بقلم الأستاذ : عادل فرحاني.
الاستاذ : لمين فرحاني .
∙ باحث في تاريخ الثورة الجزائرية (1954 – 1962 م )
الجزء الخامس :
- اشتباكات وهجومات جيش التحرير الوطني مع قوات العدو الفرنسي الاستعماري:
وبخصوص هذا فقد تضمن كتاب محمد العربي مداسي الإشارة الى سلسلة من الاشتباكات والهجومات التي قام بها جيش التحرير الوطني ضد قوات الجيش الفرنسي نوجز ذكرها في التالي :
خلال شهر نوفمبر 1954 وقعت العديد من الاشتباكات بين جيش التحرير الوطني وقوات العدو الفرنسي ورغم انها كانت ضئيلة وخفيفة الإ انها كانت لها نتائج إيجابية في تنشيط العمل الثوري ومن اهمها نذكر :
- إشتباك وقع في 5نوفمبر بنواحي إشمول تلاه رش وقصف جوي بالطائرات على اراضي بتافرنت
- اشتباك وقع بنواحي فم الطوب وإشمول مع نصب كمين للمظلين الفرنسيين
- اشتباك وقع بتاريخ 09 نوفمبر وقع بمشونش حيث قام حسين برحايل بمهاجمة ناحية مشونش وضواحيها
- اشتباك بتاريخ 12 نوفمبر بإشمول تم فيه القضاء على مظليين فرنسيين
- اشتباك بتاريخ 13 نوفمبر حيث هاجمت قوات جيش التحرير الوطني قرية باستار الواقعة شمال باتنة
- في 18 نوفمبر حاولت قوات الجيش الفرنسي مهاجمة قرية تكوت للقضاء على المجاهدين المتواجدين بها إلا انهم فشلو في ذلك بعد إفلات المجاهدين منهم وفي نفس الوقت قام مناضلان بالاشتباك مع المظليين الفرنسيين وقضوا على 10 منهم وانسحبوا ؛فقامت السلطات الاستعمارية الفرنسية بإبادة سكان المنطقة وحرق مساكنهم مما أجبر مصطفى بن بوالعيد مغادرة المكان والتوجه نحو غابة كيمل .
- في 19 نوفمبر قامت طائرات فرنسية بقصف غابة بني ملول وفي العشرين منه قامت طائرات أخرى بتفريغ حمولة من المناشير تدعوا السكان لمغادرة بيوتهم في حدود ثلاثة ايام ،ونتيجة لذلك غادرت القيادة لتلك النواحي متجهين الى الجانب الشرقي تحديدا الى الدرمون الواقعة شمال زريبة الواد وقد التحق بهم حسين برحايل في نفس الوقت اما السلطات الاستعمارية الفرنسية فشددت حصارها على تكوت وأريس وفم الطوب
وفي 26 نوفمبر كلف عباس لغرور بالمدوامة بمقر الحارة ليتوجه الى الجنوب الكبير لاستقبال كمية من الأسلحة وفي طريقه وردته أخبار تفيد بوقوع اشتباك قامت به وحدات جيش التحرير الوطني استرجعوا من خلاله 24 قطعة من السلاح وفي تلك الاثناء وردت اخبار أخرى تتضمن استشهاد قرين بلقاسم ومجموعة من رفاقه في لوردام شمال شرق اريس خلال التحاقهم بواد طاقة بعد اكتشافهم من قبل طائرات قصفتهم في الحين استشهدوا على إثرها مباشرة
وبتاريخ 18 جانفي 1955 قامت سلطات الجيش الاستعماري الفرنسي بعملية تمشيط كبرى في نواحي اريس الجنوبية ،فقامت بقصف جبل أحمر خدو وتكوت والقت بعشرات من قنابل النبالم واقتحام الجهات المقصوفة بالمزنجرات ذات السلاسل إنطلاقا من مشونش واوماش وسيدي المصمودي وتكوت فلجأ المجاهدين الى نصب كمين في واد طاقة وقضوا على 10 مظليين فرنسيين
وفي 22جانفي 1955 قامت السلطات الاستعمارية الفرنسية بعملية تمشيط جديدة بشمال غرب بسكرة شملت نواحي جنين وعين زعطوط وجبل يابوس ورغم كثافة التمشيط غير ان السلطات الفرنسية لم تحقق أي نتائج ملموسة بسبب تفرق وانتشار وحدات جيش التحرير الوطني وفرارهم من الحصار
وبتاريخ 11ماي 1955 كلف عاجل عجول مجموعة من خمس مجاهدين بتنفيذ هجوم على الدرمون اسفر على القضاء على جندي فرنسي وأسر أخرين وإحراق شاحنة عسكرية واسترجاع بعض الأسلحة ،وفي نفس اليوم نجح جيش التحرير الوطني في خوص 03 هجومات كان الأول في خيران شرق الولجة أما الثاني فكان عبارة على اشتباك وقع بتاجموت اما الثالث فتم فيه الهجوم على ورشة بخنقة سيدي ناجي وبتاريخ 13 ماي 1955م ،أرسل عاجل عجول نصف فوج الى ليانة وذلك لمهاجمة مركز قومية أين تم الاستيلاء على أسلحتهم وفي نفس اليوم اقتحموا عين الناقة وتمت مهاجمة قرية قنتيس واقناع العشرات من القومية للانخراط في صفوف الثورة وفي 16 ماي 1955 قامت السلطات الفرنسية بتمديد حالة الطوارئ الى نواحي بسكرة وواد سوف ،وفي نفس اليوم قام عبد الوهاب عثماني بنصب ثلاث كمائن كان اولها في طامزة والثاني في بغلة رفقة شريط لزهر والثالث رفقة الوصيفي في تارجيلت ،وقد اسفت نتائج هذه الكمائن على غنم مجموعة من الأسلحة بلعت 40 سلاح وبندقية واحدة وثلاث بندقيات رشاشة ،وقد تم تنفيذ اربعة كمائن اخرى بالولجة تم فيها مهاجمة مراكز فرق القومية واللفيف الأجنبي وقد غنم فيها جيش التحرير مجموعة من الأسلحة واقناع 70 قومي للانضمام للثورة .
وبتاريخ 18ماي 1955 وقع اشتباك في واد مريال وفيه تم اقتحام قرية تاجموت وقام محمد الصالح شنخلوفي ومجموعته المكونة من 20 مجاهد بالهجوم على تكوت ،وفي اليوم الموالي اشتبك محمد الصالح شنخلوفي مع وحدة المظليين وكبدهم خسائر معتبرة وبتاريخ 22ماي 1955م ،إشتبك جيش التحرير الوطني مع فصيل من الجيش الفرنسي بجبل عمران والى جانب ذلك تم مهاجمة قرية خيران .
- معارك وكمائن جيش التحرير الوطني ضد قوات الجيش الاستعماري الفرنسي :
خصص المؤلف محمد العربي مداسي في محتوى كتابه جزئية هامة أشار فيها لسلسلة معتبرة من الكمائن والمعارك التي خاضها جيش التحرير الوطني بالمنطقة الأولى الأوراس النمامشة في الفترة الأولى من عمر الثورة والممتدة من سنة 1954 الى غاية 1956 وكان من بينها مايلي :
- معركة رأس طابابوش 13 ديسمبر 1954 :
وبخصوص هذه المعركة يقول محمد العربي مداسي :” بتاريخ 13 ديسمبر 1954تم اكتشاف مجموعة من المجاهدين بلغ عددهم 70 مجاهد متمركزين بالحارة أثناء مغادرتهم لها من طرف طائرة مروحية استطلاعية ابلغت عنهم السلطات الاستعمارية على الفور وبدورها ارسلت قوافل عسكرية قادمة من تكوت والمصارة وتاجموت والولجة لمحاصرتهم وفور وصولهم باشرت برمي وإطلاق الرصاص على المجاهدين الذين انقسموا الى مجموعتين، الأولى صعدت شرقا حتى راس طابابوش بينما نزلت الثانية نحو سفح رأس الأجرد حيث تمت إصابة مجموعة منهم وقتل فيهم بعض من الجنود الفرنسيين ،وقد قام المجاهدين بكسر الحصار متجهين الى المصارة حيث استراحوا فيها لمدة ثلاث أيام وفي اليوم الرابع توجهوا الى سيدي علي حيث التقوا مجموعة عباس لغرور ثم واصلوا تقدمهم الى تاجموت وقد تابع مصطفى بن بوالعيد وعاجل عجول مجريات المعركة ،وتوغل نائبيه عباس لغرور وعاجل عجول الى الغابة اين وجدوا بعض شهداء المعركة فقاموا بدفنهم وبعد تعداد وإحصاء خسائر المعركة التقى كل من مصطفى بن بوالعيد وعباس لغرور وعاجل عجول وبيشة جودي للتقييم النهائي للمعركة من اجل تجاوز أخطائها وهفواتها ،وفي اليوم التالي عثر على المجاهدين مفقودين حيث وجد 5منهم بناحية واد سوف اما 50 الأخرين فعثر عليهم في قصر اولاد عيسى.
- كمين جلال 11 افريل 1955:
بعد عودة عباس لغرور وعاجل عجول الى مقر القيادة بالقلعة توجها مباشرة شمالا مجتازين القرن الأبيض وبويا كلدان الى غاية وصولهم الى هنشير علي بن عثمان تحديدا بقطاع الذي يقوده مسعود بن عيسى حيث كان في استقبالهم المسؤول العسكري الحاج كربادو ومعه العفيف علي ومحمد الصالح عيساوي وابن عم الحاج كربادو ، ومن هناك توجهوا الى جلال بالجنوب الغربي حيث أخذوا معلومات مهمة حول مرور شاحنات عسكرية فرنسية تأتي من خنقة سيدي ناجي تتجه الى خنشلة ،فقام عباس لغرور برسم خطة محكمة واختيار مكان لنصب الكمين والتريث فيه الى غاية وصول الشاحنات الفرنسية وبعد مرور وقت قصير برز موكب عسكري للجيش الفرنسي مكون من 70شاحنة عسكرية مجهزة بمختلف المدرعات والرشاشات الألية ،ومع العصر وصلت ثلاث شاحنات أخرى قادمة من جهة جلال ومع وصولها لمكان الكمين بادر علي العفيف بإطلاق النار عليهم وبذلك بدأت المواجهة بين الطرفين ،وفي تلك الأثناء شعر عاجل عجول بأنهم محاصرون من قبل جنود فرنسين قناصة من جهة جلال وأخرون من سيدي ناجي ،فقام عباس لغرور بتقديم التوجيهات اللازمة لتشتيت العدو ،وبعد مرور بعض الوقت تم القضاء على جندي فرنسي واسر اخر واستجوابه في الحين ليطلق سراحة محملا برسالة تهديد للسلطات الاستعمارية وبعد ذلك تم اسر جنديين أخرين وأطلق سراحهم بشرط إخبار اصحابهم بتسليم أنفسهم وقد استجاب 27 جندي من القناصة الجزائريين مع رقيب فرنسي لذلك وسلموا انفسهم ،أما عن غنائم التي تحصل عليها جيش التحرير الوطني من هذا الكمين فتمثلت في 21مسدس رشاش وبندقية غراند وبندقية رشاشة بار اضافة الى صندوق ذخيرة واخر به قنابل يدوية، الى جانب حرق ثلاث شاحنات وإطلاق سراح الأسرى والإبقاء على ثماني منهم وبعدها انطلق عباس لغرور ومن معه باتجاه القلعة اين تم توزيع الأسلحة المتحصل عليها من الكمين
- كمين خنقة سيدي ناجي 15افريل 1955م:
بعد نجاح كمين جلال في تحقيق أهدافه المسطرة واثناء عودة عباس لغرور ورفاقه ورفعه تقريرا الى القائد شيحاني بشير حول تفاصيل الكمين وعملية استنطاق اسرى الكمين وبناء على ذلك قرر شيحاني بشير بتصفية الرائد ميكال المعسكر بنواحي الولجة فقام بتعين مجموعة من المجاهدين لتنفيذ العملية وبعد جمع كل المعلومات عن تحركات الرائد ميكال ، قام المجاهدون المكلفون بذلك
يوم 15 افريل 1955 بنصب كمين في الطريق الرابط بين الولجة وخيران،حيث تم وضع ثماني رجال مزودين بأسلحة الية على قمة المنحدر، حيث أسندت لهم مهمة استهداف العربة الثالثة والانسحاب بعد ذلك مباشرة، وقد تم إعداد هذه الخطة بعد ان قام قائد الفوج الخاص بتوزيع المجاهدين الذين كانوا برفقته على ثلاثة افواج:
- الفوج الاول: كلف أفراده بالتمركز على جانبي الطريق ومن ثم ينقسمون بدورهم الى قسمين :حيث كل كلف الأول بإطلاق النار على العربة التي تنقل الرائد ميكال وكلف القسم الثاني بمساندة الأفواج الأخرى
- الفوج الثاني :كلف افراده بإطلاق النار على القافلة المرافقة الرائد ميكال
الفوج الثالث :كلف أفراده بحماية الفوجين الاول والثاني وافق المجاهدين في ما بينهم على عدم مهاجمة القافلة عند ذهابها الى مدينة قسنطينة بل عند عودتها مباشرة ، وأثناء مرور القافلة العسكرية المرافقة للقس تحت قيادة الرائد بولحية راقبها لزهر شريط عن بعد وأحصى عدد أفرادها وعدد شاحناتها وسيارة الجيب التي يركبها الرائد ميكالي والقس، وبعد عودتها ووصولها الى مكان الكمين شرع المجاهدين في إطلاق النار ابتداء من مؤخرة العربة الثانية مركزين على سيارة الجيب التي تحمل الرائد ميكال بوابل من الرصاص فتم القضاء عليه رفقة المرشد الديني