الأولىالعالم

الأزمة الروسية الأوكرانية خدمت الجزائر اقتصاديا

· روسيا تحاول الهيمنة على المياه الدافئة

يثير نشوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا تساؤلات .حول انعكاساتها على المستويات الإقليمية والدولية ونصيب الجزائر من كل هذا.
ومع لجوء بعض الدول إلى فرض عقوبات .ضد موسكو يكون من الطبيعي الانشغال باحتمالية أن تتأثر الجزائر ومحيطها الجغرافي. وهي التي ترتبط بعقود توريد الحبوب
من روسيا ومجالات أخرى للتعاون مع أوكرانيا.

معادلة بأطراف متعددة

توقف الباحث في العلوم السياسية الدكتور ميلود ولد الصديق .في تصريح خص به يومية” الوسط ” عند تداعيات الأزمة الروسية والأوكرانية على الجزائر .وباقي الدول الأخرى ،مؤكدا أننا نعيش في عالم واحد مرتبط بالبنوك .وبالعوامل الاقتصادية ،وباعتبار أن أوكرانيا وروسيا هما ثلث الغذاء العالمي خصوصا ما يتعلق بمادة القمح لكن أمام ارتفاع أسعار البترول فهذا لن يؤثر سلبا على الجزائر بل بالعكس سيكون حافزا للكثير من مشاريع البنية التحتية وهذا ما نشاهده اليوم فيما يتعلق بعقود السكة الحديدية في الجنوب الجزائري بالإضافة إلى المشاريع الأخرى التي أطلقها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والمتعلقة بمنحة البطالة وعليه فكل هذه المشاريع تحققت بعد ارتفاع أسعار النفط مما جعل الحكومة الجزائرية تعجل في تطبيقها على أرض الواقع وبالتالي فبقدر ماهي أزمة سلبية على الكثير من الأطراف الدولية إلا أنها في صالح منفعة الطرف الجزائري.

هواجس أمنية

قال ولد الصديق عن انعكاسات الأزمة الروسية والأوكرانية على النظام الدولي، مؤكدا أنها أزمة عالمية ولها امتدادات تعود إلى فترة التسعينات عند سقوط الاتحاد السوفياتي ،مشيرا إلى أوكرانيا هي الرابط بين الشرق والغرب وبالتحديد بين روسيا وأوروبا وعليه فأي طرف يسيطر على أوكرانيا معناه أنه سيهيمن على منطقة المياه الدافئة حيث أن روسيا تعتبر أن دخول أوكرانيا للحلف الأطلسي هوتهديد لأمنها الإقليمي ،حيث أنه من الممكن أن يقوم حلف “الناتو” بتنصيب صواريخ وبالتالي هذا عبارة عن تهديد مباشر للأمن القومي الروسي،ولذلك نجد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عاد من لهجة تهديده ووصل إلى درجة الحرب، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن مثل حجر الدومينو وبالتالي فلو سيطرت روسيا على أوكرانيا فستجعلها قاعدة لإعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي من جديد ولن تقف الأطماع عند أوكرانيا فقط وبالتالي فبمجرد السيطرة عليها سيتيح الفرصة أمام الصين لتستولي هي الأخرى على تايوان وهنا ستكون معادلة أخرى خصوصا مع التوافق الصيني والروسي في الفترة الأخيرة يعطي لروسيا قوة أكبر ،ومن الممكن أن يهدد النظام الدولي الجديد، وبالتالي بأن ما قامت به روسيا لن يؤثر على بنية هذا النظام لأن الولايات المتحدة الأمريكية مازالت متحكمة في النظام النقدي العالمي خصوصا ما يسمى بنظام “السويفت” المصرفي ، كما أن أمريكا تتحكم أيضا في التكنولوجيات الحديثة وهذا الذي سيؤثر فعلا على مسيرة أمريكا وحلفائها ،والذي سيرسم لنا خارطة جديدة فيها شقين حيث أن الأمر الأول سيزيد من حجم اليقظة الاستراتيجية الأوروبية لدى الأوروبيين ليتحدوا مرة أخرى إلا أن هذا الأمر سيزيد من قوة روسيا في المياه الدافئة.

صراع مفتوح

يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة سعيدة أننا سنشهد حرب استنزاف بين روسيا وأوكرانيا وستتدخل عوامل أخرى متعلقة بالحرب السيبرانية وحرب الشوارع وهذا لن يروق لروسيا وسيكون عائقا أمامها لتحقيق مشاريعها في المنطقة وهذا ما يجعل الصراع الروسي والأوكراني يطول.
حكيم مالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى