
انتخابات التجديد النصفي مجلس الأمة تجرى غدا السبت
أعضاء الثلث الرئاسي ..المفاجأة المنتظرة
تجرى يوم السبت انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة ، وهي الانتخابات التي تشهد تنافسا حادا بين مختلف الأحزاب السياسية في الجزائر ، حول من سيملك حصة الأسد في هذه الهيئة الهامة ، ستتزامن أيضا مع تعيين أعضاء الثلث الرئاسي الذي سيقوم الرئيس بتعيينهم .
و يأتي استدعاء رئيس الجمهورية للهيئة الانتخابية بناء على الدستور لا سيما المادتين 91-6 و 119 (الفقرة 3) منه و بمقتضى القانون العضوي رقم 16- 1 المتعلق بنظام الانتخابات، لا سيما المواد 107 و 108 و 109 منه.
وفي هذا الإطار، تشير المادة 107 من القانون المذكور إلى أنه “ينتخب أعضاء مجلس الأمة المنتخبون لعهدة مدتها ست سنوات، و يجدد نصف أعضاء مجلس الأمة المنتخبين كل ثلاث سنوات”.
كما تفيد المادة 108 منه بأن أعضاء مجلس الأمة المنتخبون يتم انتخابهم بالأغلبية “حسب نموذج الاقتراع متعدد الأسماء في دور واحد على مستوى الولاية، من طرف هيئة انتخابية مكونة من مجموع: أعضاء المجلس الشعبي الولائي و أعضاء المجالس الشعبية البلدية للولاية” بحيث “يكون التصويت إجباريا، ما عدا في حالة مانع قاهر”أما المادة 109 فتشير إلى أن استدعاء الهيئة الانتخابية يتم بمرسوم رئاسي 45 يوما قبل تاريخ الاقتراع.
و قد تأسس مجلس الأمة وهو الغرفة الثانية للبرلمان أول مرة بموجب دستور 28 نوفمبر 1996. ويضم المجلس 144 عضوا، ينتخب ثلثا أعضائه 96 عن طريق الاقتراع غير المباشر و السري بمقعدين عن كل ولاية من بين أعضاء المجالس المحلية، حيث يشترط في المترشح أن يكون منتخبا سواء في مجلس شعبي بلدي أو مجلس شعبي ولائي وأن يبلغ 35 سنة على الأقل، أما الثلث المتبقي 48 فيعينه رئيس الجمهورية من بين الشخصيات والكفاءات الوطنية لعهدة تدوم ست سنوات.
و كانت آخر انتخابات للتجديد النصفي لأعضاء الغرفة العليا للبرلمان قد جرت بتاريخ 29 ديسمبر 2015، حيث تمخضت عن فوز حزب جبهة التحرير الوطني بالمرتبة الأولى بحصوله على 23 مقعدا متبوعا بالتجمع الوطني الديمقراطي 18 مقعدا في حين تحصل الأحرار على أربعة مقاعد متبوعين بجبهة القوى الاشتراكية مقعدين حزب الفجر الجديد بمقعد واحد.
وتسعى جبهة التحرير الوطني اليوم من خلال هذه الانتخابات على الحفاظ على الريادة في مجلس الأمة ، خاصة و أن الحزب العتيد بقيادة منسقه معاذ بوشارب العديد من اللقاءات مع منتخبي الحزب من أجل العمل على إبقاء كلمة الآفلان هي العليا ، و الحرص أن تبقى أصوات الأفلانيين للأفلان .
كما قام معاذ بوشارب أول أمس بعقد اجتماع مع كافة منتخبي و رؤساء محافظات الآفلان على المستوى الوطني للتحضير التام من أجل إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي ، قابلته تحضيرات حثيثة من طرف الغريم الأرندي بقيادة أمينه العام أحمد اويحيى ، إضافة إلى تحضيرات من طرف أحزاب منافسة على غرار حركة حمس و مترشحين أحرار .
ومن المنتظر أن يكتسح الحزب العتيد الآفلان هياكل الغرفة الثانية من البرلمان السينا ، رغم المشاكل التي كان يتخبط فيها الحزب ، والذي تزامن مع تغيير قيادة الحزب و استقالة الأمين العام السابق جمال ولد عباس ، لكن رغم ذلك يبقى الرصيد التاريخي و الامتداد الشعبي لحزب الآفلان يشفع له بالمحافظة على الريادة في هذا الاستحقاق نظرا للعديد من المتتبعين الذين يتوقعون بفوز الآفلان في هذه الانتخابات التي ستجرى اليوم .
وتستغل أحزاب أخرى ، لاسيما الأرندي بقيادة أويحيى بعض الأزمات التي مر بها للأفلان من أجل نشر مد حزبه داخل هذه الهياكل وكسب عدد أكبر من الأعضاء في مجلس الأمة .ونفس الشيء بالنسبة لحركة حمس التي هي الأخرى تراهن على الحصول على مقاعد في السينا ، رغم أنها لا تملك مقاعد في العهدة السابقة .
الشكارة و أصحاب المال يحاولون التسلل ل” السينا “
ومثلما هو معهود ، لا تخلوا مثل هذه الاستحقاقات من محاولة تسلل أصحاب الشكارة و أصحاب المال من الظفر بمقاعد تحت غطاء السينا ، وهي السلوكات التي لطالما أسالت الحبر ، خاصة ما تعلق بتوغل ” منطق الشكارة ” من أجل وصول العديد من الشخصيات إلى قبة مجلس الأمة ، وهي السلوكيات التي لم تخلو منها هذه عملية التحضيرات لهذه الانتخابات لهذه المرة .
الثلث الرئاسي..المفاجآت …أسماء ثقيلة ستسقط
وبعيدا عن الانتخابات تجديد نصف أعضاء مجلس الأمة ، يبدو أن قائمة الثلث الرئاسي التي يعينها الرئيس ستكون مفاجئة للكثير من الشخصيات ، خاصة وحسب ماذكرته ” الوسط ” ستعرف العديد من التغييرات ستطيح بأسماء كثيرين و الذين من بينهم وزراء سابقين و شخصيات وطنية معروفة ، حيث ستمس 24شخصية من بينهم وزراء سابقين على غرار عمار غول ، صالح قوجيل ، العقيد الطاهر زبيري ، جمال ولد عباس و غيرهم .
وبلاشك ، ستساهم تشكيلة السينا القادمة في رسم الخريطة السياسية القادمة ، فيما تسود العديد من التسريبات فيما يخص رئيس مجلس الأمة ، هل سيبقى عبد القادر بن صالح ، أم ستكون هناك أسماء مرشحة لخلافها ، لاسيما بعد تداول الكثير من الأسماء على غرار عمار سعداني ، السعيد بوحجة ، عبد العزيز بلخادم ، و عبد المالك سلال ، علما أن هذا المنصب كان محل طمع من طرف العديد من التكتلات ، خاصة و أنه يمثل الرجل الثاني في الدولة بعد الرئيس .