إفتتاحية

الدرس “السوري‪”!‬‬

أكثر من أي وقت مضى، يجب أن نقرأ ما يجري حولنا من “عولمة” الفوضى واستغلال “العوام” وكذا “النخب” المستلبة في تقويض أوطانها؛ وذلك من طرف “مخابر” دولية متخصصة في تصدير الفوضى والاضطرابات، ولعل درس اليوم، الذي يجب أن يُقْرأ جيدا وبتمعن وبصيرة، هو الدرس السوري وما يحدث في أرض الشام من مؤامرة دولية طرفها الأساسي، تهديم اللحمة الوطنية التي أدت لكل هذا الخراب، حيث ما كان لأعداء سوريا أن يتسللوا إلى فراشها لولا “خونة” الديار‪..‬‬
الدرس السوري الذي يجب أن يستوعبه الجميع أن تقويض استقرار الأوطان وأمنها يتم من الداخل، فمهما كانت قوة العدو المتربص فإنه يبقى ضعيفا مالم يفتح له العملاء والخونة الديار الأبواب، ليفرشوا له الأرض‪ ..‬‬
كما أن أكبر نتيجة ودرس يمكن استخلاصه مما يجري من دمار سوري وقبله دمار بغداد وليبيا والسودان، أنه لا معنى لأي حلف خارجي وأن الأوطان تحميها شعوبها وليست الأحلاف الدولية، وهو ما تجلى في التخلي الروسي والإيراني على نظام سوريا، حين جد الجد ولاحت بوادر السقوط، ولذلك فإنه لا بديل عن تعزيز اللحمة الوطنية ولا بديل عن ترسيخ أن علاقة الشعب بوطنه هي الأصل ولا اصل سواه، أما التحالفات الدولية فإنها مجرد محطات مؤقتة ومصلحية ومجمل القول، وحدها الشعوب من تُشكل الدرع الحامي للأوطان وحدودها ومؤسساتها، فهل لنا أن نقرأ درس سوريا جيدا، فكل العالم والبلدان العربية مشروع أجندات معولمة، وإن تأجل التنفيذ ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى