استدعاء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للهيئة الناخبة، ورغم أنه إجراء روتيني، مقترن بالانتخابات من حيث التنظيم، إلا أنه في المحطات الفارقة التي تمر بها الأوطان، يعتبر محطة مفصلية في حياة الشعوب، حيث الانتخاب يتحول إلى واجب وطني يتجاوز الحق في المواطنة إلى حق الوطن عليك، ومنه، فإن استدعاء الرئيس للهيئة الناخبة، استدعاء الوطن من خلال مواطنيه والسبب هنا، هو ما يمر به العالم من تحولات وصراعات وتحالفات، جعلت من الانتخابات معركة تحصين أكثر منها موعد تنافس..رهان المؤسسات الدستورية، كان ولا زال رهان الجزائر، ورئاسيات هذا العام، جاءت في ظرف خاص، ظرف تحولت فيه الجزائر لقطب محوري نتاج الإصلاحات في مختلف المجالات وكذا نتاج مواقفها الثابتة من قضايا الأمة، والتي جعلت منها واجهة لقضية فلسطين وكذا قضية الشعب الصحراوي الشقيق، وهو ما جعل منها هدفا للمؤامرات الخارجية التي تستهدف مؤسساته الدستورية..لذلك، ولكل ما سبق، فإن الرهان الانتخابي المتمثل في موعد الرئاسيات، رهان وطن، يتجاوز المنافسة إلى الذود عن الوطن، والواجب هنا، مشاركة شعبية تحصن مكتسبات الوطن وتحافظ على لحمته الوطنية، والهدف كله صفع خفافيش الظلام بدءا ممن مملكة الجار السيئ إلى التحالف الصهيوني الذي يتربص بأي عثرة لوطن تحول لحجرة عثر في وجه المطبعين والمتأخرين وباعة الذمم.
