أكد عدد من الخبراء في الاقتصاد والطاقة ل” الوسط ” أن قرار الحكومة القاضي برفع استثمارات قطاع الطاقة التي تتولاها سوناطراك بقيمة 39 مليار دولار في أفاق الأربع سنوات القادمة هدفه رغبة الدولة في الحفاظ على سيادتها الاقتصادية وحماية الاقتصاد الوطني من اضطرابات الحروب القادمة وكذا لضمان تلبية حاجيات الزبائن التقليدين وابرام عقود جديدة مع زبائن جدد ومن تم الحصول على موارد مالية معتبرة من العملة الصعبة.
وفي هذا الإطار أوضح الخبير في قطاع الطاقة يوسف بن غولي أن قرار استثمار قرابة 40 مليار دولار في قطاع المحروقات هو قرار حكيم ومدروس وهدفه الأول حماية توازن الاقتصاد الوطني الذي لايزال يعتمد على صادرات المحروقات من التقلبات التي ستسجل بسبب الحروب القادمة خلال السنتين القادمتين منها أزمة روسيا وأكرانيا مبرزا أن الدولة قررت هذا البرنامج المالي الضخم من الاستثمارات لرفع قدراتها الإنتاجية من النفط ومشتقاته وكذا الغاز لتلبية طلبات زبائنها التقليدين خاصة أوربا بالنسبة للغاز والبحث عن زبائن وأسواق جديدة ثتمتل في عقود طويلة ومتوسطة المدى ستبرمها مؤسسة سونطراك مع عديد الدول مستقبلا , وهو الأمر الذي يؤدي الى تسجيل أريحية في موارد البلاد من العملة الصعبة .
من جانبه يرى أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة بومرداس الطاهر بوطيش ان تعزيز استثمارات شركة سوناطراك بداخل الوطن او خارجه أملته ضرورات جيواستراتجية تؤكد رغبة الجزائر في رفع انتاجها واحتياطاتها من الغاز والبترول لتفادي تذبذبات السوق في حال تسجيل حروب وحروب بالوكالة بارزة مؤشراتها بوضوح بين القوى العظمى المسيطرة على القرار العالمي مذكرا في هذا السياق بالأزمة التي عرفها سوق النفط في حرب الخليج مطلع التسعينيات وكذا الحرب الأخيرة بين اليمن والسعودية , كما تبرز أهمية اهتمام الدولة بالاستثمار في شركة سوناطراك لما تلعبه هذه المؤسسة في تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية بين الجزائر وشركائها من مختلف دول العالم , مبرزا ان الدبلوماسية الاقتصادية عامل مهم لإنجاح العلاقات السياسية القائمة بين الدول ولهذا الغرض يضيف الأستاذ عجلت الجزائر مؤخرا بعودة نشاط مؤسسة سوناطراك الى ليبيا رغم الوضع الذي تعرفه , إلى جانب دخولها لعديد الدول الافريقية خاصة الساحل الافريقي كالنيجر , مؤكدا ان برنامج الاستثمار الضخم الذي أعلن عنه الوزير الأول بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وميلاد الاتحاد العام للعمال الجزائريين سيوجه أيضا جزء منه لاستثمارات سوناطراك بالخارج .
