
الإسلام العظيم ربانا عن أن نكون نزهاء ورحماء. وأنه مهما اختلفنا في الآراء ووجهات النظر ففي ذلك يسر لنا وليس عسر…ونحن هنا لسنا أحسن من النبي الكريم يوم وقف بجانب الكعبة الشريفة وهو يشاهد فطاحل قريش ممن نكلوا به وأهانوه بل احتقروا دعوته (فقال لهم إذهبوا أنتم الطلقاء) وفي ذلك حكمة دنيوية لمن يتدبر ويتعظ ودرس من دروس السماحة التي وجب التعلم منها لأن العفو عند المقدرة من صفات الإنسان الكيّس النبيه…قبل شهر فقط كتبت هنا مقالا ضد الأديب الجزائري بوجدرة يوم لم أستسغ فكرة تكريمه من طرف اتحاد الكتاب وقلت ساعتها عن أي شيء تم تكريمه وماذا قدم هذا المثقف ذو الميولات اليسارية للواقع الجزائري أو أضافه وكنت أقصد الجانب النظري في الأدب ومدارسه أو النقدي منه …لأن هذه الهيئة المُكرِمة لم تبين لنا منطلقات التكريم ، ودواعيها وعلى ماذا ارتكزت ،وصرخت كما صرخ غيري يوم تلفظ بألفاظ تمس العقيدة في إحدى الحصص التلفزيونية وقال بأن الرسول الكريم بالنسبة له هو رجل ثوري لاغير؟ا وكل ماذهب إليه حين راح يخدش في ثوابت الأمة،فمن حق أيا كان ومن أي ديانة يعتنقها أن تهتز مشاعره .لأنه لا أحد يرضى على دينه أووطنه أو دولته أو مجتمعه أو أسرته أن تهان. ثم يبقى مكتوف الأيدي يشاهد هذا وذاك القرف من شخص يتهجم دون مبررات مقنعة (بل يقلد بعض الدوائر والأقران التي ربت جيلا من الكتاب على أن ينهجوا هذا النهج) نختلف مع بوجدرة في كل شيء تقريبا لكن لهذا الإختلاف خطوط حمراء. يوم نصل إلى شخصه وأسرته وعشيرته .ونحن كجزائريين واعون بمسؤولياتنا الحضارية لم نترب على إهانة طرف ما، حتى ولو كان من فئة مختلفة عنا عرقا ودينا وعقيدة..ماعدا بعض الحالات الشاذة التي تتصرف بغرائزها البهائمية دون العقلية … يوم تتصرف دون وعي وأخلاق وتتخذ من الجدية سخرية ومن السخرية جدية..وهذا ما التمسته وأنا أشاهد آخر البلاطوهات التلفزيونية والسيد بوجدرة يهان فيها إهانة لايمكن السكوت عنها حتى ولو مارسها شخص عاد مع حيوان أليف ؟ا….ـ فكيف نرضاها لإنسان ـ ومهما كانت صفته أو عقيدته حتى ولو كانت يهودية … ثم يقولون لك هذه كاميرا مخفية. وجرد تسلية ..بعد أن تم تمزيق المشاعر والتكيل بالشخصية مثلما يُفعل بقطعة القماش على الأرض…هذه ليست صحافة ولاثقافة ولا إنسانية بتاتا بل هي وقاحة وابتذال وصل إليه جيل من الجزائريون في زمن نعيش فيه أسوأ يومياتنا…. بإسم الانفتاح وحرية التعبير وثقافة التجريب المفتوحة على مصراعيها..ليس من شيم النزهاء ولا الشرفاء العقلاء أن نخاطب شخصا حتى ولو كان أميا جاهلا بتاك الطريقة والتفسير الوحيد الذي أراه وليد هذه الظاهرة هو الأزمة الأخلاقية التي يعيشها للأسف الشديد جيل مأزوم لا يعرف قدرا محترمالكبير السن ولا
قدر المثقف ولا قدر المتعلم وكل ما يهمه أن يضحك ويلهو وبعبث ويتلذذ في التنكيت السخيف وفي ذلك محطة كبرى من الأزمات الحضارية التي وجب على نوع من هذه المنابر والقنوات محاربتها إن استطاعت وبكل السبل والممكنات…ولا تترك زمام الأمور في مسائل مثل هذه جد حساسة بين أيدي شباب مراهق لا يعرف حتى كيف يضبط سرواله ؟ا