
دعا المستشار في التحول الطاقوي توفيق حسني ليومية” الوسط ” إلى ضرورة تطوير الطاقة الشمسية الحرارية لتصبح بديلا لإنتاج الكهرباء المستمدة أغلبها من الغاز الطبيعي فهذا سيجعلنا نستفيد من 30 مليار متر مكعب من الغاز وهذا كله لتجنب لجوء الجزائر إلى استهلاك النصف من إنتاجها الغازي، مما يسمح لنا بتصدير الغاز الجزائري إلى الخارج.
وأضاف ذات المتحدث أنه يجب على الجزائر التفكير بجدية في تغيير نمط استهلاك الطاقة من خلال عقلنة استعمالها بواسطة الإنقاص من استهلاكها المفرط لكون المناخ يفرض بقاء 80 بالمائة من المحروقات تحت باطن الأرض لأن التلوث الذي وصل إليه العالم سيؤثر سلبا على المناخ.
وأشار حسني إلى أن مشكل الغاز في الجزائر يكمن في كيفية تسويقه وتوصيله للأسواق الأوروبية وإلى غاية الآن وصلنا إلى الحد الأقصى للأنابيب من خلال الاعتماد على الأنبوب الغربي الذي يتجه إلى إسبانيا وهناك معلومات تؤكد أننا سنصل بعد شهر إلى مستوى 10 ملايير ونصف متر مكعب بالإضافة إلى الأنبوب الشرقي لتوصيل الغاز الجزائري إلى إيطاليا وهو كذلك وصل إلى الحد الأقصى لكون العقود حددت بـ 10 سنوات ولهذا فالغاز لا يعتمد على العقود المرحلية مما يجعل إمكانيات تسيير الغاز ممنوعة مع القدرة الإضافية في مرحلة 3 إلى 4 سنوات وبالتالي فقضية الغاز لا تشبه البترول التابع للأسواق العالمية والبورصة، عكس الغاز الذي لديه أسواق محلية والمتمثلة في 3 أسواق وهي أمريكا وأوروبا وآسيا .
كما أكد الخبير الطاقوي أن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس الضغط ظنا منها أن الجزائر لها الإمكانيات والقدرة على إمداد أوروبا بالغاز الطبيعي ولكن الحل في الوقت الحالي غير متاح تماما، مضيفا أنه تم اللجوء إلى دولة قطر التي لديها 900 مليار متر مكعب من الغاز المسال التي يرسلها إلى أوروبا، موضحا أن المشكل الموجود هو أنه حتى ولو اعتمدت قطر على قدرتها الإضافية في تمييع الغاز فهذا يستلزم توفير محطات محلية في أوروبا لاستقبال هذه الكميات، وهذا الأمر أدركته ألمانيا بأنه لايوجد بديل في ظروف 4 أو 5 سنوات لتعويض تمويل الغاز الروسي، حيث أن روسيا كانت تمول أوروبا ب 170 مليار متر مكعب سنويا وعليه فأنبوبي الغاز المتجهين من روسيا إلى ألمانيا والذي تم تعطيلهما لهما قدرة تصل إلى 55 مليار متر مكعب وهذا ما يجعل قدرة روسيا تفوق 230 مليار متر مكعب التي يمكن تسويقها إلى أوروبا ، كاشفا إلى أن سعر الغاز في الولايات المتحدة الأمريكية لا يتجاوز 4 دولار مليون بيتيو وفي أوروبا يباع حاليا حوالي 25 دولار ولكن هذه الأسعار مرحلية فقط لكونهم لا يسمحون بأن تكون الفاتورة الطاقوية عالية جدا بهذا المستوى وبالتالي فالأزمة الاقتصادية والاجتماعية ستجعلهم يحاولون جاهدين لتخفيض أسعار الغاز والبترول وتصبح طبيعية كما كانت من قبل.
وعن إمكانية اللجوء إلى استغلال الصخري في الجزائر أوضح توفيق حسني أنه لو تم اتخاذ هذا القرار، فهو يكلف مليار ونصف سنويا لإنتاج خلال 10 سنوات تقريبا 15 أو 20 مليار متر مكعب سنويا حيث أن التكلفة العالية ستجعل من مردودية تصدير الغاز ناقصة، ولهذا فلابد أن تدرك الجزائر جيدا هذا الأمر من خلال التفطن لمحاولات إقصاء الجزائر من السوق الطاقوي الذي سيتحول مستقبلا إلى سوق كهربائي وعليه فالقدرة الكهربائية المستمدة من الطاقة الشمسية والحرارية يمكنها تلبية احتياجات العالم ككل مع غياب كلي لاستثمارات تطوير الغاز الصخري في الجزائر مما يستدعي الاستعانة بالخبراء الأجانب في هذا المجال، مع علم هؤلاء أن البنوك العالمية تمنع الجميع في التمويل في مجال المحروقات وهناك حديث منذ 10 سنوات عن الغاز من نيجيريا إلى حاسي الرمل والمشروع قد بدأ بـ 3 ملايير دولار والآن فاق 20 مليار دولار ولهذا لا يوجد حل الآن لنقل الغاز لأن أسعاره لا تصنع أية مردودية.
حكيم مالك