
حوار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مع قناة الجزيرة القطرية، أزال الكثير من الغموض كما أنه وضع النقاط فوق الحروف وهو بمجمله حوار موجه للخارج قبل الداخل وبالذات للمتربصين الذين كانوا يراهنون على سقوط الجزائر في مستنقع الأزمات والتحولات والصراعات الدولية، لكن فطنة الجزائر فوتت الفرصة على كل الغربان التي كانت تنتظر جثة فتنهش لحمها ثم تنعق فرحا بنهايتها، ولعل أهم نقطة في حوار رئيس الجمهورية أنه قدم مقاربة عن قوة الدول اليوم والتي لم تعد قوة عسكرية وصواريخ عابرة للقارات فقط ولكنها قوة اقتصادية هي من تتحكم في سيادة الدول والقرارات..
رئيس الجمهورية ظهر واثقا في كشفه للمعطيات الاقتصادية بالجزائر حيث يكفي شهادة “الأفامي” وكذا المؤسسات المالية الدولية بالطفرة الاقتصادية التي شهدتها وقطعتها الجزائر للتخلص من أي تبعية، قلنا يكفي تلك الشهادات الدولية التي لا تحابي أحدا حتى نقول، الحق ما شهد به الخصوم لصالح وطن راهن الجميع على سقوطه في وحل الاستدانة لكن إرادة الرجال خيبت آمال المراهنين على ذلك..
ما هو ثابت في حوار قناة الجزيرة أنه جاء ليضع النقاط على الحروف ويبين للمتربصين أن الجزائر تعمل في صمت لكنها تجني بثباتها خيارات حقيقية عن نظرة استشراقية تمكنت من خلالها أن تكون فوق لعبة التجاذبات الدولية، لتكون النتيجة لحكمة اتخاذ القرارات هي الاستقلالية التامة والمحافظة على سيادة القرارات، فهل وصلت الرسالة للغربان الناعقة وبالذات للجيران من مملكة العار وأبواقهم الإعلامية التي لا زالت تراهن عن سقوط لن يكون؟!