أكدت الباحثة المختصة في التراث الثقافي الأستاذة “عبلة بحيصة” في تصريحها ليومية “الوسط” أن اللباس التقليدي جزءا من ثقافتنا وتاريخنا الممتد على مدى قرون من التاريخ حيث في غالب الأحيان يعبر عن التأثيرات الثقافية التي مرت بها الشعوب و الحايك يعتبر أحد مقومات العريقة في التراث الجزائري له مكانة خاصة في العادات والتقاليد الجزائرية حيث يعتبر رمز العفة والحشمة والأنوثة فهو مبدأ من مبادىء الهوية لدى المرأة الجزائرية فهو يميز كل واحدة من النساء اللواتي يرتدينه، بالطريقة التي ترتديه بها، و أشارت المتحدثة إلى ان الحايك يعد تراثا ثقافيا يميز النساء الجزائريات ترتديه كل حسب منطقتها وهذا ناتج للتأثيرات الخارجية نتيجة لمختلف الهجرات التي عرفتها المنطقة خاصة عند قدوم الأندلسيين الى شمال أفريقيا، كما ان ارتداء الملاية السوداء بقسنطينة والولايات الشرقية الأخرى مرتبط بعدة اقوال وقصص والذي يرجعه البعض الى ظهور الدولة الفاطمية في شمال افريقيا خاصة انه من عادات الشيعة، اما الكتابات التاريخية تشير إلى أن سبب ارتداء القسنطينيات الملاية السوداء كان حزنا وحدادا على موت صالح باي آخر بايات قسنطينة، والذي كانت له شعبية ومنزلة خاصة لدى أهلها وذكر الكثير من المؤرخين انه بعد قسنطينة وموت صالح باي ارتديت الملاية السوداء.وعن الحقبة التاريخية للباس “الحايك” وكيفية الحفاظ عليه من الزوال والسرقة كشفت الأستاذة “عبلة بحيصة” أنه يعتبر تراث ثقافي غير مادي عميق وضارب في تاريخ المجتمع الجزائري منذ الفترة النوميدية الى غاية فترة الثورة التحريرية انذاك تميز بطابع خاص في مسيرة نضال الجزائريات وأعمالهن النضالية، و يميز كل واحدة من النساء على حسب الطريقة التي ترتديه وتستعمله، يعبر عن الأنوثة والسترة والحياء وهو رمز للهوية والأصالة، تتبع موجات حضارية عديدة وشغل وظائف مختلفة كما تأثر بالظروف الإجتماعية والثقافية ، حاليا اصبح تقليدا في طريق الزوال إلا باحتشام في بعض المناطق، فتحول إلى تراث ورمزي بدون وظيفة، وعليه ومن هذه النقطة لابد أن تكون البداية لإعادة تأهيله وإدراجه وبعثه ضمن ممارسات الحياة الإجتماعية، لابد من إحياء وحفظ هذا التاريخ والذاكرة ومن ثم تعريفه وتثمينه للأجيال الشابة، وذلك عن طريق النشر والتوزيع واقامة التظاهرات الثقافية الخاصة بالزي التقليدي وكذا دعم الحرفيين المتخصصين في حياكة الحايك وتشجيع كل الفتيات على تعلم الحرفة وارتداء الحايك في الحياة اليومية.
أحسن مرزوق
