
وجهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عبر مدير التعاون والتبادل الجامعي بالنيابة أرزقي سعيداني إلى كل رؤساء الندوات الجهوية لمختلف الجامعات الجزائرية (الشرق، الوسط والغرب) دعوة لأعضاء وهيئات التدريس في الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية وللشباب الباحثين والمفكرين الجزائريين شرط ألا يتجاوز سنهم الأربعين سنة للمشاركة في جائزة الشباب العربي لعام 2021 التي أطلقتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ” ألكسو ” الكائن مقرها بتونس مع فتح باب الترشح إلى غاية 31 أوت من العام الجاري.
رؤى شابة جديدة وطموحة لآفاق المستقبل العربي
وفي ذات السياق ينصب موضوع الجائزة حول “الوطن العربي وقضايا المستقبل – نحو رؤى مستقبلية شابة” من قبل معهد البحوث والدراسات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم” الألكسو “بجامعة الدول العربية للعام التاسع على التوالي، وهذا كله في محاولة للبحث عن رؤى شابة جديدة وطموحة لآفاق المستقبل العربي باعتبار أن الوطن العربي يحمل مستقبل وتحديات وفرص ، كما أنه يمتلك كتلة شبابية ضخمة ترتبط بالمستقبل من حيث الفئة العمرية والقدرة على التعايش والتكيف مع متغيرات هذا المستقبل، ولديه العديد من الإمكانيات التي تؤهله لتبوء مكانة متميزة في المستقبل في ظل وجود العديد من التحديات التي يعاني منها العالم العربي ولهذا جاءت أهمية هذه الدراسة التي تسلط الضوء على قضايا المستقبل ذات الصلة بالوطن العربي حسب ما أكدته الجهة المنظمة لهذه الجائزة.
رسم خريطة شاملة عبر الدراسات الاستشرافية
و تتمثل الرؤية لجائزة الشباب العربي لعام 2021 حسب البيان الذي تحصلت يومية “الوسط” على نسخة منه في كون الدراسات المستقبلية والاستشرافية باتت ضرورة حتمية لأي تقدم وتطور وهذا راجع لأنها لا تنتمي إلى علم بعينه أو فن من الفنون، وإنما هي متعددة التخصصات، فهي نتاج للتفاعل بين العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية، وتبنى رؤاها على العلوم المختلفة باعتبارها مجال معرفي بيني متداخل وعابر للتخصصات تنبع تقنياته من المعارف والمناهج العلمية كافة وهي علم مفتوح على الإبداعات البشرية التي لا تتوقف في الفنون والآداب والعلوم، مع التركيز على البعد المستقبلي الاستشرافي للظواهر وعلى هذا الأساس تسعى الدراسات المستقبلية والاستشرافية إلى رسم خريطة شاملة للمستقبل، حيث تطرح الخيارات الممكنة، وتعمل على تقييمها في سبيل إيجاد الخيار الرشيد، وتعمل أيضا على التقليل من حدة الأزمات من خلال التنبؤ بها قبل حدوثها والاستعداد لمجابهتها، كما أنها تعد مدخلا ضروريا في التخطيط الاستراتيجي، كما أن هذه الدراسات قد أصبحت أمرا واقعا للدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء للتكيف مع معطيات التطور التكنولوجي ومختلف التحولات العالمية.
الوطن العربي والذكاء الاصطناعي
ولقد خصصت “الألكسو ” مجموعة من المحاور والتي تندرج حول مستقبل التحولات الكبرى في النظام الدولي وتأثيرها على الوطن العربي ومستقبل التحولات في النظام الإقليمي وتأثيرها على الوطن العربي ومستقبل علاقات الوطن العربي بالقوى الكبرى والإقليمية مع التوقف عند مستقبل كل من نماذج الحكم والإرهاب والصراعات الإثنية والقبلية والتحولات الاقتصادية وسوق العمل ووظائف المستقبل والعولمة وكل من الطاقة والطاقة البديلة والموارد الاقتصادية والمالية والتغيرات الديموغرافية (السكانية) والتحولات التكنولوجية وتأثيراتها على مجالات كالتعليم والصحة والاتصالات وغيرها مع تعليم المستقبل وإعلام المستقبل والوطن العربي والذكاء الاصطناعي والمستقبل ومنظومة القيم ومستقبل مؤسسات العمل العربي المشترك وغيرها من المحاور التي ترتبط بالمستقبل والتي تتفرغ عنها موضوعات مرتبطة بها ولها علاقة بالوطن العربي ككل أو إحدى الدول العربية.
خمسة آلاف دولار أمريكي لصاحب المركز الأول
كما تم تحديد قيمة الجائزة بخمسة آلاف دولار أمريكي لصاحب المركز الأول في حين سيحصل الفائز بالمركز الثاني على ثلاثة آلاف دولار أمريكي وسيحظى صاحب المركز الثالث بألفا دولار أمريكي وتسلم الجائزة في حفل يقام أواخر عام 2021 برعاية أمين عام جامعة الدول العربية، والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” في مقر جامعة الدول العربية أو المعهد بالعاصمة المصرية القاهرة أو إحدى الدول العربية ويكون هذا بحضور سفراء الدول العربية والمستشارون الثقافيون العرب والشخصيات العامة ورجال الإعلام في دولة المقر جمهورية مصر العربية، أو الدولة التي تحتضن الحفل مع حق المعهد في طباعة الأعمال الفائزة ضمن سلسلة إصداراته.
رفع المستوى الثقافي العربي
وتعتبر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) منظمة متخصصة، مقرها تونس، تعمل في نطاق جامعة الدول العربية وتعنى أساسا بالنهوض بالثقافة العربية بتطوير مجالات التربية والثقافة والعلوم على مستويين الاقليمي والقومي والتنسيق فيما بينهما المشترك فيما بين الدول العربية الأعضاء. وقد أنشئت المنظمة بموجب المادة الثالثة من ميثاق الوحدة الثقافية العربية وتم الإعلان رسميا عن قيامها بالقاهرة يوم 25 جويلية 1970 والغاية من إنشاء المنظمة كما وردت في المادة الأولى من دستورها، هي التمكين للوحدة الفكرية بين أجزاء الوطن العربي عن طريق التربية والثقافة والعلوم، ورفع المستوى الثقافي حتى يقوم بواجبه في متابعة الحضارة العالمية والمشاركة الإيجابية فيها. وفي إطار هذا الهدف العام، تنهض المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بجملة من المهام عن طريق رفع مستوى الموارد البشرية في البلاد العربية والنهوض بأسباب التطوير التربوي والثقافي والعلمي والبيئي والاتصالي فيها، وتنمية اللغة العربية والثقافة العربية الإسلامية داخل الوطن العربي وخارجه، ومد جسور الحوار والتعاون بين هذه الثقافة والثقافات الأخرى في العالم وتضم” الألكسو” في عضويتها اثنتين وعشرين دولة والمتمثلة في 22 دولة عربية وهي كل من الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا ومصر وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق والأردن والكويت واليمن والسودان والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر وسلطنة عمان والصومال جيبوتي وجزر القمر وترتبط دول الأعضاء بالإدارة العامة للمنظمة عن طريق اللجان الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بهذه الدول وبواسطة المندوبين الدائمين لدى المنظمة بتونس ويتألف هيكلها التنظيمي من الهيكل التشريعي ويتمثل في المؤتمر العام (ينعقد مرة كل سنتين) والمجلس التنفيذي (يعقد ثلاثة اجتماعات عادية على الأقل خلال كل دورة مالية) أما الهيكل التنفيذي فيضم المدير العام ( ينتخبه المؤتمر العام لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ) والمدير العام المساعد أما بالنسبة للهيكل الفني والإداري ويشمل مكتب المدير العام : أمانة المجلس التنفيذي والمؤتمر العام و إدارة التربية و إدارة الثقافة وإدارة العلوم والبحث العلمي وإدارة المعلومات والاتصال و إدارة الشؤون الإدارية والمالية، وفيما يخص الأجهزة الخارجية فهي معهد البحوث والدراسات العربية و معهد المخطوطات العربية بالقاهرة و مكتب تنسيق التعريب (الرباط) و معهد الخرطوم الدولي للغة العربية (الخرطوم) المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر (دمشق).
حكيم مالك