
في اليوم العالمي لمكافحة السرطان تحصي الجزائر أكثر من خمسون ألف حالة في كل سنة ، ورغم التضارب في الأرقام حتى تلك التي تقدمها وزارة الصحة إلا أن الداء استشرى واستفحل في غياب أي دراسة لرصد المرض ومعرفة أسبابه ومسبباته مع غياب خلية للإصغاء والإحصاء على المستوى المركزي و عدم وجود بطاقية معلوماتية وطنية للمرضى كل حسب حالته وتصنيفها ودرجة خطورتها. ولهذا باتت مراكز مكافحة السرطان على المستوى المحلي مطلب المواطنين في كل الولايات بعد الأرقام المخيفة والمرعبة والمعاناة التي يعيشها المرضى .وهذا العجز انما راجع لغياب المختصين من جهة الضغط الكبير على المراكز الاستشفائية الجامعية ومركز مكافحة السرطان بيار ملاري كوري من جهة اخرى. كما ان الفحوصات الدورية ضرورية للحد من الداء وهناك مستشفيات وأطباء لا يبالون بالحالات المرضية و يتماطلون في الفحوصات او يتعاملون معها مثلها مثل باقي الأمراض ليجد المريض نفسه في حالة متقدمة مع السرطان لا تفيد معها الأدوية .ولان الوزارة عاجزة عن توفير المرافق والمرافقة الدورية للمرضى ،فقد أصبحت الجمعيات المحلية هي الملجأ للكثير من المرضى حيث و بوسائلها الخاصة ومعونات المحسنين اشترت قطع أراضي و أنشأت عليها دور علاج لاستقبال المرضى والتكفل بهم واستطاعت ان تنتشلهم من الضياع ورحلات الموت والحيرة والذل وتضمن للمريض كرامته وتزرع على وجهه ابتسامة لعلها تعيد له الآمل في الحياة . وباتت هي الأمل الوحيد للتكفل برحلة العلاج اذ تضمن على عاتقها وسيلة التنقل والإيواء والمرافقة وحتى الطاقم الطبي المتطوع . وهي اليوم بديل عن المستشفيات التي تعيش الضغط حيث تجهيزاتها منعدمة او لم تعد كافية كما تعرف نقصا في الأطقم الطبية وفي توفير العلاج الكيميائي و الأشعة . ولان نسبة إصابة السيدات مرتفعة جدا فان سرطان الثدي ارتفع مقارنة مع باقي الحالات وزاد من نسبة الوفيات بسبب غياب الكشف المبكر عن المرض وعدم ايلاء الاهتمام . خاصة وان الفقراء والعاجزين يدفعون ثمن غياب الرعاية و نقص التجهيزات وعدم التكفل بهم ، وهم يدركون انه لا شيء غير الإرادة التي هي الوحيدة القادرة على التغلب على الداء الخبيث عفاكم الله وشفى كل مريض.