الجزائر

“الجزائر تعتبر اتفاق بوزنيقة كأنه لم يكن”

قال الخبير الأمني، والمراقب الدولي السابق في بعثة الأمم المتحدة للسلام، أحمد كروش، أمس، أن الجزائر تعتبر اتفاق “بوزنيقة” كأنه لم يكن أصلا، لأنه يخص الإخوة الليبيين فقط، مشيرا أن المهم عندنا أن تتوصل الأطراف الليبية إلى حل فيما بينها دون تأثيرات أجنبية، خاصة أن هذه المسارات المتعددة والمتضاربة، فيما بينها تعمل على تشتيت المجهودات المبذولة، في حال تم تغييب أي طرف كان، وبالتالي مشاركة جميع الأطراف الليبية حسبه، أضحى بمثابة ضرورة حتمية، لإيجاد حل سلمي ودائم في ليبيا، متوقعا بالمناسبة، أنه بعدما تثبت هذه الحلول الجزئية فشلها، ستشد كل الأطراف المتنازعة رحالها إلينا، للأخذ بالمقاربة الجزائرية الرافضة للتدخل الاجنبي والداعية لتغليب لغة الحوار بين الفرقاء الليبيين، على اعتبار أنه السبيل الوحيد لحل الأزمة السياسية في هذا البلد الجار.

وأوضح كروش في تصريح خص به جريدة “الوسط”، أن الكثير من المؤشرات اليوم تشير إلى أن الاتفاقية الموقعة في بوزنيقة المغربية، من طرف وفد من المجلس الأعلى للدولة الليبي، ومجلس النواب بطبرق، بشأن معايير اختيار شاغلي المناصب السيادية، لن تصمد مثل الاتفاقيات السابقة، على اعتبار أنهما لا يمثلان كل الأطياف الليبية، واصفا إياهم بأنهم كمن يحاور نفسه في المرآة، مستغربا كيف ببرلمان طبرق ومجلس الدولة أن يعملا على حل أزمة ليبيا، وهما أصلا يعيشان تخبطات داخلية وانقسامات، مؤكدا بالمناسبة، أن الإشكال سيطرح يوم يصل هؤلاء لمرحلة تحديد من يتولى تلك المناصب السيادية، حيث لن تقبل الأطراف الأخرى الغير المشاركة في الاتفاقية بالأسماء المرشحة، ليتأزم الوضع أكثر فأكثر، مشيرا أنه قد سبق للمجلس الأعلى للدولة الليبية ومجلس النواب، أن وقعا سابقا على اتفاقية مشابهة في سيراط سنة 2015، لكن لم يطبق منها شيء، بل بالعكس قد زادت من تأزيم الحل في ليبيا، بدل حله خاصة في ظل تعدد البرلمانات الليبية، التي وصل عددها اليوم لثلاثة، هي مجلس النواب الليبي أو ما يسمى ببرلمان طبرق التابع لجيش حفتر، ومجلس الأعلى للدولة الليبية، و المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، بدل برلمانين فقط كانا يستحوذان على المشهد السياسي سابقا في ليبيا.

وهنا لفت متحدثنا، في ذات السياق، أن المغرب كان دائما يريد استباق الأحداث و وضع العصا في دولاب، لكي يثبت للجميع أنه لازال موجود وله تأثير في الأزمة الليبية، رغم أنه لم ستدعى حتى إلى مؤتمر برلين، وبالتالي هو يسعى للتأكيد أن الأزمة الليبية هي في يده، خاصة بعد خروجه من الاتحاد الإفريقي وعودته مؤخرا، في رحلة لإثبات الذات على أساس أنه موجود وطرف فاعل، رغم أن مساعيه هاته، تعرقل وتشوش على أي أطروحات تأتي بها الجزائر، مبرزا بالمقابل، أن المواقف الجزائرية دائما ما ينصفها التاريخ والزمن، رغم أن البعض يظلمنا ويعتبرها بلا جدوى، لكنها بمرور الوقت تثبت نجاعتها على أرض الواقع، وقدرتنا على الاستشراف وإيجاد حل يرضي الجميع.

مريم خميسة 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى