية
أجمع مختصون في تصريح خصوا به جريدة “الوسط” أن قرار الرئيس بتخصيص 39 مليار دولار للاستثمارات في قطاع المحروقات خلال السنوات الأربعة المقبلة، يهدف إلى رفع القدرات الإنتاجية و التسويقية لضمان المزيد من العملة الصعبة لرفع احتياطي الصرف، كما يعكس رغبة الدولة الجزائرية في تعزيز قدراتها في مجال النفط وان تبقى فاعل رئيسي في سوق النفط الدولية، بالإضافة إلى أهمية زيادة الإنتاج وزيادة عائدات صادرات المحروقات وتوجيه هذه الموارد لدعم لا لتنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يعود على الرخاء والرفاه للمجتمع الجزائري.
البرنامج الاستثماري لشركة سوناطراك
رؤية استشرافية لتجنب الأسوأ
أكد عضو لجنة المالية والميزانية عبد القادر بريش أن البرنامج الاستثماري لشركة سوناطراك الذي أعلنه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والمقدر ب39 مليار دولار خلال الأربع سنوات القادمة، يهدف إلى تطوير قدرات الجزائر من خلال شركة سوناطراك في مجال الاستثمار في قطاع النفط والبترول والغاز من خلال زيادة قدرات الحقول والمكامن البترولية والغازية وزيادة مستويات الاسترجاع ديمومة استغلال هذه الحقول وزيادة مردوديتها.
شدد عبد القادر بريش في تصريح خص به جريدة “الوسط” على أن المبلغ المخصص للاستثمار في مجال النفط سيسمح للجزائر من الوفاء بالتزاماتها اتجاه شركاؤها في مجال الإمداد بالبترول والغاز، مشيرا أن الجزائر كما هو معروف عليها مصدر آمن وموثوق لضمان الإمداد بالطاقة خاصة للشركاء الأوربيين وهي تساهم في تحقيق الأمن الطاقوي على المستوى العالمي مع شركاؤها في منظمة أوبك وفي إطار فضاء أوبك، + وكذلك في إطار منتدى الدول المنتجة والمصدرة للغاز
و أشار الخبير الاقتصادي إلى أن هذه الاستثمارات تهدف إلى اكتشاف واستغلال حقول مكامن جديدة للبترول والغاز والاستثمار في البنية التحتية للصناعة البترولية والغازية وخاصة ما تعلق بالبنية التحتية لنقل الغاز المميع الذي تزايدت أهميته في الفترة الأخيرة وارتفاع أسعار الغاز في العقود الفورية، معتبرا أن هذا الحجم من الاستثمارات يعكس رغبة الدولة الجزائرية في تعزيز قدراتها في مجال النفط وان تبقى فاعل رئيسي في سوق النفط الدولية، بالإضافة إلى أهمية زيادة الإنتاج وزيادة عائدات صادرات المحروقات وتوجيه هذه الموارد لدعم لا لتنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يعود على الرخاء والرفاه للمجتمع الجزائري.
و أضح النائب البرلماني أن الاستثمارات المعلنة من اجل تعزيز القدرات في إنتاج الطاقة التقليدية الاحفورية التي تمتلك الجزائر فيها ميزة تنافسية وقدرات وتحكم وقدرات كبيرة خاصة الاحتياطات الكامنة في مجال الغاز، معتبرا أنه رغم كل المجهودات المبذولة على المستوى الدولي من أجل التوجه نحو الطاقات البديلة والمتجددة تبقى مصادر الطاقة التقليدية والاحفورية هي المهيمنة ضمن المزيج الطاقوي الحالي والمستقبلي في أفاق 2050 ، مشيرا:” تشير التقارير المهتمة بالطاقة والتحول الطاقوي أن الطاقة التقليدية تبقى مهيمنة بنسبة تفوق 60% كمصدر للطاقة والصناعة ومختلف الاستخدامات في حياتنا المعاصرة، كما أن هذه الاستثمارات في الطاقات التقليدية ستسمح للجزائر من تمويل برنامج الانتقال الطاقوي والتحول نحو الطاقات المتجددة التي تمتلك الجزائر فيها ميزة تنافسية تبقى مسألة التحكم في التكنولوجيا ومسألة التكلفة هي الرهان الحقيقي في مسالة التحول الطاقوي”.
مرحلة ما بعد كورونا
خلفية التركيز على التحول الطاقوي
يرى النائب البرلماني السابق وعضو لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني الهواري تيغرسي أن تخصيص 39 مليار دولار للاستثمار في قطاع المحروقات، قرار مناسب في هذا التوقيت لعدة اعتبارات أبرزها ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية والطلب الكبير لأوروبا خاصة بعد تعافي الاقتصاد العالمي من وباء كورونا.
واعتبر الهواري تيغرسي في تصريح خص به جريدة “الوسط” أن تعافي الاقتصاد العالمي من وباء كورونا أعطى حركية للمنظومة الاقتصادية وخاصة المنتجات المحروقات على غرار السلع الإنتاجية، مشيرا إلى أن الرئيس ركز على التحول الطاقوي لإبراز قدرة الجزائر على الإنتاج.
و قال المتحدث:” الرئيس ركز على الحفاظ على قدرات الإنتاج والتصدير وتعزيزها، بالموازاة مع تكثيف جهود الاستكشاف وتحسين مراحل الاستخلاص في حقول الإنتاج وتحقيق التشغيل الأمثل والرقمنة وتطبيق التقنيات المتقدمة وخفض التكاليف، كما أكد على الاهتمام البالغ الذي يوليه لمواصلة تعزيز الدور المحوري لقطاع الطاقة والمناجم في تنفيذ إستراتيجية الدولة في مجال الإنعاش الاقتصادي والانتقال الطاقوي، من أجل الرفع من قدراتنا الإنتاجية لتلبية حاجيات البلاد من الطاقة على المديين المتوسط والبعيد، كما أكد على ضرورة إصلاح إشكالية التسيير في قطاع السوناطراك و دور السوناطرك في المرحلة القادمة كقوة اقتصادية مهمة، و الاستثمارات في الطاقات البديلة على المدى المتوسط و الطويل”.
وشدد المتحدث على ضرورة إحداث ثورة إصلاحات مشاريع وقوانين استقطاب الاستثمار الأجنبي وتحقيق رفاهية بالنسبة للمواطن الجزائري، واستحسن المتحدث بعض القرارات التي تم اتخاذها على غرار إصلاح قانون الاستثمار والرسم الإضافي المؤقت الوقائي، معتبرا أن الهدف من ذلك هو وضع خريطة للجباية المحلية التي تبقى مرتفعة جدا، في حين أكد أنه لبناء منظومة إنتاجية من الضروري تأسيس منظومة ضريبة بسيطة وواسعة
رفع القدرات الإنتاجية والتسويقية
الحصول على المزيد من العملة الصعبة
اعتبر الخبير الاقتصادي إسحاق خرشي بأن قرار تخصيص 39 مليار دولار للاستثمارات في قطاع المحروقات خلال السنوات الأربعة المقبلة، يهدف إلى رفع القدرات الإنتاجية والتسويقية لضمان المزيد من العململة الصعبة لرفع احتياطي الصرف.
أكد الخبير الاقتصادي إسحاق خرشي في تصريح خص به جريدة “الوسط” الاستثمار في الطاقات الاحفورية رؤية استراتيجة بالنسبة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لأنه يدري جيدا أن الاستثمار في قطاع المحروقات يضمن الحصول على المزيد من العملة الصعبة.
و أشار إسحاق خرشي إلى أن القيمة المالية التي تم تخصيصها لللإستثمارات في المحروقات و التي ستفوق 39 مليار دولار في 4 سنوات، ستمكن من رفع قدرات الانتاج الجزائري خاصة أن الجزائر تنتج أقل من مليون برميل في اليوم مقارنة بدول آخرى مثل السعودية، إنتاجنا اليومي مقارنة بالدول النفطية ضعيف و رئيس الجمهورية لديه رؤية استشرافية بخصوص زيادة كميات الإنتاج ، من خلال التنقيب و الاستكشاف للبحث عن أبار نفط أخرى
و شدد المتحدث أن رفع القدرات الإنتاجية للجزائر للتحصل على مداخيل أكثر لأن الدولة تريد الاحتفاظ باحتياط الصرف الأجنبي الذي لا يجب أن ينقص على 30 مليار دولار ، و هذا مايضمن تلبية الواردات لمدة سنة و نصف .
و في سياق متصل، قال المتحدث:”نستهلك نصف ما ننتج محليا، الجزائر دور نفطية و لما تستثمر أكثر في قطاع النفط هذا ايجابي، مهم جدا نستثمر في الطاقة الأحفورية، العائد على الاستثمار يضمن مصمون قدرات تصدير كبيرة للمحروقات المحروقات ضمنت للجزائر العملة الصعبة”
إيمان لواس