
ليس صدفة كما لم تكن خبط عشواء برمجة زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة المغربية، حيث تزامنت تلك الزيارة مع الذكرى السبعين لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 كان مخططا مدروسا وكل ذلك لأن حفيد ديغول وبيجار ومن ورائه فرنسا لا زال يرضع من تاريخ أحقاد أجداده وما خلفوه من عار الدماء والجماجم.
ماكرون وكعادة المراهقة والعبثية والحربائية لم يكتف بزيارة مملكة المخزن في هذا الوقت بالذات ولكنه تعداها إلى مبايعة الملك محمد السادس على ما يسمى أحقية المغرب في الصحراء الغربية وما أدراك ما الصحراء الغربية تاريخا ومصيرا وشعبا. هو وحده من يقرر مصير بلده. كما أن زنود البنادق وتضحيات الشعب الصحراوي الشقيق من تصنع الفارق الذي يسمى حرية يراق على جوانبها الدم.
الغريب والمبتذل والبائس أنه بالإضافة إلى الحربائية الفرنسية فإن العمالة المغربية و”التيهوديت” المخزنية ظهرتا في تصفيق برلمان الملك لخطاب ماكرون أمام أعضائه وهو يدين المقاومة الفلسطينية ويتهمها بأبشع النعوت في انتصار للكيان الصهيوني من بلاط المملكة. ومنه وكمجمل قول: فإن ثنائية الحربائية الفرنسية والعمالة المغربية هما لسان الحال لمملكة لم يبق لها من الاسم ولا الرسم إلا عنوان الخيانة مع سبق الإصرار والترصد.