عرفت السهرة الثانية من فعاليات مهرجان تيمقاد الدولي بولاية باتنة مشاركة ثلة من نجوم الفن الجزائري والعربي الذين غنوا بحناجرهم الذهبية أجمل الألحان والطبوع كالراي والشاوي والشرقي ،ولقد تمكنت هذه الأصوات الرائعة من إنجاح هذا الحفل الفني الذي عرف حضور جماهيري كبير من مختلف شرائح المجتمع الذين جاؤوا خصيصا للاستماع والاستمتاع عن قرب بنجومهم المفضلين من فرقة “الداي ” وفرقة “راينا راي” مع الفنان القدير لطفي عطار ونجم “آراب أيدول” الفلسطيني هيثم خلايلي ومحمد بوسماحة ومهدي كباسي والفنانة سعاد الشاوية وهذا ما جعل الموسيقى سيدة الليلة بامتياز.
تفاعل الجمهور الباتني مع أغنية “يازينة ديري لاتاي”
وحطت فرقة “راينا راي” رحالها في مدينة باتنة وبالتحديد في مهرجان تيمقاد الدولي بباتنة في طبعته 42 أين سجلت مشاركتها لثاني مرة في هذا المهرجان، فلقد عبر أعضاء الفرقة التي يتواجد فيها الفنان القدير لطفي عطار عن سعادتهم بتواجدهم في عاصمة الأوراس التي كانت من أبرز المشجعين لهذه الفرقة في بدايتها، واستطاعت فرقة ” راينا راي ” أن تصنع الحدث بالأغنية الشهيرة التي انتشرت في العالم والمتمثلة في ” يا الزينة ديري لاتاي ” التي ألهبت مدرجات تيمقاد حيث تجاوب الجمهور معها وعلى حد قول أعضاء فرقة “راينا راي” ستبقى هذه الأغنية رائجة ومنتشرة عند جميع الأجيال بفضل هذه الفرقة التي أحدثت ثورة ثقافية وغنائية بفضل اختيار الكلمات المناسبة وتفاعل الجمهور أيضا مع أغنيتهم “ماعندي زهر” وباقي الأغاني الأخرى كذلك .
النجم الفلسطيني هيثم خلايلي يغني بالجزائري
ولقد تفاعلت الجماهير الحاضرة بقوة في السهرة الثانية من مهرجان تيمقاد مع النجم الفلسطيني هيثم خلايلي الذي عبر عن سعادته في الغناء للمرة الثانية بالجزائر والأولى في المهرجان الثقافي الدولي تيمقاد أين قدم أغاني من التراث الفلسطيني ويتعلق الأمر بـ ” ياطير يا طاير ” و كانت الدبكة حاضرة مع أغنية “علي الكوفية ” وغنى أغنية جزائرية مع الجمهور والمتمثلة في” يازينة” لفرقة بابيلون ، كما أنه قدم أغاني مختلفة من بينها “هي هي ” و”بالغرام” للفنان اللبناني وائل كفوري وكشف ابن فلسطين عن تخصيصه لأغنية جزائرية كما أوضح أن الشعبين الفلسطيني و الجزائري يجمعهما حب كبير ، مشيرا إلى أن الأغاني الجزائرية تحظى بشعبية كبيرة في فلسطين خاصة الراب وأغاني الراي .
محمد بوسماحة يفجر المدرجات بـ “عشقنا في 90 ”
وتمكن الفنان محمد بوسماحة من إيصال صوته إلى مختلف الشرائح من خلال تأديته لأغاني الراي بامتياز حيث فجر مسرح تيمقاد بأغنيته ” عشقنا في 90″ المشهورة في موقع اليوتيوب بالإضافة إلى غنائه باقة متنوعة من أغانيه وهي “ألو قالتلي نساني “و”سيليبتار ولا خاطبينك ” التي نالت إعجاب الجميع خاصة فئة الشباب .
”سعاد الشاوية” صوت الأوراس الأشم
ولقد ألهبت الفنانة سعاد الشاوية صاحبة الصوت الجبلي القوي ركح تيمقاد من خلال تأدية مجموعة من أغانيها الخاصة ومن بينها أغنية لنصر الدين حرة ” حدة يا خالتي ” وهذا مايبرز أن الموسيقى هي غذاء الجماهير المتعطشة لعودة المهرجانات الفنية التي غابت لأزيد من عامين متتالين بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم بأسره ، ونحن حاليا في مرحلة جديدة من التعافي من فيروس كوفيد 19 حيث أن مهرجان تيمقاد يعتبر من أعرق المهرجانات في الجزائر وهو بوابة أمل بالنسبة للجمهور الجزائري عامة والباتني خاصة الذي توافد بكثرة من مختلف مناطق عاصمة الأوراس الأشم من أجل إعادة الروح من جديد للجماهير وتذوق الأنماط الموسيقية الجديدة خاصة الشبابية العصرية التي تحمل في طياتها رسائل أمل مليئة بالحياة تضفي البهجة على قلوب الكثيرين الذين انتظروا بشغف كبير عودة هذا الحدث البارز الذي انتظره أبناء باتنة في السنوات الأخيرة وتشاء الأقدار أن يعود إلى الواجهة من جديد مع تحديات ورهانات جديدة في سنة 2022 ليظهر للعالم أن الجزائر قوية بمهرجاناتها الفنية التي تجمع الأصوات الجزائرية في مكان واحد اسمه تيمقاد هذه الجوهرة النادرة المتواجدة على أرض بلد المليون ونصف المليون شهيد ” الجزائر” التي تزخر بمناطق وثقافات متنوعة تجعل منها قارة تجمع الفنون في مكان واحد .
الفنان مهدي كباسي ينتصر للأغنية الملتزمة
وعبر الفنان مهدي كباسي عن سعادته في اعتلاء ركح تيمقاد ،مؤكدا أن هذا الصعود له مكانة خاصة عند كل فنان ،كاشفا أنه قدم وصلة غنائية كرم من خلالها كل من المرحوم الشاب عقيل الذي أدى أغنية “مازال مازال ” وأغنية أخرى للراحل الشاب حسني بالإضافة إلى تقديمه أغنية جزائرية في طابع البروالي” Les algériens rassa” لرضا طالياني ،كاشفا عن أغنيته الجديدة الموسومة بـ “بلادي نتمنالك الخير” وهي من إنتاج التلفزيون الجزائري العمومي ،كما أبرز خريج مدرسة ألحان وشباب أنه لازال محافظا على الأغنية الملتزمة التي تدخل لجميع البيوت الجزائرية من دون استئذان عكس الأغنية الهابطة الواسعة الانتشار للأسف الشديد بسبب الدخلاء على مجال الفن الذين استغلوه و دعمته وشجعته شركات الإنتاج الجديدة التي سمحت بتشجيع الرداءة من خلال توظيف الكلمات غير النظيفة للوصول إلى “البوز ” المنشود لكسب نسب عالية من المشاهدات على اليوتيوب ودعا الجزائريين إلى ضرورة انتقاء الأغاني التي يسمعونها.
فرقة “الداي” تزلزل المسرح بأغنية” ماريا “
وتمكنت فرقة “الداي” من نقل الجمهور الباتني في رحلة موسيقية من أمريكا اللاتينية للقصبة للفن الشعبي الذي يحظى بشعبية واسعة النطاق داخل الوطن وخارجه من خلال تقديم أغاني يرددها الجمهور في كل مكان ويتعلق الأمر بـ ” ماريا” ، “بنات البهجة” ، “أنا جزائري “، “أجروا ليا ” حيث أكد أعضاء الفرقة أن نظرتهم للموسيقى هي عبارة عن نظرة أصيلة متفتحة على كل الألوان الفنية والمتوسطية .
باتنة: حكيم مالك
