احتياطات ضخمة من النفط الخام تقدر بـ 12.2 مليار برميل
أضحت الجزائر بلدا جاذبا للاستثمارات الأجنبية في مجال الطاقة بفضل الخطة الخماسية (2023ـ 2027) التي وضعتها، والتي تعتمد على إستراتيجية تتكون من أربعة مجالات تطوير رئيسية، وهي استخراج النفط والغاز، معالجة الهيدروكربونات بشكل أساسي، التكرير والبتروكيماويات وتسويق الهيدروكربونات.
سلط تقرير مطول لمجلة “إنرجي كابيتال أند باور” العالمية الضوء على المؤهلات الكبيرة التي تمتلكها الجزائر، والتي تؤهلها لتكون لاعبا رئيسيا في الصناعات الطاقوية خلال السنوات المقبلة. وكشف التقرير أن الأنظار تتجه نحو الجزائر باعتبارها واحدة من أكثر الدول جاذبية للاستثمار في مجال الطاقة، بفضل الإمكانيات التي تحوزها في مجال الطاقة، إلى جانب الاستكشافات الجديدة والإصلاحات التنظيمية التقدمية. وأوضح التقرير أن الجزائر تتمتع بمخزون ضخم من الموارد الطبيعية، إذ تُقدّر احتياطات النفط الخام بـ 12.2 مليار برميل، ثالث أكبر احتياطي في إفريقيا وعاشر أكبر احتياطي في العالم، إلى جانب 159 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي، كذا امتلاكها أعلى مستويات الإشعاع الشمسي في العالم، إلى جانب الاكتشافات الجديدة والإصلاحات التنظيمية التقدمية، برزت الجزائر كواحدة من أكثر الوجهات الاستثمارية الواعدة في العالم. وتطرق التقرير، إلى أهم 5 فرص الاستثمار التي أطلقتها الجزائر، منها فرص الترخيص لعام 2024، حيث أعلنت الوكالة الوطنية لتثمين المحروقات، الجهة المشرفة على تنظيم الأنشطة البترولية، عن إطلاق أول مناقصة ضمن سلسلة من جولات التراخيص المقررة على مدى السنوات الخمس المقبلة. ومن المزمع أن تطرح الوثائق في 26 نوفمبر المقبل، وتشمل عقودا لتقاسم الإنتاج في مواقع متعددة مثل المزايد، أهارا، رقان 2، زرافة 2 وغيرها. وأضاف الموقع أن الجزائر تعمل على جذب مستثمرين عالميين عبر إبرام شراكات إستراتيجية. وتسعى وزارة الطاقة في هذا الإطار إلى إقامة شراكات دولية في قطاع الطاقة، لاستكشاف فرص الاستثمار في قطاع معالجة الهيدروكربونات في البلاد.
للإشارة، اجتمع وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب مؤخرا مع نائب رئيس مجلس الدوما الروسي لمناقشة مشاريع استكشاف المحروقات، كما بحث مع ممثلي شركة H&R Group الألمانية فرص الاستثمار في مجال معالجة المحروقات. وأشار المصدر ذاته إلى فرص الشراكة مع الجزائر لزيادة إنتاج النفط والغاز، حيث ارتفع إنتاج الجزائر من النفط بنسبة 3.5% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، مع خطط لزيادة إنتاجها من المحروقات بنسبة 2.5 في المائة عام 2025، بهدف الوصول إلى حوالي 206 مليون طن من المكافئ النفطي، وهو ما يعكس هدف الجزائر لتعزيز مكانتها في سوق الطاقة العالمية مع الاستفادة من الموارد الطبيعية الغنية في البلاد. وفي إطار التحول نحو الطاقة النظيفة، تعمل الجزائر على تطوير مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، حيث وقعت سوناطراك اتفاقية مع المجموعة التركية “توسيالي” لاستكشاف إمكانيات إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وتستهدف الجزائر إنتاج 4 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2025. ووفق الموقع فإن الجزائر تتبنى إستراتيجية مغرية لجذب المستثمرين، بفضل السياسات والتشريعات المواتية التي وضعتها، والتي أسفرت عن توقيع اتفاقيات طويلة الأمد مع شركات عالمية كبرى على غرار مذكرة تفاهم مع شيفرون لتطوير موارد الهيدروكربون. كما أبرمت اتفاقيات مع إكسون موبيل الأمريكية وشركات أوروبية لتطوير خطوط أنابيب الهيدروجين الأخضر، التي يُتوقع أن تنقل 4 ملايين طن سنويا إلى أوروبا.
مع هذه الموارد الهائلة والاستراتيجيات الطموحة، تتجه الجزائر بثبات نحو تعزيز مكانتها كوجهة استثمارية عالمية في قطاع الطاقة. وقبل أيام، أكد رئيس وكالة تثمين موارد المحروقات “ألنفط”، مراد بلجهام، في تصريحات بجنوب إفريقيا بمناسبة أسبوع الطاقة القاري، أن الجزائر تسعى إلى رفع إنتاجها من الغاز الطبيعي بـ20 مليار متر مكعب سنويا، وذلك في غضون 05 إلى 10 سنوات المقبلة.
إلهام.س