تقرير :هدى سعفان
كشف الخبير السياسي الأستاذ الدكتور لعروسي رابح أستاذ العلوم السياسية جامعة الجزائر 3 أن المناورات التي ستقوم بها الجزائر وروسيا في إطار التدريب المشترك “ درع الصحراء 2022 والذي سينفذه قوات جزائرية وروسية في شهر نوفمبر القادم، تتضمن البحث عن الإرهابيين في الصحراء، ويدخل ذلك في إطار تفعيلة التوازن بين البلدين وكذا التوقعات الدولية لدول المنطقة.
قال لعروسي في تصريح خص به جريدة “الوسط” أن هذه المناورات تفصح عن طبيعة التوازنات والتموقعات الدولية لدول المنطقة، ولها دلالة تاريخية أيضاً باعتبار أن اختيار شهر نوفمبر له دلالة تحررية بالنسبة إلى الجزائر، مضيفا أن “اختيار هذا الشهر للقيام بمناورات كبرى مع الحليف الروسي ليست نتاج الصدفة أبداً، بل له معانٍ كبرى موجهة لدول العالم والمنطقة”، مشدداً على أن “العالم حالياً يشهد إعادة ترتيبات جيواستراتيجية بشكل واضح أكثر مما سبق من الأزمنة، وسيكون للجزائر تموقعها الذي يليق بالمكانة التي تحوزها في القارة الأفريقية كدولة لها موقعها الاستراتيجي في المتوسط وعمق الصحراء ودبلوماسيتها النشطة التي تتحرك في كل حدب وصوب لتثبيت موقعها كقوة إقليمية في شمال أفريقيا، مضيفا أن الجزائر لها أيضاً كلمتها في خضم التفاعلات الإستراتيجية الدولية التي يعيشها العالم حاليا”.
واعتبر الدكتور لعروسي أن المناورات المشتركة بين الجيشين الروسي والجزائري على الحدود مع المغرب، والتي أطلق عليه اسم “درع الصحراء” رسالة واضحة ورد صريح على المناورات المشتركة الفرنسية- الأميركية- المغربية على حدود الجزائر، ما يعني أن المنطقة دخلت فعلاً مرحلة متطورة من التجاذبات والصراعات بين الشرق والغرب، حيث تسعى كل من روسيا والولايات المتحدة إلى توسيع مناطق النفوذ والتعاون في الفترة الحالية. ”
مؤكدا في سياق حديثه أن التفاهم الجزائري الروسي زاد قربا بعد عقدين تقريبا من البرودة في العلاقات واقتصارها على صفقات التسلح بين البلدين، إلى جانب الاتفاق على العديد من وجهات النظر المشتركة اتجاه المنظومة الدولية الحالية.
من جهة أخرى اعتبر الخبير السياسي أن “شمال أفريقيا لن تكون ساحة حرب بين الشرق والغرب لأن المغرب ليس بالقوة التي تؤهله لتحقيق توازن أو واقع معين في المنطقة مبرزاً من خلال حديثه أن التفاهم الجزائري- الروسي زاد قرباً بعد عقدين تقريباً من البرودة في العلاقات واقتصارها على الصفقات التسليحية بين البلدين، إلا أن ردود فعل الجزائر تجاه الدعوات الغربية لها بزيادة ضخ الغاز لأوروبا ورفضها ذلك باعتبار الخطوة طعناً لروسيا وللعلاقات التاريخية بينهما، زادت في حرارة العلاقة بين البلدين، وكذلك الاتفاق على العديد من وجهات النظر المشتركة تجاه المنظومة الدولية الحالية. ويواصل نفس المتحدث قوله، إنه تناسق مع هذا التحول تسعى الدول الأخرى لإيجاد تحالفات إستراتيجية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً تتماشى مع رؤيتها، وتضمن مصالحها الحيوية في إطار نطاقها الجغرافي والدولي، فالجزائر في مرحلة بناء شراكة قوية مع روسيا خاصة في هذه الفترة. ”