الأولىالجزائر

الأمين الوطني الأول للأفافس يوسف أوشيش : نعمل على إجماع وطني في المؤتمر السادس

 

  • الجزائر بحاجة إلى نخبة تحمل مشروع مجتمع

 
نشط أمس الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، ندوة صحفية بمقر الحزب بالعاصمة، أين كشف من خلالها عن التحضير للمؤتمر الوطني العادي السادس للأفافاس، المرتقب انعقاده أيام 08،09، 10 ديسمبر 2022 بالجزائر العاصمة، والذي نريده على حد قوله مؤتمرا جامعا للم شمل “الأفافاس”، ونسعى لأن يكون حدثا مفصليا ووطنيا في حياة الحزب والحياة السياسية بصفة عامة، وذلك بهدف بناء مشروع مجتمعي محين وطبقة سياسية واعية وفاعلة في المجتمع الجزائري.
قدم أوشيش، مخرجات الندوة الوطنية للإصغاء والتقييم المنعقدة يوم 05 نوفمبر2022، مشيرا إلى أن هذه المحطة تعد تقليدا راسخا واستثناء تنفرد به جبهة القوى الاشتراكية في الساحة السياسية الوطنية، إذ تمكننا من تقييم واقعي ومسؤول، فهي اللحظة التي ينظر فيها الأفافاس إلى نفسه في المرآة، وبالرجوع إلى القانون الأساسي للحزب فإن هذه المحطة تعد الأخيرة قبل انعقاد المؤتمر الوطني العادي السادس لحزب “الأفافاس” الذي سيظل قوة اقتراح وبناء من أجل التغيير ومن أجل جزائر حرة وديمقراطية.
وفي سياق متصل أوضح  ذات المتحدث ،أن هذه  الندوة الوطنية أتاحت الفرصة لمناضلي و متعاطفي “الأفافاس” للتعبير بكل حرية و ديمقراطية عن آرائهم، وقد سمحت النقاشات التي تخللتها بإبراز نقاط قوة “جبهة القوى الاشتراكية” و تحديد أهداف الحزب  في آفاق التحضير لاستحقاقنا الحزبي القادم، ولقد سمحت لنا الروح التي سادت  في اللقاءات المحلية التي سبقت هذه الندوة والمداخلات العديدة التي قام بها المناضلون ،وأخيرا تمت المصادقة على التوصيات على الوقوف على حقيقة، هي أن النقاش داخل هياكل الحزب و قوة اقتراح مناضليه لا تزال في أفضل أحوالها ،قائلا رغم كل ما مررنا به من أزمات عاصفة ، أين نوه المشاركون  بتناغم نشاطنا الحزبي  مع خطنا السياسي الأصيل و مع متطلبات المرحلة و معطياتها المستجدة، كما أكدوا على أهمية عنصر التكوين والعمل على تعزيزه داخل الحزب، و على دور  الروح الجماعية و التوافق في التسيير و اتخاذ القرارات،  فلم تنل الأزمات العديدة التي عصفت بالأفافاس لا سيما تلك التي عشناها بعد وفاة “حسين آيت أحمد” رحمه الله من عزيمة القاعدة النضالية على تجاوز الاعتبارات الشخصية و تلك المتعلقة بالجماعات و استقطاباتها، من أجل الحفاظ على الحزب و ضمان استمراريته وعليه فما تحقق إلى غاية اليوم يعد عاملا مشجعا و سببا حقيقيا للتحفيز ويتطلع مناضلو الحزب كونهم قوة اقتراح لا غنى عنها إلى بناء حزب كبير ،واسع الانتشار، وطني، ديمقراطي و جامع، هذا يرتبط  أساسا باختيار نموذج تنظيم خلال المؤتمر القادم يسمح بانفتاح حقيقي نحو المجتمع و بمأسسة آليات التسيير الديمقراطي التي تحفظ استقلالية الحزب و تمنع كل أشكال الانحرافات الفردية منها أو تلك المرتبطة بالمجموعات الضيقة.
وقال يوسف أوشيش، إن بلادنا اليوم بحاجة إلى نخبة سياسية حقيقة قادرة على تقديم مشروع مجتمع جدي، فالتحولات العميقة التي يعيشها العالم الدافعة إلى القلق وعدم اليقين والحاملة لكل المخاطر السياسية، الاقتصادية والاجتماعية تتطلب نسج وساطات قوية داخل المجتمع، فبهذا النحو فقط نكون قادرين على مواجهة التسلط، والتصحرالسياسي، والشعبوية والتطرف.
وأبدى القائد الوطني للحزب موقف جبهة القوى الاشتراكية ” الأفافاس”، إزاء التطورات السياسية الوطنية والإقليمية والدولية ، وعلى الصعيد السياسي، فإن تحليلنا المتأني للوضع الوطني، الإقليمي و الدولي و يفرض علينا مضاعفة الجهود في سعينا نحو التغيير في بلادنا، و حتى نكون قادرين على مواجهة التحولات الجيوسياسية و الاقتصادية الجارية المستهدفة إضعاف الدول أو بعبارة أدق تفكيكها ، و يبقى السياق الوطني الحالي صعبا بالنظر للإغلاق المستمر للمجال السياسي و للخنق المحكم لكل صوت يمتلك رؤية مخالفة، و هذا ما يخدم المغامرين أيا كان موقعهم الذين من مصلحتهم إدامة التصحر السياسي للمجتمع و منع انخراط الجزائريات و الجزائريين من تسيير شؤونهم العامة، وبالتالي فلا يمكن تجسيد التغيير المستعجل الذي تحتاجه البلاد و الذي  تأخر الشروع فيه للأسف الشديد، من دون انخراط حر و واعي لمواطنينا ، ولن تكفي الإرادة المعلنة لتصحيح الوضع من الناحية السياسية والاقتصادية خاصة مع ما نعيشه من حصار سياسي و أمني مفروض على بلادنا، فوحده مجتمع حر و منظم يتيح قيام نظام حكم راشد و فعال ، كما أن الغالبية العظمى من مواطنينا، يتشارك الأفافاس كطموح جعل بلادنا كقوة إقليمية، لكن بالنسبة لنا هذا لا يتلخص فقط في التوفر على مكامن القوة العسكرية ، بل أيضا في قوة اقتصادنا، في انفتاحنا المجتمعاتي و في إشعاعنا الثقافي و الحضاري.
وأفاد أوشيش، أنه يمكن للجزائر لعب دور مهم في ظهور عالم جديد أكثر مساواة بالتركيز على منطقة نفوذها و تأثيرها، وذلك رغم الاضطرابات الجيوسياسية العميقة التي تحمل مجموعة من المخاطر الكبيرة على السلم والأمن العالميين ، وهناك إمكانية بروز الجزائر في  عالم متعدد الأقطاب، أكثر توازنا و أكثر عدالة، وبالتالي فأمام كل هذه التحديات، الأفافاس مستمر في تقديم و ترجيح خطاب مبني على أسس الدفاع عن الدولة الوطنية، السيادة الوطنية، الديمقراطية، دولة القانون، الحريات الأساسية و العدالة الاجتماعية و في نفس الوقت نبقى ثابتين ضد التسيير الأحادي لشؤون البلاد و في مواجهة التطرف أيا كان مصدره  تحت ذريعة معارضة السلطة  والذي يريد وضع الدولة محل تهديد.
حكيم مالك 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى