ثقافة

الخطاط الليبي محمد الخروبي :المدية أصبحت “العاصمة الخطية” بإمتياز

حدثنا الخطاط الليبي محمد الخروبي المشارك في فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي بالجزائر عن تجربته في ميدان الخط وابداعاته الفنية في هذا المجال ، أين جال بنا محدثنا عبر العديد من المحطات البارزة في مسيرته بالإضافة إلى اجابته عن بعض التساؤلات المتعلقة بفن الخط العربي الذي بدأ يأخذ حيزا هاما في الحياة العامة للشعوب والأمم.
حاوره :ر.بوخديمي
تشارك للمرة الثالثة في فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي، كيف وجدت أجواء هذه الطبعة بعاصمة التيطري المدية ؟
بداية، أود أن أشكر أهل الجزائر والقائمين على المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي بالمدية من وزارة ومحافظة، فبكل صراحة تبهرنا الجزائر دوما بحسن الضيافة والمستوى المتطور لفن الخط العربي، حيث صارت الأجيال تسلم المشعل جيلا بعد جيل في هذا المجال ولعل هذه الطبعة التي تقام بعاصمة التيطري التاريخية التي يسميها الخطاطون أصلا العاصمة الخطية بحكم أن لها ولخطاطيها السبق في كل المنافسات والتظاهرات التي تتعلق بفن الخط العربي، بالنسبة لي شاركت سنتي 2009 و 2013 في ذات المهرجان لكن هذه الطبعة أبانت عن إمتياز بحكم أنها توسعت لتشمل دولا  إسلامية بالإضافة إلى الدول العربية، ما أعطى مستوى عالي وراقي لهذه الطبعة .
يالحديث عنك، كيف كانت بداياتك مع الخط العربي وما الصعوبات التي يواجهها دارس هذا الفن؟
بدايتي كانت مع  شيخ الخطاطين  أبو بكر الساسي والأستاذ إبراهيم المصراتي، لتتوسع دراساتي من خلال كلية الفنون الجميلة بجامعة طرابلس قبل أن أتجول بين المسابقات والمنافسات المتعلقة بالخط العربي الذي لم نكتشف نحن الخطاطون إلا جزءا من اسراره فقط، فهو مثل الإنسان لديه روح ينمو ويكبر أيضا، فكلما تعمقنا وتعلقنا به نكتشف أبعادا أخرى للإبداع، فالمجال واسع لهذا الفن الذي وصل لمشارق الأرض ومغاربها .
برأيك مالعلاقة بين الخط العربي والكتابة التدوينية؟
دعني أخبرك،أنه قديما لم يكن هناك ما يسمى بالخط العربي، بكل كانت هناك الكتابة فقط ( الكتابة المسمارية والهيروغرافية ..)، وكما قال إبن خلدون ” الخط  يزدهر بالعمران”،وهو ماجعله يتطور مع مرور الأجيال والأمم لتصبح له قواعد وضوابط ويخرج من طور التدوين إلى الفن ثم دخل إلى فن القباب والقصور والمساجد، فالخط هو فلسفة، علم وفن ولم يعد اليوم حكرا على دولة أو أمة بل صار عالميا، وكمثال على ذلك  الخط الديواني  للأتراك والفارسي للفرس وهي أقوام غير عربية وهو دليل على أن الخط أوسع وأشمل من ان يحصر في مساحة محددة.
هل ترى أن أدوات النشر والتعبير باتت تتماشى ومفهوم جمالية الخط؟
 أرى أن التنولوجيا رفعت عن كاهل الخطاط الشغل لتجاري أين اصبح الفنان والخطاط مهتما ومتفرغا للوحة الخطية فقط، فالأجهزة والبرامج تساعد وتسهل عملية الطبعة و الكتابة ويقوم بها أي شخص مهتم بهذا المجال، لكن اللوحة الخطية لا يقوم بها أي انسان غير الخطاط، فهذا الأخير كان قديما يطلب منه التدوين ويكتب الرسائل السلطانية والفرمانات، لكن خطاط اليوم تفرغ بفضل التكنولوجيا لفنه ولوحته وصار له مجال لتطوير عمله مع الخط .
من وجهة نظرك، هل هناك إهتمام متزايد حاليا للخط العربي ؟
أعتقد أن الخط العربي أخذ بعدا عالميا فصار له تظاهرات متفردة ومتميزة ومهرجان المدية أحدها، الأيام القادمة سيكون هناك مهرجان آخر للخط بولاية الاغواط  الجزائرية، والشارقة الإماراتية أحتضنت أيضا حدثا هاما في ذات المجال ، كما أن طرابلس الليبية نظم بها مؤخرا معرض ” دوايا” للحروفيات، وهو دليل على الاهتمام البالغ للدول والأمم والشعوب بهذا الفن.
حدثنا عن اعمالك الأخيرة وما رمزيتها ودلالاتها؟
شاركت في هذا المهرجان بعملين أو لوحتين من مجموعة ” أديم ” وهي جزء من سلسلة معرضي الشخصي الذي أقيم بطرابلس سابقا، وللتوضيح فقط ” أديم ” مصطلح مبني على سطح الأرض والتراب، شخصيا حاولت أن اقدم شيئا من مكنون الأرض على بساطتها وإختلاف الوانها وأشكالها لتخلق مع بعضها لوحة متكاملة مثلنا تماما نحن البشر فهناك الأسمر والأبيض والاشقر.
كلمة أخير للجمهور ومحبي هذا الفن ؟
قبل الختام ، أدعو زملائي أوصدقائي منظمي هذه التظاهرة إلى تكثيف الورشات على مدار السنة، فهناك الكثير من المتعطشين  لفن الخط العربي، مع زيادة النشاطات الموازية من مداخلات وندوات، أين يزيد هذا من تكوين الخطاطين وتطير هذا الفن، في الأخير أجدد شكري للجزائر أهلها وللسيد عبد الرزاق قارة برنو عبد محافظ المهرجان، وكل الفريق الذي يعمل معه على مجهوداتهم خدمة لفن الخط وشكرا لجريدتكم المحترمة على هذا الحوار الطيب.
رابح بوخديمي

وداد الحاج

رئيس تحرير يومية الوسط الجزائرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى