أقلامالأولى

السفارة في العمارة

بقلم: احسن خلاص

منذ أيام دخلت الجزائر سباقا مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاتحاد الأفريقي بعد أن تسلل الكيان الصهيوني إلى مبنى مقر الاتحاد باديس ابيبا وأخذ مكانه كمراقب. لكن ما يبدو واضحا وجليا أن الجزائر وأخواتها من الدول التي رفضت هذا الدخيل كانت تراه من بعيد وهو يزحف بين ثنايا بلدان أفريقية بسطت له السجاد الاحمر على حين غفلة من القوى التي لا تزال تتمسك برائحة عهد منظمة أفريقية أنشئت أساسا لدعم المسيرة الطويلة والشاقة التحرر أفريقيا من الهيمنة الإمبريالية ومشتقاتها، نظام الميز العنصري والكيان الصهيوني. تحاول الجزائر اليوم الإمساك بالثور من قرنيه وتدارك سنوات من تراجع الديبلوماسية الجزائرية على أكثر من صعيد، تراجع جعلها تفقد مواقعها التقليدية في الفضائين العربي والإفريقي. في تلك الأثناء زحف الكيان الصهيوني على أفريقيا الجديدة، واغتنم فرصة ظهور جيل جديد من القادة لم تعد قضايا التحرر التقليدية في صلب اهتماماته فنسج معها علاقات بمقاربات جديدة مرتبطة بالتنمية والليبرالية واكتساب مزيد من النفوذ خارج القارة السمراء. تحصي أفريقيا اليوم ما يقارب 46 بلدا تربطه علاقات مع الكيان الصهيوني وهو ما جعل رئيس المفوضية موسى الفقي يبرر منح هذا الكيان صفة المراقب. لم يأت هذا المراقب بغتة لينصب سفارته في العمارة الإفريقية بل هو تتويج لعمل طويل تسارعت وتيرته في سنوات السبات الديبلوماسي الجزائري وهرولة العرب نحو التطبيع مع هذا الكيان. فهل يمكن أن نطلب من الأفارقة أن يكونوا أكثر عروبة من العرب؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى