
الحفناوي بن عامر غول
تعكف حكومتنا حاليا على وضع تصور مستقبلي لمجابهة الأزمة الاقتصادية العالمية والتي أثرت على حياة الأمم والأفراد ودفع ثمنها الكثير من الدول أدت إلى حدوث مجاعات وحروب وحالة من عدم الاستقرار وخلقت أزمات كبيرة في شتى مجالات الحياة . والجزائر ليست بعيدة عن التأثير في ظل انخفاض أسعار البترول الذي يبقى المورد الوحيد رغم المحاولات الرامية لتنويع المداخيل وخلق البديل والاعتماد على القدرات المحلية لتعويض النفط .
تتبعت كلمة السيد عبد المجيد تبون بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، والتي حملت الكثير من تباشير الخير وكانت رسالة أمل خاصة عندما أكد الرئيس على أن الدولة عازمة بالسهر الدائم والتنفيذ الصارم لكل الإجراءات والتدابير الرامية إلى ضمان الحماية الاجتماعية والقدرة الشرائية للمواطن مؤكدا على الارتفاع في سجل نمو الإنتاج للمحروقات و تضاعف الإنتاج الوطني من الطاقة خاصة وان البترول والغاز يعرفان ارتفاعا في الأشهر الأخيرة مما يعزز ارتفاع المداخيل من العملة الصعبة لمجابهة الندرة والغلاء الفاحش للمواد الاستهلاكية الذي تعرفهما الأسواق العالمية بسبب الجفاف وجائحة كورونا . ولان الجزائر تعتمد في مداخليها على نسبة كبيرة من المحروقات فقد بات من اللازم تطوير منشآتها الصناعية في تكرير النفط وتطوير صناعاتها البتروكيماوية والكف عن استيراد الوقود. واستكمال وملائمة الإطار القانوني للاستثمار في كل من قطاعات الـمحروقات، والـمناجم والطاقات الـمتجددة لتشجيع الاستثمارات وضمان الأمن الطاقوي للبلاد على الـمدى الطويل .كما أن فرص الشراكة متاحة أكثر من ذي قبل مع الدول الشقيقة والصديقة خاصة وان لنا تجربة في التعاون بين سوناطراك وليبيا .وتعزيز فرص الاستثمار وأزمة الإمدادات بسبب التغير المناخي و الأزمة الأوكرانية والمخاوف من قطع الغاز الروسي على أوربا ومحاولة الغرب فرض عقوبات على الدب الروسي والتي سيكون لها تأثير في أسواق الطاقة العالمية . وهذا ما جعل الجزائر تسجل حضورها القوي مؤخرا في قمة الغاز في قطر لرسم مستقبل الطاقة العالمي خاصة وان الجزائر فاعل رئيسي باعتبارها من أهم الدول المصدرة للغاز في العالم وسيكون لها تأثير في حالة حدوث اضطرابات في سوق الطاقة وقد لمسنا ذلك في الحضور الشخصي للرئيس في قمة الدوحة وفي المباحثات والاتفاقيات الثنائية وفرص التعاون مع دولة قطر باعتبارها أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم وكل هذا يمكنه تعزيز مكانة الجزائر ودورها في الأزمة العالمية خاصة لما تتمتع به من علاقات طيبة مع جميع الأطراف.ولهذا كما قال الرئيس يجب علينا تطوير نشاط الاستكشاف في الجزائر وعلى سوناطراك تكثيف الجهود من أجل عصرنة أساليب تسييرها وفقا للمعايير الدولية مع تعزيز ديناميكية التكوين وتطوير تسيير الـموارد البشرية وفق الـمقاربة بالكفاءة و النجاعة و الـمساهمة في رفع التحدي الخاص بتراكم الـمعرفة والـمهارة.