
تعود ذكرى 17 اكتوبر 1961،ومعها تعود الصورة العامة لهمجية الاستعمار الفرنسي وما خلف من تاريخ أسود ،لا يمكن تجاوزه بأي حال من النسيان ،لأن الفاتورة أعمق من أن تمحي أو تنسى، فبالإضافة لقرنها الدامي ومعه ثلاثين سنة من القحط الاستعماري، فإن فاتورة الستة ملايين شهيد ،كانوا حطبا لحرية وطن ،هي جبال من الجماجم وأنهار من الدماء ،والمهم في ذكرى 17 اكتوبر لهذا العام ،أن الاحتفالية بشهدائها ،لها لون خاص كونها تزامنت مع حملة عداء فرنسية ،كشفت لنا أن الوجه القبيح لفرنسا القديمة لم يتغير وأن الأحقاد تورث مهما لبست من اقنعة التحضر…
إحياء ذكرى مجازر 17 أكتوبر، لهذا العام، جاءت في سياق تحرش وعنجهية وتعد فرنسي على تاريخ أمة، لذلك فإنها لم تكن فقط للترحم ولكن لتذكير فرنسا بماضيها المخزي وبعارها الذي لن تلغيه أي قوة، ولعلى تصريحات رئيس البرلمان الجزائري بالإضافة لوزير المجاهدين ووزير الاعلام، تقاطعت في النبرة الحادة وفي التجريم الرسمي لكل ما فعلته فرنسا الاستعمارية.
المؤكد اليوم، ومع التصعيد الجزائري الرسمي، أن العلاقات الجزائرية انتهت الى خيار من اثنين، فإما أن تعترف فرنسا بجرائمها وإلا. ففرنسا فرنسا والجزائر جزائر ولا سياسة ولا دبلوماسية حين يتعلق الأمر بالتاريخ، ومجمل القول، مناسبة 17 أكتوبر، اثبتت أنه لا توجد خطوة للوراء من طرف الحكومة وأن القادم إما اعتذار وإلا فيا فرنسا قد مضى وقت العتاب.