
· جبهة التحرير تكرم عددا من المثقفين و المبدعين البارزين
كرم أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الأستاذ أبو الفضل بعجي نخبة من المثقفين والكتاب والأدباء والشعراء الجزائريين، ويتعلق الأمر بالأديبة والوزيرة السابقة زهور ونيسي والكاتب والوزير السابق محي الدين عميمور، ورئيس المجلس الشعبي الوطني سابقا الكاتب محمد العربي ولد خليفة ، والأستاذ محمد الصغير بلعلام ، الكاتب والرئيس السابق لاتحادات الكتاب والصحفيين والمترجمين العربي زبيري ، و الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى البروفيسور بومدين بوزيد ،والأديب بلقاسم خمار ، والشاعر سليمان جوادي، والأديب والشاعر الدكتور أحمد حمدي أحد رواد حركة التجديد في الشعر الجزائري ، و الروائي رابح خدوسي، والناقد الأدبي مخلوف عامر، الدكتور نور الدين السد، والشاعر رابح حمدي ، والقاص مصطفى فاسي ،والشاعرين إبراهيم صديقي، و بوزيد حرز الله ، والوزير السابق بوجمعة هيشور، ويأتي هذا عرفانا لما قدموه في سبيل خدمة الثقافة والأدب الجزائري وذلك على مستوى مقر الحزب بالجزائر العاصمة .
مبادرة تكريم الأدباء والمثقفين ليس لها دافع حزبي ضيق
أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الأستاذ أبو الفضل بعجي خلال تكريمه لأهل الفكر والثقافة و الفن والإبداع، قائلا إن احتفاء حزبنا بهذه الصفوة المتألقة من نخبة بلادنا، من الكتاب والأدباء والشعراء، هو شعور الفخر والاعتزاز، لأنكم حقا حماة هوية الجزائر ورافعي رايتها وأساطين إرثها الإبداعي وعليه فإن هذه المبادرة الرمزية تصب في مسار العرفان والاعتراف لكم، نظير ما قدمه هؤلاء من عطاء مميز لإثراء الثقافة الوطنية وإضاءة الساحة الثقافية وتنوير المجتمع بمواقف وطنية ملتزمة فهؤلاء المبدعين هم قيمتنا المضافة وتاج رؤوسنا وفخرنا الدائم، وإني لواثق بأن هذا التكريم يستمد منكم القيمة والمقام، والقدر والاحترام داعيا في ذلك إلى ضرورة المضي قدما في التألق والتفوق في مجالات الكتابة والإبداع والجمال من طرف صوت الجزائر المدوي لأجل صون هويتنا الثقافية والحضارية، من خلال الكتاب والقصيدة والريشة والسينما والمقال السياسي والموقف الوطني، المدافع عن الجزائر، بكل ما تختزنه من تاريخ وعلماء وأعلام وفنون وتراث متنوع ومتميز، وعليه فهذه المبادرة، التي أقدم عليها حزب جبهة التحرير الوطني ، لتكريم هذه الثلة المتميزة، ليس لها دافع حزبي ضيق، كما أننا لا ننتظر منها مكسبا سياسيا، إنما دافعنا هو اعتراف حزبنا بالفضل لأهله، هو اعتراف بفضل المبدعين في الثقافة والأدب وفي شتى أنواع الفنون قائلا إن الوطن الذي لا يعرف قدر العلم والفكر والثقافة والفن سيبقى خارج التاريخ، فهناك دولا كثيرة في العالم، لا ثروات طبيعية لديها، لكنها اليوم في مقدمة ركب الدول المتقدمة، فبعد نجاحها الكبير على المستوى الاقتصادي واستقرارها المبهر سياسيا، توجهت بقوة هائلة باتجاه ترويج نفسها كجهة ثقافية وسياحية بامتياز فقد أدركت الكثير من الدول أهمية “القوة الناعمة” المستمدة عبر التاريخ والحضارة والثقافة، وتمكنت من تحقيق مواقع على خريطة العالم الإنسانية بعوائد عظيمة انعكست على تحسين الصورة الذهنية للبلاد.
الثقافة تشكل عنصرا من عناصر قوة الدولة
أشار ذات المتحدث إلى أن الثقافة تشكل عنصرا من عناصر قوة الدولة، وهذا هو رهان الجزائر اليوم، بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، فهي تخوض معركة تنموية متكاملة الأركان، لبناء الجزائر المتفوقة والواثقة، التي تحظى فيها الثقافة أو ما يعرف بـ”القوة الناعمة” بموقع متميز، سعيا إلى احتلال الثقافة مكانتها في بلادنا والوصول إلى مجتمع المعرفة والدخول في عالم التطور والعصرنة والحضارة الجديدة، دون أن نفقد أصالتنا وقيمنا ومقومات هويتنا الوطنية الجامعة وعليه إن هذا الرهان الكبير هو قضية وطنية بالنسبة لكل مفكر ومثقف وأديب وكاتب وسينمائي ومسرحي وفنان تشكيلي ببلادنا، إنه التحدي الذي يجب رفعه بامتياز واقتدار وعلى هذا الأساس فحزبنا يقف اليوم، من خلال تكريم هذه القامات الفكرية والثقافية، وقفة احترام وعرفان لكل مثقفي الجزائر ومبدعيها، كما أننا لسنا بصدد التفريق بين من هو مناضل في حزبنا أو قريب منا فكريا أو غير منتمي، لأننا نؤمن بأن كل مثقف وطني، أفنى العمر في العطاء والعلم والإنتاج الأدبي والثقافي، هو جدير بالمحبة والتكريم والاحتفاء.
ارتباط وثيق بين الثقافة والالتزام السياسي
توقف أبو الفضل بعجي، عند قضية ظلت موضوع جدل على حد قوله والمتمثلة في العلاقة بين المثقف والسياسة، مؤكدا أن هناك ارتباطا وثيقا بين الفكر والثقافة والالتزام السياسي، وإن بينكم، أيها الأفاضل، من جسد هذه التوليفة الرائعة، دون أن يفقد خصوصيته كمثقف ودون أن يخل بالتزامه كسياسي، أليس المثقف معنيا بالسياسة بمفهومها الواسع.. إن الثقافة تلج في السياسة، كما تلج السياسة في الثقافة ، وأجد من واجبي، كأمين عام للحزب، طرح هذا الجدل للنقاش في ندوات فكرية قريبا، مع التأكيد مسبقا أن حزب جبهة التحرير الوطني يديره اليوم مثقفون، بالمفهوم العام للثقافة، كما أن قيادة الحزب وإطاراته تتعاطى الثقافة، دون تجاهل أن حزبنا يزخر بالأدباء والمثقفين والشعراء وأساتذة الجامعة ونخبة من الإعلاميين البارزين ، حيث أننا حرصنا على الاحتفاء بفرسان الفكر ومهندسو الكلمة، لأننا ننعم بعطائكم الممتع والجميل والمفيد، ولأننا نعتبر الثقافة سلاحا قويا في بناء الإنسان المثقف والمهذب وتحقيق النهضة وتحصين العقل وتهذيب الذوق وقبول الآخر، وكذا في محاربة الأفكار المتطرفة وثقافة الكراهية والتمييز، وهذه هي عقيدة حزبنا، المؤمن بالتعددية، المنفتح على كل التيارات الفكرية والسياسية والمشرعة أبوابه لكل من يؤمن بالجزائر الواحدة، السيدة، الفخورة بتاريخها المجيد، القوية بشعبها الأبي ومؤسساتها وجيشها العتيد أقف في محراب أهل الكلمة المعجونة بتربة هذه الأرض الطيبة والوفاء للشهداء والإخلاص للوطن حيث أنني أجد نفسي عاجزا عن إبراز إنجازات كل واحد منكم، وأنا في مقام الحديث عن دوركم المميز، كل في مجاله وفي ميدانه، أين هنأ بعجي الوزيرة، الأديبة المتألقة، المجاهدة زهور ونيسي على حصولها على جائزة الدكتورة سعاد الصباح، واعتبارها شخصية السنة الثقافية 2023، تقديرا لمسيرتها الحافلة بالكتابة والإبداع، فهنيئا لها وهنيئا لكم جميعا، بما تجود به قرائحكم المبدعة، هذا الزاد الثمين، الذي يغذي الفكر والعقل والمشاعر والوجدان ولقد وجه بعجي التحية لكل مبدعي الجزائر، كاشفا عن تخصيص في المرات القادمة تكريمات لكوكبة أخرى من أدبائنا ومثقفينا وفنانينا ونخبتنا العالمة ويتعلق الأمر بكل من الروائي الكبير واسيني الأعرج، والكاتب والشاعر الجزائري أزراج عمر.
حكيم مالك