ثقافة

الباحث”لعبش أحمد كريم” يستعرض الجانب التراثي لمدن ضواحي العاصمة

خلال استضافته في المركز الثقافي عبان رمضان

عرض أول أمس الكاتب والباحث في التاريخ لعبش أحمد كريم مشروعه الأدبي الذي أثرى المكتبة الجزائرية بمؤلفات قيمة في المركز الثقافي عبان رمضان بالعاصمة التابع لمؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر، ولقد عرض في هذا اللقاء عدد من الأعمال التاريخية والتي جاءت نتيجة عمل وبحث طويل عبر تنقلاته في مدن ضواحي الجزائر.


وقال ذات المتحدث أنه اختار لإنجاز هذا المشروع الأدبي ضواحي الجزائر وجزئيا من الساحل العاصمي معتمدا في ذلك على أهداف محددة لتحقيق هذه الأعمال الأدبية والمتمثلة في كتابة تاريخ مدن الضواحي للأجيال القادمة مع توثيق وإعادة كتابة التراث المبني والحفاظ على التراث التاريخي المحلي من النسيان وهذا كله من أجل حماية التراث الوطني مع توحيد أسماء الأماكن ، فلقد تطرق لعبش أحمد كريم في ذلك إلى محتوى وموضوع مؤلفاته  والإقليم المعني لتحقيق هذا المشروع الأدبي  مبرزا فيه الأهداف المحددة لتحقيق هذه الأعمال الأدبية مع نشر الأعمال على شاكلة مونوغرافيات وعرضها للجمهور  قائلا أنه استعار موضوع أعماله جزئيا من  الجمهور وجاء هذا عبر تحقيقات ميدانية مع  الاستناد لمجموعات وثائقية محفوظة بالمكتبة الوطنية إضافة إلى اللجوء إلى مجموعات وثائقية محفوظة في مكتبة الأبيار وقصر رياس البحر الحصن “23 ” مع العودة  إلى الكتب والمجلات من المواقع المتخصصة و المقالات الصحف اليومية الصادرة أثناء المرحلة الاستعمارية  مع الاعتماد على المعلومات الناتجة  عن قراءة  وتفسير الخرائط  والمخططات والصور والبطاقات البريدية القديمة.

الوقوف عند أسباب الهجرة الأوروبية وتسليط الضوء على المقاومة الجزائرية

 وفيما يخص نشر الكتب في شكل دراسة قال الباحث في التاريخ لعبش أحمد كريم أنها تتناول الجانب الجغرافي والذي يضم الموقع والحد الجغرافي والأنهار والوديان ولافتات الإشارة التي تظهر أسماء الأودية والتي تسمح للأشخاص بمعرفتها  وهذا لإعطاء هذه الأودية أسمائها الحقيقية ويضم الجانب الإداري الوضع الإداري والتنظيم الإقليمي والحدود الإدارية والإحصائيات أما بالنسبة للجانب التاريخي موضحا ذات المتحدث بأنه خصص له وقت كبير  فلقد تناول فيه كل من أصل تسمية المدينة وتصحيح أسماء الأماكن والسكان الأوائل أو القبائل الأولى مع إبراز التراث المبني وبقايا الحضارات القديمة والظروف الأمنية في ذلك الوقت  مع الوقوف عند أسباب الهجرة الأوروبية وتسليط الضوء على المقاومة الجزائرية  وتنفيذ خطة إعمار بالموازاة مع سقوط معاهدة تافنة 1839 وإعمار القرى بالمعايير الأوروبية  مستدلا في ذلك بمثال عن قرية دالي إبراهيم الأولى من نوعها بالجزائر عام 1832.  

 “الشراقة إحدى ضواحي الجزائر العاصمة”

وكشف الكاتب لعبش أحمد كريم الستار على مؤلفاته والمتمثلة في “الشراقة إحدى ضواحي الجزائر العاصمة” والذي يتطرق فيه إلى هجرة الأوروبيين المتخصصين في زراعة نباتات العطور مؤكدا أن الاستعمار عمد وفق خطة محكمة لجلب المعمرين الراغبين في الهجرة والذين لهم نفس الأصول والعادات والتقاليد لأجل ضمان نجاح الإعمار  مقدما في ذلك أمثلة كثيرة في عدم نجاح بعض مراكز إعمار متحدثا عن القبائل الأولى مثل قبيلة بني مسوس قبيلة الشراقة وقبيلة بولحواش  ، فلقد كانت تتميز الأحواش بالطابعين الريفي والزراعي مع  العودة إلى  معارك جوان 1830  ومعركة سيدي خالف 24 جوان 1830  مع الحديث عن دولمينات بني مسوس  التي يعود وجودها إلى ما قبل التاريخ مع أصل تسمية  واد بني مسوس.

“مونوغرافيات “مدن الجزائر العاصمة

وفي المقابل فلقد سلط ابن مدينة  تيارت  لعبش أحمد كريم الضوء على أحواش وقرى الساحل العاصمي، كاشفا النقاب على 5 مونوغرافيات خصصها لدالي إبراهيم  والدويرة والمعالمة والسويدانية والرحمانية  أين تحولت الأحواش إلى قرى أو مدن مشيدة لأول مرة وفقا للمعايير الأوروبية مثل دالي إبراهيم أول مدينة جزائرية  وتطرق إلى المونوغرافيات بابا حسن والدرارية والعاشور وأولاد فايت وخرايسية مع إبراز المدن القليعة الدواودة البحرية وفوكا و وفوكا البحرية والقبائل الأندلسية التي قدمت إلى القليعة التابعة لولاية تيبازة  إضافة لبرج الرياح لبوزريعة والساحل الغربي للجزائر العاصمة والذي يضم كل من سيدي فرج سطاوالي وزرالدة وعين بنيان  .

كتاب الأبيار “جانينناس الفحص” وبدايات المدينة ذات المعايير الأوروبية

 أما كتاب الأبيار “جانينناس الفحص” فلقد حاول مؤلفه  لعبش أحمد كريم  التعريف بتاريخ الأبيار في الجانب التراثي المبني لها مع  إعادة تصحيح  تسمية  بعض المعالم مثل دار النعمة وعليه فلقد قام في هذا المؤلف بجولة عبر الأحياء لزيارة التراث المبني لمدينة الأبيار بما في ذلك حدائق ناس الفحص  أين ناقش فيها  هذا الكاتب كل من الوضع الجغرافي والإداري وأصل التسمية  والقبائل الأندلسية القادمة من الأندلس  وبدايات المدينة ذات المعايير الأوروبية   أين كانت  الأبيار مجرد حي صغير معروفة بقصورها ذات الطابع الموريسكي كان مكانا مخصصا حصريا  للقناصل وشخصيات  المجتمع الراقي ذلك الوقت ، من بين العائلات الجزائرية من الطبقة المتوسطة  والتي ذكر فيها  العديد من الشخصيات والمتمثلة في كل من باشا بن علي الشريف من شلاتا والمقراني وولد القاضي  من فرندة وشيخ فرجيوا أحمد بوعكاز وشكيكن وبن رضوان والمهوب     وكذا التراث  بما في ذلك برج مولاي حسان وعليه فلقد أدت معركة الأبيار إلى سقوط الجزائر العاصمة  وأدخل في هذا المؤلف الأحياء منها “حي تاقارين” و”حي سكالا و”حي  شاطونوف” مبرزا في ذلك جنان السبعة آبار أو سبع نوافير وبالتالي فلقد كانت شاطونوف  تتألف من العديد من الحدائق بما في ذلك داي الذي كتن يدعى جنان الداي في الأبيار وفيلا رايس حميدو وفيلا المعاهدة في إشارة إلى معاهدة سقوط الجزائر العاصمة ويعود إلى الحقبة التركية وقبطان الأسطول الجزائري الذي توفي عام 1815 وتم تحويل هذه الفيلا في 29 جوان 1830 إلى مقر لمارشال دو بورمونت ،  وجنان مدني  السابق جنان المفتي وهو شخصية تقدم المشورة الدينية وفي وقت لاحق أعيدت إلى عائلة مدني مع التطرق إلى جنان يوسف خوجة الذي يقع في حي تاقارين عند زاوية النتفورة الجديدة وعلي خوجة بالقرب من المديرية العامة للأمن الوطني ، مشيرا  المؤلف أن حي تاقارين قد أنشأ في 1552 وهي السنة التي توافق الموجات الأولى من المهاجرين الأندلسيين الذين وصلوا إلى الجزائر  عن طريق الإخوة بربروس الذي قدم الدعم وبالتالي هناك نوعين من القبائل التي لجئت إلى المغرب العربي  وبالتحديد إلى شمال إفريقيا .

“مدن التتابع إبان الوجود العثماني”… بئر خادم ، بئر مراد رايس بئر توتة

ولقد تحدث الباحث في التاريخ عن مدن التتابع إبان الوجود العثماني والتي لها علاقة مباشرة بالآبار ومهمتها وتأثيرها على تسمية المدن مثل بئر خادم وبئر مراد رايس بئر توتة  فلقد كانت هذه المحطات خاصة براحة المسافرين والتي تتواجد فيها المساجد والمقاهي والآبار والأحواض  مما جعل هذه المدن تدخل ضمن التراث الوطني إضافة لمسجد تافورة  والمنازل الموريسكية الفاخرة وفيلا قايد الباب وجنان نيقرو وخزنادر والأحياء القديمة مثل سيدي مبارك برج القنطرة أو المنزل المربع للحراش  وعلاقتها بحملة شارل الخامس والقنطرة التاريخية وقضية قبيلة العوفية التي أبيدت في 06 أفريل  1832 وبرج مولاي حسن  وفيلا “دار النعمة ” أو بيت النعمة التي كان يسكنها أوكيل الحرج ، وزير البحرية سيدي إبراهيم بن يوسف قنصلية إسبانيا في عام 1830 كجمعية خيرية إنجليزية إضافة “لفيلا دار البينا ” وهي قنصلية سابقة لهولندا  ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر والمستأجرة إلى السفارة البولندية في التسعينات و”جنان الزبودج ”  الذي يعود إلى القرن التاسع عشر ويعود تسميتها من وفرة شجرة الزيتون البرية في ذلك الوقت  ولقد استعمل هذا المكان كمنصة البطاريات المدفعية في 29 جوان 1830 وجنان الخزندجي  أو خزندار فلقد عملت كمكان لتوجيه العمليات في 29 جوان 1830  ووزارة الخزانة التي يسكنها الخزانجي وهي وظيفة قد تكون في الوقت الحاضر معادلة لوزيرة المالية فلقد استضافت المفاوضات بن ممثلي حكومتي الجزائر وفرنسا وتألقت وفود البرلمانيين من أحمد بودربه من أصل أندلسي وحسان خوجة ومصطفى موكتاجي وحمدان بن عثمان خوجة   .

 مع العلم أن الكاتب والباحث في التاريخ لعبش أحمد كريم من مواليد 06 جوان 1964 ببلدية الرحوية ولاية تيارت، بدأ مشواره الدراسي سنة 1970 بالمدرسة الابتدائية شوفالي ثم متوسطة الرستمية وثانوية فوجرو وهذا بعدما تحصل على شهادة البكالوريا شعبة “علوم” حيث درس مدة سنتين علوم وتكنولوجيا بجامعة هواري بومدين بباب الزوار وهو متحصل على شهادتي ليسانس ومحاماة في كلية الحقوق ببن عكنون بالجزائر العاصمة ولقد اشتغل كموظف في رتبة مفتش مركزي للضرائب بالجزائر العاصمة ولقد بدأ عمل البحث في مجال التاريخ سنة 2010.

حكيم مالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى