أقلام

الأمن السيبيراني و التربية…

قد يكون المصطلح غريبا بالنسبة للكثير من النشطاء في القطاع التربوي والفكري أو حتى السياسي أيضا، باعتبار المصطلح رهانا من الرهانات المعاصرة المحورية و التي قد تكون السيطرة عليه نجاحا وتفوقا ومفتاحيا لأية دولة حتى تحقق كيانها كدولة قوية ومؤثرة، غير آبهة لأي تهديد من أي نوع كان.

اذ بلدنا لا يزال يستثمر من أجل السيطرة على المعادلة السيبيرانية، التي هي اليوم محل نقاشات واسعة ودقيقة حتى لدى الدول الأكثر تطورا والتي تسيطر على مفاتيح الأمن في جميع مجالاته…الصناعي، المائي، التقني، الغذائي،الطاقوي وغيرها، غير أنه في بلدنا كل عام ترتبط شهادة التعليم الثانوي أي الباكالوريا بانقطاع تام لكل وسائل التواصل الشبكي من انترنات، فيسبوك، ميسنجر، واتس اب …وغيرها، فنقول في كل مرة أنها قضية متعلقة بتأمين التلاميذ والشهادة في حد ذاتها من أية محاولة إختراق أو تسريب، غير أن مصالح اجتماعية واقتصادية أخرى كثيرة تتأثر بهذا الانقطاع، فتحدث فوضى يستاء منها المواطن بالدرجة الأولى، وتتعطل الإدارات بالدرجة الثانية في نشاطاتها المختلفة، السؤال الذي نستمر في طرحه اليوم، لماذا لم يتمكن الساهرون على قطاع الاتصالات من ايجاد تقنيات ناجعة لتأمين الامتحانات دون اللجوء الى قطع وسائل التواصل؟
أيضا لماذا وزارة التربية نجدها عاجزة أمام أهم اجتياز وعند أهم شهادة في طورها التعليمي؟ باعتبار أن التسريب يحدث في كل عام وحتى مع انعدام الانترنات أو توفرها… فقبل الالفين وسنوات التسعينات والثمانينات لم تكن الجزائر بعد تتعاطي مع النظام الالكتروني و لم تكن هناك انترنات، ورغم ذلك كانت الشهادات التعليمية في أوج تفوقها ومستواها..
فكيف يمكن إدارة جميع التهديدات التي تطال القطاع التعليمي باطواره المختلفة؟ ولماذا نحن اليوم عاجزون أمام توفير نظام دفاع فعال لمواجهة الهجمات والخروقات؟ فهل العيب في الانترنات ام الخلل في إدارة قطاعين حساسين يفتقدا إلى إمكانيات بشرية وعلمية تبدو أكثر من ضرورية لتحقيق أهم درجات الأمن السيبيراني؟ الحديث يبقى للخبراء …

بقلم: شفيقة العرباوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى