
في واحدة من المهازل التي لا عنوان لها، سوى أن إرث سنوات العصابة، يحتاج لسنوات حتى يتم ترميمه وترقيعه، صُدم الرأي العام الوطني بانهيار عمارة، وليس شقة، في مدينة بشار، عمارة كاملة، ولولا حفظ الله، أنه تم إخلاؤها قبل الحادثة، لكانت الكارثة الإنسانية، والمهم في عمارة بشار التي تهاوت في مشهد درامي أمام السكان، وذلك دون الحاجة لزلزال أو فيضان أو أي عامل طبيعي، قُلنا، المهم، أن تلك العمارة، كشفت أي تركة مسمومة تركت عصابة الفساد التي كانت تحكم الجزائر قبل أن تستعيد الجزار صرامتها من خلال عهدة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وذلك بعد أن أعلنها حربا بلا هوادة ضد منظومة الفساد القديمة..
عمارة بشار المنهارة، كشفت للعيان، أين كانت الجزائر وكيف أصبحت، كما عرّت أن المرحلة القديمة انعدمت فيها، ليس فقط أدوات الرقابة ولكن الضمير الإنساني، حيث أن العمارة التي أنشئت عام 2013 ليست قديمة لكن انهيارها يعبر على أنها بنيت فوق الرمل ودون ساس، وأنها كانت فخا للموت وليس سكنا..
مجمل القول من يلاحظ اليوم ..كيف أصبحت أدوات الرقابة وكيف أصبح كل من يخطأ يجد نفسه أمام العدالة، يكتشف، الفرق بين عهد الشفافية، والضمير ،وبين عهد العصابة، وما فعلته وتركته من تراكمات ،وتركة مسمومة وحقا ستر الله الجزائر كما ستر الله سكان عمارة بشار فلله الحمد.