
تفاؤل بنجاح اجتماع اللجنة الوزارية لتقييم تطبيق خفض الإنتاج:
رزيق: رفع إنتاج النفط ضروري في هذه المرحلة
راشدي: نتائج الاجتماع ستكون لصالح منتجي النفط
فندق الأوراسي اليوم سيكون محطة هامة في تاريخ الاقتصاد النفطي العالمي، حيث سيكون جامعا للاجتماع العاشر للجنة المتابعة والمراقبة المشتركة لاتفاق تقليص الإنتاج أوبك – خارج أوبك-، وسط مستنقع من الصراعات السياسية التي قد يكون لها تأثير سلبي على مخرجات لقاء الجزائر، في ظل تهافت واشنطن على دول الخليج التي تطالبها بضرورة رفع الإنتاج بعد تسقيفه في 2016، وهذا الذي ترفضه طهران وبعض الدول الأخرى، ما يوجب تغليب المصالح الاقتصادية على الصراعات السياسية العميقة جدا.
وفي هذا الصدد وصف الخبير الاقتصادي كمال رزيق في اتصال ربطه بالوسط يوم أمس، الاجتماع العاشر للجنة المتابعة والمراقبة المشتركة لاتفاق تقليص الإنتاج أوبك – خارج أوبك-، بالمحطة المهمة التي لا تقل أهمية عن اجتماع 2016، سيّما وأنها ستُنظم وسط متغيرات عديدة قد تكون نتائجها عكسية، خاصة وأن دول داخل الأوبك أضحت تتصارع فيما بينها حول القرار الواجب اتخاذه في ظل تهديدات ترامب لدول الخليج التي طالبها بضرورة رفع الإنتاج أو تسليط عقوبات عليها، رزيق راح إلى أبعد من ذلك لما شدد على أن الصراع أضحى واضحا للعلن داخل المنظمة خاصة وأن بعض الدول كفنزويلا وايران ترى أن السعر يجب أن يصل إلى 80 دولارا للبرميل الواحد، في حين ترى السعودية بمعية دول الخليج أن الإنتاج يجب أن يرتفع ليكون السعر من 60 إلى 70 دولارا وهو السعر المناسب حسب الخبير الاقتصادي.
ومن جانب آخر دعا ذات المتحدث الديبلوماسية الجزائرية إلى ضرورة لعب دور مهم في هذا الاجتماع من أجل تلطيف الأجواء بين طهران والرياض ومحاولة اللعب على وتر المصالح الاقتصادية بين البلدين ونسيان الخلافات السياسية سيما وأنها عميقة جدا، حيث قال:” الجزائر باستطاعتها خلق جو من التفاهم داخل المنظمة، خاصة وأنها استطاعت أن تجمع بين الخلفاء سنة 2016″، مضيفا أن ترجيح الجانب الاقتصادي ضروري جدا لأن الوضع والواقع يلزم ذلك.
اجتماع الجزائر سيكون ناجحا رغم الخلافات
أما الإعلامي الجزائري المتابع للشأن الاقتصادي أحمد راشدي فقال في تصريح خص به “الوسط” أنه متفائل باجتماع اللجنة الوزارية لتقييم تطبيق خفض الإنتاج بالجزائر، حيث يرى أن التزام منتجي النفط من داخل وخارج أوبك بمخرجات اجتماع الجزائر 2016 ولمدة سنتين مؤشر ايجابي نحو مزيد من التوافق، مشيرا إلى أن كل اجتماعات اوبك بالجزائر كانت ناجحة وخرجت بقرارات تاريخية بداية من اجتماع 1975 ثم 2008 بوهران واجتماع 2016، ولهذا يضيف:” لا اعتقد أن اجتماع الأوراسي سيشذ عن هذه القاعدة”، لكنه يعود ليستدرك بالقول أن الوضع الجيوسياسي ليس سهلا وينذر باستقطاب حاد داخل الاجتماع فإيران تهدد برفض أي قرارات لا تخدمها وتتهم السعودية وروسيا بالسعي للاستحواذ على حصتها في السوق، فيما تتجه السعودية للدفاع عن مصالحها لرفع انتاجها وهو ما يحدث فعلا بالميدان تحت حجج مختلفة.
وفي سياق آخر فإن اجتماع الجزائر سيكون محاطا بعدد من الأحداث المتسارعة التي باتت تؤثر بشكل مباشر على أسواق النفط وعلى رأسها تغريدة ترامب التي هدد فيها بشكل مباشر دول الشرق الأوسط، أين أمر أوبك بخفض فوري للأسعار، هذا الأمر قد يجد تجاوبا من دول الخليج وعلى رأسها السعودية التي قد تزداد تعنتا في رفع إنتاجها وضخ المزيد من الخام في السوق وهو ما سترفضه إيران بالتأكيد، ومن جهة يضيف ذات المصدر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا من جهة وبينها والصين من جهة ثانيا تزداد حدة وتؤثر بشكل مباشر كذلك على أسعار النفط.
وختم راشدي رأيه بالقول أن هناك أمل كبير في تواصل التوافق الإقتصادي الذي ميّز منتجي النفط لمدة سنتين متتاليتين لكنه أمل مشوب ببعض التوقعات السلبية في ظل الضغط السياسي والمستجدات المتسارعة التي تطبع الإقتصاد العالمي.