
حضور رؤساء دول وحكومات وضيوف شرف من عدة دول
تعمل السلطات المدنية والعسكرية هذه الأيام على قدم وساق تحضيرا للاستعراض العسكري الذي سيؤديه الجيش الوطني الشعبي في الفاتح نوفمبر المقبل بمنتزه الصابلات بالجزائر العاصمة، بمناسبة إحياء الذكرى الـ 70 لاندلاع الثورة التحريرية.
تنظيم هذا الحدث الضخم يقدم رسالة عسكرية ضمن سياق إقليمي متوتر كما يقدم رسائل طمأنة للخارج والداخل بأن العتاد المتطور موجه حصرا للدفاع عن الوطن، وذلك من خلال التشكيلات العسكرية التي سيتم استعراضها بمختلف وحداتها وتخصصاتها، وهذا إن دل فإنه يدل على أن قواتنا مثال للنظام والتنظيم والدقة والإتقان اللامتناهي الذي يتعامل به أسود جيشنا البواسل سليل جيش التحرير الوطني. كما سيمثل فرصة لاطلاع العدو والصديق على أحدث منظومات الدفاع ومختلف القطع الحربية المتطورة لأسلحة الجو والبر والبحر التي يمتلكها جيشنا في السنوات الأخيرة وعن التطور الكبير الذي تتمتع به منظومة الدفاع الوطنية.
ومن المنتظر أن تعرف المناسبة حضور رؤساء دول وحكومات وضيوف شرف من دول شقيقة وصديقة، وجهت إليها دعوات رسمية على غرار الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية إبراهيم غالي.
وفي هذا الصدد، أعلنت ولاية الجزائر، عن غلق الطريق السريع الشرقي (المحاذي لجامع الجزائر ومنتزه الصابلات)، انطلاقا من التقاطع مع الطريق الاجتنابي الجنوبي (LA ROCADE SUD) إلى غاية محول هضبة العناصر (LA PENETRANTE DES ANNASSERS ).
وأكدت ولاية الجزائر، أن كل المنافذ المؤدية لهذا الطريق تم غلقها في الاتجاهين خلال الفترة الممتدة من يوم الأحد 27 أكتوبر 2024 على الساعة الحادية عشرة وتسع وخمسون دقيقة، إلى غاية يوم الجمعة 01 نوفمبر 2024 على الساعة الخامسة مساء.
وفي سياق التحضيرات، كشفت وزارة المجاهدين، عن الشارة الرسمية للاحتفال التي كانت موضوع مسابقة وطنية شارك فيها 111 شاب قدّموا تصوراتهم حول هذه الذكرى المجيدة، وهي الشارة التي تحمل دلالات تتعلق بشتى التحديات الأمنية التي تواجه البلاد وتتضمن رموزا للترسانة العسكرية التي تدعمت بها الجزائر لتحصين الأمن الوطني وحماية الوحدة الترابية والمجالين الجوي والبحري.
جعل المناسبات التاريخية محطات شاهدة على الوفاء
وفي عام 2022 وبعد سنوات من الفتور وانقطاع دام 33 سنة كاملة، تم تنظيم استعراض عسكري ضخم بعد آخر استعراض عسكري في الفاتح نوفمبر 1989 بمناسبة ذكرى الثورة المجيدة، أشرف على انطلاقه رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني عبد المجيد تبون.
وتميز بأداء باهر وفي غاية الدقة لتشكيلات القوات الجوية للجيش الوطني الشعبي.
فبعد الإعلان الرسمي عن بداية الاستعراض، قام تشكيل جوي لست طائرات للتدريب القاعدي والمتقدم ل-93 بتزيين سماء الجزائر العاصمة بالألوان الوطنية، تلاه تشكيل جوي لطائرة تدريب متقدم لطيران النقل س-90 مرفوقة بطائرتين للتدريب القاعدي والمتقدم من طراز نمر ل-39.
وحلق فوق المنصة الشرفية بجامع الجزائر، تحت تصفيقات وإعجاب ضيوف الجزائر، تشكيل جوي لثماني طائرات للتدريب المتقدم والإسناد الناري ياك-130 وتشكيل ثلاثي لطائرات النقل التكتيكي س-130 وتشكيل ثلاثي لطائرات استطلاعية متعددة المهام وسرب لثلاث طائرات للنقل بي.أو-350 إلى جانب طائرة للنقل التكتيكي إليوشن 76 م.د.
واستعرض طيارو القوات الجوية عملية التزود بالوقود لطائرتين من نوع سوخوي 30 م.ك.أ وطائرتين من نوع سوخوي 24 م.ر من طرف طائرة تموين من نوع اليوشن 78 مع مرافقة طائرات مقاتلة من نوع سوخوي. وفي نهاية الاستعراض الجوي، تم تشكيل رباعية طائرات مقاتلة تتقدمه طائرتان للقصف من نوع سوخوي 24 م.ك تجسد عملية التزود بالوقود جوا مع مرافقة طائرتين من نوع سوخوي 30 م.ك.أ.
وحينها صرح رئيس الجمهورية بأن نجعل هذه المناسبات التاريخية محطات شاهدة على الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة ولنتخذ منها معالم مرشدة لخدمة وطننا المفدى وشعبنا الأبي.
كما جدد رئيس الجمهورية تقدير الأمة للجيش الوطني الشعبي، درع الأمة وحامل لواء جيش التحرير الوطني، الذي “نشهد معه باعتزاز ما أحرزه من مكاسب وانجازات عظيمة”، كما قال، مبرزا أن “هذه اللحظات عميقة المغزى والشعب الجزائري يقف على ما وصل إليه جيشنا العتيد من احترافية وتحكم عالي في العلوم والتكنولوجيا العسكرية، وهي لحظة تحمل إلى جانب ذلك معاني الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة”.
وتابع الرئيس تبون مؤكدا أن الجيش الوطني الشعبي “متلاحم مع الشعب ويزداد مهابة ورفعة لما يحظى به من مكانة في وجدان الأمة ويزداد تمرسه اقتدارا بما يتحلى به الضباط والجنود وكافة المستخدمين والمنتسبين إليه من وطنية والتزام”.
وأشاد رئيس الجمهورية في هذا الصدد بالمرابطين على الحدود ونسور العلا في أجوائنا وحفظة رياس البحر الأمجاد.
إلهام.س