
الجزائر حريصة على قرارها السياسي و لا تقبل أي مساومة
إستنكر حزب جبهة التحرير الوطني بشدة تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، بشأن القرار السيادي، الـذي اتخذه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والذي يثبت المقاطع الخمسة للنشيد الوطني.
شدد حزب جبهة التحرير الوطني بقيادة أبو الفضل بعجي على على أن التصريحات الصادرة عن المسؤولـة الفرنسية عن الشؤون الدبلوماسية في حكومة الرئيس الفرنسي ماكرون، تأتي في سياق الإمعان في ترجمة العقلية الاستعمارية والاستعلائية، كما تكشف الوجه الحقيقي للسياسى الفرنسية تجاه الجزائر المبنية على الحقد والكراهية.
و ثمن حزب جبهة التحرير الوطني حرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على مواقفه الوطنية السيدة، التي تؤكد حرصه على التعاطي مع قضايا التاريخ والذاكرة والرموز الوطنية، ومنها النشيد الوطني بمقاطعه الخمسة، بعيدا عن أي تراخ أو تنازل أو أهواء، تقديرا منه لثقة الشعب وشعورا بعظمة المسؤولية التي يتحملها والوفاء لعهد الشهداء، قائلا:” الجزائر اليوم أكثر حرصا على قرارها السياسي، كما أنها لا تقبل أي دروس، بخصوص سيادتها ورموزها الوطنية، ومنها النشيد الوطني، الذي يمثل هوية الوطن ومجده ويسهم في شحذ الهمم والتذكير بتضحيات الشعب الجزائري ودماء الشهداء الأبرار والمجاهدين الأطهار”.
و إعتبر ذات المصدر أن ما أدلت به وزيرة الخارجية الفرنسية من تصريحات استفزازية وغير مقبولة، تعتبر خرقا صارخا للأعراف الدبلوماسية وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة، كما يعتبر هذا التصريح شاهدا آخر من شواهد عدم الجدية في بناء علاقات تقوم على أسس صحيحة ومبادئ ثابتة، تتميز أساسا بالندية والمنافع المشتركة.
و أكد الحزب العتيد أن الدعوة إلى تكييف النشيد الوطني تعتبر مساسا بسيادة الدولة الجزائرية واعتداء صريحا على رموزها الوطنية، ومنها النشيد الوطني بمقاطعه الخمسة، الذي يمثل بمضامينه ولغته ومفرداته ورمزيته شاهدا على كفاح الشعب الجزائري الأبي ونضاله من أجل الحرية والسيادة، كما أنه يذكر الأجيال على تعاقبها بأن فرنسا قد ارتكبت مجازر نكراء، ستبقى وصمة عار في جبينها وفي تاريخها.
و قال ذات المصدر:” إن النشيد الوطني “قسما” الذي تتجرأ الوزيرة المذكورة على التحامل عليه ومحاولة التشكيك فيه والمطالبة بتكييفه، ليس مجرد كلمات قابلة للحذف والإلغاء والتعويض، إنه القسم، الذي يروي قصة شعب مكافح في سبيل استرجاع استقلاله واستعادة دولته، التي أراد الاستعمار محوها من خريطة الجغرافيا وسجل التاريخ، وإننا ندعو الوزيرة الفرنسية أن تنظر مرة أخرى إلى نهر “السين”، الذي ما يزال دما في عيون الجزائريين، علها تتذكر بأن قرابة 6 ملايين شهيد دفعوا أرواحهم في سبيل أن تحيا الجزائر حرة سيدة، وأن يبقى نشيد “قسما” يدوي في سماء الجزائر المستقلة وفي كل أصقاع العالم في شموخ وعز وكبرياء”.
و أضاف ذات المصدر:” السلام الوطني الجزائري قد تم تدوينه بالدم، وسيبقى شاهدا على كفاح شعب وهمجية احتلال، هذا الاحتلال الذي وجد شعبا عنيدا متحديا ومقدما القرابين السخية، ولم تستطع أن تقهره أو تهزم إرادته كل أساليب القتل والتعذيب والمجازر الجماعية الهمجية، فبعد 60 سنة من استقلال الجزائر مازالت مخلفات الاستعمار الفرنسي موجودة، وما يزال الفكر الاستعماري قائما، وها هي تصريحات الوزيرة الفرنسية، وهي عدوانية وتطاول استعماري، تتزامن مع حملة شرسة تقودها أحزاب وشخصيات يمينية بهدف وضع الجزائر في قلب الجدل الداخلي حول قضايا الهجرة، ولأهداف انتخابية”.