
- البلد الإفريقي والعربي الوحيد المستقر غذائيا
قدم الخبير الاقتصادي بلال عوالي في تصريح خاص ليومية “الوسط “رؤيته التحليلية الشاملة عن التقرير الأخير الذي أصدرته منظمة الغذاء العالمي حول المجاعة في العالم الذي أسفر عن تسجيل 811 مليون شخص يعانون من الجوع المزمن في إفريقيا ويوجد أكثر من ثلث سكان القارة السمراء في أسوأ المؤشرات (أكثر من 35 بالمائة) و41 مليون شخص في 43 بلدا على شفا المجاعة، كما أشار هذا التقرير التابع للأمم المتحدة إلى أن الجزائر البلد الإفريقي والعربي الوحيد المستقر غذائيا أي أقل من 2.5 بالمائة بالنسبة للدول العربية.
- المنتوج الفلاحي الوفير غطى احتياجات الجزائريين
واعتبر أستاذ الاقتصاد بجامعة البليدة إلى أن هذا المؤشر الذي تم عرضه مؤخرا في تقرير منظمة الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة يرجع إلا أن الجزائر مؤخرا كانت تعاني نوعا ما معيشيا إلا أن مستواها المعيشي جد مقبول مقارنة ببعض الدول الأخرى حتى وإن كان هناك تراجع في القدرة الشرائية للمواطن الجزائري بسبب قلة النمو الديموغرافي إلى أن المردود أو المنتوج الفلاحي الوفير قد غطى نوعا ما من الاحتياجات خاصة وأن الدولة الجزائرية فكرت في التصدير وهي الآن بصدد تجسيد هذه العملية على أرض الواقع حتى و وإن كانت هناك بعض العراقيل المناخية .
- تصدير مختلف المواد الغذائية الأساسية لإفريقيا
وفي سياق متصل كشف عوالي لـ “الوسط” أن الدولة الجزائرية تعتمد حاليا على سياسة تصديرية وهذا دليل على أن الجزائر لديها أمن غذائي من خلال قيام الجزائر بتصدير مختلف المواد الغذائية الأساسية من خضر وفواكه إلى الدول الجنوبية الإفريقية التي تعاني من المجاعة وعليه فالجزائر لم تشهد مجاعة في تاريخها وهذا راجع لأنها تزخر بثروات زراعية ومعدنية ومياه جوفية مع مساهمة الدولة في تحسين الأمور الزراعية وتشجيع الأمور الغذائية حتى وأنها فكرت مؤخرا في السماح لوزارة التجارة بتصدير المعجنات إلى الدول الإفريقية من خلال الاعتماد على مجموعة من النقاط الأساسية مؤكدا أنه الجزائر فعلا لديها أمن غذائي ولا يمكن لأي أحد أن ينازعها فيه خاصة وإن كان هناك ارتفاع للأسعار الذي قد يجعل المستهلك يتساءل على هذا الأمر إلا أن هذا لا يدل على انعدام المنتوج أو انعدام المعروض وإنما يدل على حرية المنافسة وهذا هو المهم.
- المنتجات الجزائرية مطلوبة عالميا وإفريقيا
ومن جهته أوضح عوالي ، إلا أن الجزائر تزخر بتربة زراعية جيدة جدا وهذا بوجود ما يعرف بالزراعة التقطيرية الموجودة في واد السوف وهذا الأمر نتج عنه تحقيق أمن غذائي متوفر مع إمكانية أن يكون هناك أمن غذائي في الجزائر بمعنى أن وفرة المنتوجات الزراعية وحتى مطلوبة على المستويين العالمي والإفريقي وفي الجزائر وهذا راجع لعاملين أساسيين يتمثل العامل الأول في التربة الموجودة وكذلك العامل الثاني في استغلال الصحراء بحكم أنها غنية بالمياه الجوفية والنقطة الثالثة هناك مستوى معيشي بالجزائر مقبول خاصة من المواد الغذائية لذلك فإذا ما قارناه بمصر نجد أن هناك عدد كبير من السكان وخاصة بعض الدول التي كانت فيها مؤشرات متراجعة بالنسبة للأمن الغذائي والتي ترجع إلى الأمور السياسية والاجتماعية كاليمن والعراق.
- تعزيز ودعم الزراعة الصحراوية
كما أكد المختص في الصفقات العمومية في هذا الصدد أن الجزائر عرفت استقرارا سياسيا وأمنيا مما ساهم في تقديم مساعدات للمزارعين ودعمهم من خلال التسهيلات وتقديم البذور لهم وما إلى ذلك وهذا ما سمح بتحقيق الأمن الغذائي من خلال هذا الدعم الذي توفره الدولة لكافة شرائح المجتمع لذلك فالدولة الجزائرية لها أمنها الغذائي والمستوى المعيشي له طابع اجتماعي وبكل بساطة لا يوجد أي شخص يعاني أو يموت من الجوع في الجزائر وهذا هو الأساس، فضلا عن وجود صناعات تحويلة خاصة بالعجائن وما إلى ذلك فكل هذه الأمور أبانت بأنها في متناول متوسطي الدخل في الجزائر الذين يمكنهم اقتناء المعجنات والخضر والفواكه في الحدود المقبولة مما يجعل هذا المؤشر عاديا وليس بدرجة كبيرة بحكم أن الجزائر تغطي حاجيات مواطنيها من الخضر والفواكه والمواد الغذائية اللازمة لكونها دولة اجتماعية تسعى إلى إرضاء مختلف المواطنين الجزائريين بهذه الأمور ،مشيرا إلى أن هذا السياق يدفع بالدولة إلى تعزيز قطاع الزراعة لأنها بصدد إنشاء ما يسمى بديوان الزراعة الصحراوية من أجل تدعيمها في الصحراء وهذا يعد أمر جد إيجابي حيث سيدعم المؤشر لتوفير الأمن الغذائي ومهما يكن فالجزائر بصدد تطوير زراعتها وهذا الذي ظهر مؤخرا من خلال إقرار الدولة بإنشاء مدارس عليا في الزراعة في ولاية ورقلة وفي جنوب الصحراء وهذه تعد نقطة جد إيجابية.
حكيم مالك