وسط ظرف دولي ملغم بالصراع الأممي، عادت حركة عدم الانحياز إلى الساحة الدولية، لتسجل حضورها، من خلال أشغال القمة التاسعة عشر المنعقدة بالعاصمة الأوغندية، حيث احتضنت “كامبالا”، عاصمة أوغندا، ما يسمى بالخيار الثالث من دول عربية وافريقية، كثيرا ما نادت وسعت للخروج من الثنائية القطبية وصراعاتها الجيو سياسية، والمهم في القمة التاسعة عشر لحركة عدم الإنحياز، أنها جاءت في ظرف دولي حساس، وخاصة مع ما يجري في الأراضي المحتلة وما خلفته المحرقة الصهيونية من مجازر ومذابح في حرب إبادة بغزة..
الجزائر ومن خلال دورها التاريخي في تأسيس تلك الحركة وكذا سعيها الدؤوب، لخلق طرف مستقل عن صراع الثنائية القطبية، استغلت منبر حركة عدم الإنحياز، لتؤكد مواقفها الثابتة من حركات التحرر في فلسطين والصحراء الغربية، فمن خلال رسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للمجتمعين، أعادت الجزائر تذكير الجميع، أن ثبات المواقف في السياسة الجزائرية الخارجية، ليس تموقعا ولكنه قناعة دولة، بحق الشعوب في التحرر، مهما كانت توجهات العالم..
قمة عدم الانحياز المنعقدة بكمبالا بأوغندا، حملت شعار “تعزيز التعاون من أجل رخاء مشترك”، والرسالة الواضحة من العنوان، أن حروب اليوم، حروب اقتصادية بحتة، ومن يمتلك استقلاليته الاقتصادية، فقد كسب معركة الإستقلالية، وهو الأمر والشعار وكذا التوجه الذي كثيرا ما رافعت إليه الجزائر وتبنته، كرهان بقاء وتأثير، والمهم، في مخرجات قمة حركة عدم الانحياز، أن كل المشاركين، انتهوا إلى نتيجة واحدة ورهان وحيد عنوانه، الإستقلالية الاقتصادية للخروج من طوق الثنائية القطبية وصراع كبار العالم.