أقلام

الإمام علي بن طالب.. المسجد له دور بارز في بناء المجتمع

فؤاد بن طالب

في إحدى الخطب الدينية أمام مئات المصلين بمسجد قرية الحامة، ولاية سطيف، وهذا في الأربعينات بمنبر مسجد الحامة – دائرة صالح بأي – حيث أكد أيقونة العلم والفقه والثقافة والشريعة أمام المصلين الإمام علي بن طالب متوجها برسالة تاريخية للشباب منورا إياهم ومؤكدا بأن دور المسجد‪ ‬المسجد له دور بارز ومؤثر لبناء مجتمع سليم العقل ومحب بلده، وهذا يعود إلى شخصية هذا العالم ومكانته أيام الزمن الجميل، لأن الإمام علي بن طالب معروف عنه في قريته والقرى المجاورة وولاية سطيف بأن له شخصية علمية بارزة ونادرة مليئة بالإنسانية والشجاعة وحب الجزائر، لأن شخصية الإمام اجتمعت فيها صفات عديدة تميزت بالفكر المتبحر في علوم الدنيا والدين والمعرفة والفقه والشريعة والتصوف‪.‬‬‬

دور مسجد الحامة العتيق‪:‬‬

لقد تحدثنا في بداية الموضوع ما قاله الإمام عل بن طالب ودور المسجد في اتجاه الشباب، ولذلك يجب أن نعرج على أحد المساجد التاريخية بقرية الحامة الذي خرج منه الكثير من العلماء والأئمة وهذا بشهادة من هم لازالوا على قيد الحياة في سن كبير‪.‬‬
إن هذا المعلم الديني لعب دورا بارزا في هذه القرية بالذات وتأثرت بعلومه القرى المجاورة، من حيث التنوير والتدريس القرآني والفقه والشريعة على علماء هذه القرية التي تزخر بنخبة كبيرة من الجيل الماضي وجيل اليوم يتقدمهم في الماضي الإمام علي بن طالب، الإمام قادري الشيخ السايح وغيرهم إلى أن جاء جيل جديد من بينهم بزدور محمد وأئمة كثيرين الذين كانوا ينتمون إلى الروايا الأربعة التي كانت تنشط في مجال تدريس القرآن وتغذية الشباب بالعلم والشريعة وحب الوطن على يد الإمام محمد بزدور تلميذ الإمام علي بن طالب الذي فتح له باب النجاح في مجال التربية والتعلم القرآني رحمه الله‪.‬‬

ما هو دور شباب قرية الحامة اليوم ؟

إذا كان علمائها السابقون تركوا بصمة تاريخية في قلوب شباب الزمن الجميل فإنه اليوم حان الوقت لينهض شباب اليوم بهذه القرية إلى مصاف كبار القرى المجاورة خاصة وأن جيل هذه القرية اليوم أغلبهم مثقفون وفي جميع العلوم فهم مجبرون على تكوين برامج ثرية لإحياء ذكرى علماء الأربعينات والخمسينات بالتنسيق مع البلدية ومديرية الشؤون الدينية لولاية سطيف، لأن الإمام علي بن طالب يعتبر أيقونة قرية الحامة، حيث حث الجميع قبل وفاته سنة 1955 بمسجد الحامة على تدريس القرآن والفقه والشريعة والعلوم الاجتماعية وحب الوطن مع المحافظة على المسجد العتيق الذي يبقى رمزا من رموز القرية نفسها والقرى المجاورة، خاصة وأن هذا المسجد الذي درس فيه العديد من علماء القرية هو اليوم يحظى بشباب من ذوي العلم والثقافة، وهم يؤدون ويقومون بمهام كبيرة إزاء شباب اليوم من تدريس القرآن والتوجيه السليم نحو مستقبل واعد لأبناء قرية الحامة التي تزخر حاليا بالعديد من المثقفين بداخلها وخارجها والكل سائر على خطى علمائها السابقون يتقدمهم الإمام علي بن طالب رحمه الله الذي قال عن دور المسجد وهيبته في وسط المجتمع‪.‬‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى