كل يوم يثبت الكيان الصهيوني، من خلال ساسته، أنه فقد البوصلة، وأن ما سببته عملية طوفان الأقصى، نزيف غير قابل للنسيان، فالهزيمة، تجاوزت الخسائر الآنية، إلى جرح غائر داخل الذات الصهيونية، وآخر ما تمخض عنه الجبل الصهيوني، تصريح تافه يعبر عن حالة الكيان الصهيوني من الداخل، حيث دعا مندوب الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة، إلى “محو الهيئة الأممية” من الوجود، وهو التصريح الذي يكشف أي حالة يعيشها كيانا خسر معركة غزة، ثم خسر معركة الرأي العام الدولي وهو يخسر معركته مع الأمم المتحدة نفسها..
مندوب الكيان لدى الأمم المتحدة والمدعو” جلعاد ارون”، هو نفسه من قام قبل أشهر من تصريحه هذا بتمزيق ميثاق الأم المتحدة احتجاجا على طلب عضوية الدولة الفلسطينية للهيئة الأممية، كما أنه نفس الشخص الذي قاد حملات لتبرير المذابح الصهيونية، وبعد أن فشلت كل مساعيه في تحسين صورة الكيان، وبعد أن فهم أن القرار الأممي خرج من سلطة اللوبي الصهيوني دعا بشكل علني لمحو هيئة الأمم المتحدة في تصريح لصحيفة معاريف العبرية..
والنتيجة، الكيان الصهيوني، ومن ورائها أمريكا والغرب، كانوا يؤمنون بهيئة الأمم المتحدة وقوانينها وقراراتها الدولية يوم كانت تحت وصايتهم، أما وقد حررت غزة هيئة الأمم من سلطة اللوبي الصهيوني، فإن المطلوب اليوم إزالتها، إنها لغة الغاب من تتكلم، وإنها إسرائيل من تنهزم؟
